تناولت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للشرق الأوسط، وتساءلت عن الأسباب التى دفعت الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى إرسال كلينتون إلى المنطقة فى هذا الوقت تحديدا، فى محاولة لإنهاء القتال الدموى بين حماس وإسرائيل، فقد بدا التدخل الأمريكى فى التصعيد المتبادل بين الطرفين متحفظا وليس قويا.
وترى الصحيفة، أن الإجابة القصيرة على أسباب مشاركة كلينتون، فى دبلوماسية مكوكية بشكل مفاجئ، هو أن الصراع ربما يكون قد وصل إلى لحظة يكون وجود مسئول أمريكى رفيع المستوى فيها أمرا قد يبشر بشىء طيب، وبهذا المعنى فإن رحلة كلينتون، ربما تكون مؤشرا متأخرا وليس متقدما على احتمال وقف إطلاق النار.
وتبرر الصحيفة، ذلك بالقول إن الرؤساء الأمريكيين لا يحبوا عادة أن يرسلوا وزراء خارجيتهم إلى أماكن الحرب، ما لم يكونوا متأكدين من أن شيئا إيجابيا سيحدث خلال الزيارة، وبخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة تبدو أكثر ضعفا، حتى لو حاولت التأثير فى الأحداث، فلن يستمع أحد إليها.
وبالفعل ذكرت تقارير إعلامية، أن حماس سيوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بدء من الساعة الثانية ظهرا، وأشارت تلك التقارير أيضا إلى أن إسرائيل ستطلب 24 ساعة من الهدوء، قبل أن تقبل بوقف إطلاق نار رسمى.
أما الإجابة الأبعد لتوقيت زيارة كلينتون، فتتعلق بتغير فى العلاقة الثلاثية بين الولايات المتحدة وحليفتها التقليدية إسرائيل والحكومة الإسلامية بقيادة الرئيس محمد مرسى.
فكما يقول الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ستيفين كوك، فى تحليل أخير له، كان أخر هجوم إسرائيلى على غزة هدفه ردع الصواريخ التى يتم إطلاقها من القطاع، وكان بإمكان الولايات المتحدة، حينها الاعتماد على شخصيات مثل الرئيس السابق حسنى مبارك، فى كبح جماح حماس فى محاولة لإبقاء العنف عند أقل مستوى ممكن.
لكن الآن لم يعد بمقدور واشنطن الاعتماد على مصر، فرئيسها الحالى محمد مرسى، والقادة العرب الآخرون يواجهون حاليا ضغوطا داخلية، لإظهار قدرتهم على الرد للرأى العام، ومحاسبة إسرائيل والولايات المتحدة على أفعالهم، كما أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية متوترة بسبب الخلاف بين أوباما وبنيامين نتيناهو على ضرب إيران.
وفى هذا السياق، فإن توقيت زيارة كلينتون، للمنطقة يأتى فى وقت حساس للغاية، فالولايات المتحدة ليس لها علاقة بحماس، وتصنفها كمنظمة إرهابية، ومن ثم فإن واشنطن تحتاج إلى مصر لوقف إطلاق الصواريخ، وهى تحتاج إلى رئيس وزراء إسرائيلى أغضب تبجحه البيت الأبيض، من أجل أن يمتنع عن إرسال قواته عبر الحدود فى هجوم برى.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن كل المؤشرات تدل على أن هذه الأمور تحدث أو لا تحدث فى قضية الحرب البرية، فقد أعلن مرسى عن تأييد عام لحماس، وقال بإرسال رئيس حكومته لزيارة غزة، لكن خلف الكواليس يبدو أنه يحاول كبح جماح قادة حماس لمنعهم من التصعيد الذى يمكن أن يؤدى إلى رد إسرائيلى مدمر، وفى نفس الوقت، فإن إسرائيل تحشد قوات ودبابات على الحدود مع غزة.
وخلصت ساينس مونيتور، فى النهاية إلى القول بأن أى وقف لإطلاق النار فى هذا الصراع، سيكون هشا وضعيفا بما يكفى ليتمزق بصاروخ واحد فقط من حماس، ولو وافقت إسرائيل على تنحية قواتها، فإن الولاياتا لمتحدة ربما تقوم بالضغط على حليفتها من أجل ضبط النفس.
كريستيان ساينس مونيتور: توقيت زيارة كلينتون للشرق الأوسط يرتبط بتغير العلاقة الثلاثية بين مصر وأمريكا وإسرائيل.. واشنطن تحتاج مرسى لكبح جماح حماس.. وتحتاج إلى منع نتنياهو من تصعيد الأمر إلى حرب برية
الأربعاء، 21 نوفمبر 2012 11:22 ص