مبروك سعد يكتب: مزلقانات توريد الأموات

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012 11:27 م
مبروك سعد يكتب:  مزلقانات توريد الأموات مزلقان قطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قليلة مرت على حادث تصادم قطارين وجهاً لوجه فى محافظة الفيوم حتى استيقظنا جميعاً على حادث أشد ألماً، وأكثر ترويعاً أدمى قلوب المصريين جميعاً، حين اغتالت يد الإهمال والتسيب أحلام أكثر من 50 طفلا وطفلة بجانب عدد غير قليل من المصابين مما يضطرنا للبحث عن الأسباب والحلول.

إنها حوادث الطرق التى تتسبب فى قتل المئات والآلاف سنوياً مخلفةً وراءها بحارا من الآلام والأسى ومئات الأرامل وآلاف الأيتام.

يا ترى نبدأ بمحاكمة من؟؟؟

أولاً أهم طرف وأكثرهم مسئولية هو عامل المزلقان الذى فضل النوم أو اللهو أو ترك مكان عمله عن المحافظة على أرواح الآلاف الذين يستخدمون القطار يومياً –ونحن لا نلتمس له العذر حتى ولو كان يعمل فى وظيفة أو اثنتين أو أكثر لأن غلطة عامل المزلقان تساوى حصد أرواح آلاف الأبرياء فهو صاحب القدر الأكبر من المسئولية.

ثانياً هيئة السكك الحديدية والمسئولين عن إدارتها لعدم المطالبة والبحث عن كيفية تطوير العمل وإمكانيات وأساليب الأمان بالمزلقانات واكتفوا بالجلوس فى المكاتب والتنعم بالتكييف صيفاً وشتاء وتقديم واجب العزاء عند حدوث كل مصيبة.

ثالثاً: سائق القطار وهو الشخص الوحيد الذى ليس عليه أدنى مسئولية لأنه يعتمد فى عمله على من ينظمون له حركة السير وفتح الخطوط وتحويل المسارات ولو توقف القطار فجأة ليفتدى أى شئ وهو على سرعته العالية لكانت المصيبة أكبر والخسائر أكثر بكثير.

رابعاً: سيادة الوزير الذى فعل خيراً بتقديم استقالته ولكن عليه أيضاً مسئولية كبيرة وجسيمة وهى هل هو قام بالتعرف على مشكلات الهيئة وما هى العقبات التى تواجههم وهل قام بمتابعة الحالات الفنية للقطارات والعمل على توفير ميزانية الصيانة أو الإحلال والتجديد.

هل قام سيادته بزيارات مفاجئة لكل قطاعات العمل بالهيئة وعلق على الإيجابيات وعالج السلبيات وهل قدم رؤيته لرئيس الوزراء عن كيفية تحديث وتطوير هذا القطاع الخدمى الهام أم أنه اكتفى باللقاءات والمؤتمرات والحوارات الصحفية والصور لزوم الشو الوظيفى.

ولا يتبقى لنا سوى التفكير فى إيجاد بعض الحلول للانتهاء من هذه المآسى الشبه يومية.
نبدأ بتطوير المفهوم العملى لوظيفة عامل المزلقان وتعريفه بمدى أهمية هذه الوظيفة التى يضيع بسبب الإهمال فيها آلاف الأبرياء سنوياً والعمل على تطوير الإمكانيات الموجودة.

نعلم أنه يوجد أجراس تدق على المزلقان عند قدوم أى قطار ليقوم العامل بغلق المزلقان أمام المشاة والسيارات ولكن ماذا لو نام هذا العامل نتيجة تعبه طول النهار فى عمل آخر أو متابعة أرضه الزراعية وجاء إلى عمله ليلاً واستلقى فى نوم عميق- فلذلك يجب عمل بوابات إلكترونية على المزلقان أو وضع جهاز إنذار وتنبيه عالى الصوت داخل الغرفة وأمام المزلقان مع عدم تمكن أى فرد من العبث به أو فصله أو تخفيض صوته حتى يستيقظ هذا النائم ويقوم بعمله الذى يحافظ به على أرواح البشر.

ثم نقوم بإلزام الإدارات الفنية بهذه الهيئة بالمرور الدائم والمستمر على هذه المزلقانات والوقوف على مدى كفاءتها العملية ثم وضع لوحات إرشادية وتوضيحية للمشاة ولقائدى السيارات للالتزام بتعليمات عامل المزلقان الذى يعمل من أجل الحفاظ عليهم ثم مرور المفتشين والرؤساء بالليل والنهار وفى أوقات مختلفة على هؤلاء العاملين حتى يشعروا بجدية المتابعة ومدى المسئولية التى تقع على عاتقهم.

ثم استماع السادة المسئولين بالهيئة إلى مطالب العاملين والقطاعات الفنية للاحتياجات التى ترتقى بمستوى الخدمة التى يقدمونها.

وأخيراً لا يسعنا إلا تقديم خالص العزاء لكل الآباء والأمهات الذين ودعوا أطفالهم فى الصباح ولم يعد منهم سوى كتبهم وأدواتهم المعطرة بدمائهم البريئة الطاهرة.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عواد المصرى

حلول منطقية ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء

رؤية ثاقبة وتحليل منطقي وموضوعي

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن سليم

التنظير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة