التأمين الصحى بكفر الشيخ يسخر من مبتور القدمين

نحن أمام مأساة حقيقية بكل معنى الكلمة، بطلها المواطن علاء الدين محمد إبراهيم العشرى ابن مدينة مركز بيلا التابع لمحافظة كفر الشيخ، والموظف السابق بشركة أتوبيس وسط الدلتا، والذى كان يعمل محصلاً نشيطاً، حتى شاء القدر أن يصاب فى قدميه، ويجرى له عمليه بتر فى الساقين، ويخرج طبياً إلى أحضان المعاش المبكر، الذى لم يكرمه بل أذاقه ألوان الذل والهوان.

لم يقوَ علاء الدين على شراء مقعد متحرك لينتقل من خلاله لقضاء حوائجه الخاصة، فلم يجد له سبيلاً سوى الـتأمين الصحى، وتوجه بالفعل إلى الدكتور شحاتة البنوبى أحد أطباء العظام بمركز بيلا، ليجرى الكشف الطبى ويحصل منه على خطاب موجه إلى التأمين الصحى بمحافظة كفر الشيخ يفيد بتوفير مقعد متحرك إلى المريض علاء الدين الذى بترت قدماه وفى حاجة ماسة إليه.

وبالفعل توجه علاء الدين يحمله الأهل والأصدقاء إلى الموقف الرئيسى بمدينة بيلا لكى يستقل الميكروباص، لينتقل منه إلى تاكسى أجرة أوصله إلى التأمين الصحى بمحافظة كفر الشيخ، وعند وصوله إلى المقر قابل المسئولين، وكان أبرزهم الحاجة زينب الممرضة القديمة فى قسم العلاج الطبيعى بالتأمين الصحى، والمسئولة عن صرف المقاعد، التى لم ترأف بحالته الصعبة، وأخذت تماطل وتعطيه مواعيد آجلة وجميعها فى الهواء، ساخرة من حالته المرضية والنفسية السيئة.

وعلى غرار مقولة "فوت علينا بكره يا سيد" تردد علاء الدين إلى مقر التأمين الصحى لما يزيد عن سبعة مرات، وفى كل مرة يحمله الأصدقاء وأهل الخير فى رحلة معاناة تستمر لساعات، لكنها تمر عليه كسنوات، حين اصطدم علاء الدين بواقع المماطلة الأليم، حاول أن يقابل المدير ولكن الحجة زينب كعادتها ردت عليه ساخرة "حتى ولو ذهب إلى المحافظ لا يهمنا".

وتساءل علاء الدين: "ماذا أفعل بعد سمعت هذا الكلام البغيض الذى يتحدى إرادتى الضعيفة، والمفعم بالسخرية منى، ومن إرادة المسئولين على تحقيق مطالب العبد الفقير".

وناشد علاء الدين وزير الصحة ومحافظ كفر الشيخ بأن يرأفا بحالته، وأن يوفرا له هذا المقعد المتحرك، الذى سيعيده إليه الحياة من جديد، ويكفيه الإحراج ونظرات الناس بالعطف والشفقة.

من جانبها، نفت الدكتورة لميس المعداوى وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، علمها بما بالواقعة، مؤكدة فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن التأمين على استعداد بمساعدة المريض "علاء الدين"، وذلك بعد إنهاء الأوراق الإجرائية بالتنسيق مع جهة العمل.