خلال مؤتمر الكبد الذى عقدته مؤخرا الجمعية الأمريكية للكبد فى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الكبد والذى حضره أكثر من 8000 عالم ومتخصص فى أمراض الكبد من جميع بلدان العالم.
يقول الدكتور جمال عصمت أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب قصر العينى رئيس اللجنة القومية لمحاربة الفيروسات الكبدية نائب رئيس جامعة القاهرة، وأحد المشاركين فى المؤتمر، أن هذا المؤتمر يعتبر أكبر تجمع سنوى لأطباء الكبد حيث تم عرض ما هو جديد فى هذا المجال سنوياً، حيث تناول المؤتمر مواضيع جديدة متعددة من ضمنها علاج فيرس سى والذى سوف لا يعتمد بعد الآن على حقن الإنترفرون، وأن هناك أكثر من 20 دواء فى مراحله النهائية للاعتماد عليهم بديلاً عن العلاج بالإنترفرون، ويتوافر فى هذا العلاج الجديد مزايا لم تكن وجودة فى حقن الإنترفرون وهى الكفاءة العالية فى الشفاء والتى تصل إلى أكثر من 90 %.
كما أن هذا العلاج يمكن أن يستخدمه المرضى فى كل مراحل المرض بما فيه التليف الكبدى وفترة العلاج قصيرة قد تصل فى بعض الحالات إلى ثلاثة شهور، وعدم وجود أعراض جانبية عالية، كل هذه الأسباب دفعت المجتمع الطبى إلى التروى فى استخدام الإنترفرون والذى لا يتمتع بكل هذه الإيجابيات الموجودة فى العلاج الحديث.
جدير بالذكر أن الدكتور جمال عصمت قدم فى المؤتمر خمس أبحاث باسمه، حيث إن هذه الأبحاث ترتبط بالمشاكل التى يعانى منها الكبد المصرى.
واستعرض فى البحث الأول عن الطرق المختلفة لعلاج فيروس سى فى مصر وتقييم التجربة التى تمت خلال الخمس سنوات الماضية، والتوجيه بضرورة تفعيل علاج المرضى بما يترتب عليه من تقليل العبء على مرضى فيروس سى، وانخفاض حالات الفشل الكبدى وأورام الكبد على المدى البعيد.
وتناول البحث الثانى نتائج العلاج بالانترفون على أكثر من 6000 مريض تم علاجهم فى أحد مراكز العلاج التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية والتى تنتشر فى أكثر من 23 محافظة، وأوضحت هذه الدراسة أن السبب الرئيسى فى عدم الاستجابة للعلاج هو عدم انتظام المريض فى أخذ العلاج، وخصوصاً أقراص الريبافيرن والتى تؤخذ عن طريق الفم، وأن استجابة المريض للعلاج والشفاء التام يتم تحقيقه فى شفاء 60% من الحالات التى يتم علاجها بواسطة حقن الإنترفيرون وأقراص الريبافيرن.
وتناول البحث الثالث تقييماً لجهاز قياس مرونة الكبد والذى تم استخدامه منذ خمس سنوات فى فحص مرضى الكبد، واتضح من هذه الدراسة أن هذا الجهاز له دور فعال فى التنبؤ بحدوث أورام الكبد لمرض التليف الكبدى، وأن هؤلاء المرضى يحتاجون لمتابعة دقيقة على فترات متقاربة لتشخيص هذه الأورام فى حالات مبكرة، لأن التشخيص المبكر يعنى الشفاء التام.
ويقول الدكتور جمال عصمت إن البحث الرابع يتضمن تجربة دواء جديد أنتجته شركة أمريكية ويسمى هذا الدواء "دكلاتوسوفير" يمكن استخدامه بالإضافة إلى الإنترفيون لرفع تحسين نسبة الشفاء بالإنترفيرون، واتضح من هذا البحث أن هؤلاء المرضى الذين تم تجربة هذا الدواء بإضافة العلاج التقليدى إليه ارتفعت نسبة العلاج إلى الشفاء التام، وذلك مقارنه بشفاء 60% فقط من المرضى الذين استخدموا العلاج التقليدى فقط، وهذا يفتح المجال لدراسات أخرى لاستخدام هذا الدواء الجديد لعلاج فيروس (سى) دون الاعتماد على حقن الإنترفيون، وشارك فى هذه الدراسة أكثر من 40 مركزا عالميا من جميع أنحاء العالم، وكان من بينهم كلية طب قصر العينى ومعهد الكبد القومى بشبين الكوم.
أما البحث الخامس فيتعلق بتحليل جديد يسمى “MTP” ”Microsomal Triglycerides Polymorphism” والذى يمكن إجراؤه لتحديد استجابة المرضى للعلاج بحقن الإنترفيرون طويل المفعول من عدمه، وأجريت هذه الدراسة على مائة مريض، واتضح منها أن هذا التحليل يمكن أن يتنبأ بمقدار استجابة المريض بنسبة كفاءة تتعدى الـ90%، وترجع أهمية هذه الدراسة لمعرفة المرضى الذين لن يستجيبوا للعلاج التقليدى حقن الإنترفيرون وأقراص الريبافيرين، ويمكن أن يؤدى تجنبهم الآثار الجانبية المترتبة على هذا العلاج، بالإضافة إلى الصدمة النفسية التى تحدث للمريض بعد تأكده من فشل العلاج التقليدى فى تخلصه من الفيروس، هذا بالإضافة إلى البعد الاقتصادى فى توجيه العلاج للمرضى الذين يتوقع أن تكون استجابتهم ممتازة.