كثفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، الحديث عن المفاوضات الجارية حاليا فى القاهرة لإنهاء التصعيد الدائر فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه ومع كل ساعة تمر نسمع حديثاً عن قرب التوصل إلى تهدئة ثم سرعان ما يتبخر هذا الكلام بحرارة الجولة الدائرة ما بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلى.
وذكرت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، أن هناك مفاوضات جدية ومكثفة تديرها مصر بين رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل ومبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو للمفاوضات، موضحة أن تلك المفاوضات تواجه ضغطا تركيا قطريا أمريكيا فرنسيا، لإنهاء جولة الصراع.
وأوضحت القناة العاشرة أنه بالرغم من هذا الضغط ورغبة القيادة الإسرائيلية بتقصير مدة المواجهة وفى ظل عناد المقاومة، فإن القيادة الإسرائيلية فى موقف محرج للغاية، وبالتالى فإن خيارات الخروج من المعركة تتقلص بشكل كبير، بل إن هذه الخيارات أصعب من بعضها.
وعن الخيارات التى قد تلجأ إليها الحكومة الإسرائيلية قالت وسائل الإعلام العبرية، إن الخيار الأول هو الاستمرار فى قصف المدنيين للضغط على المقاومة والقيادة السياسية، موضحة فى الوقت نفسه أن هذا الخيار محدود الفاعلية، حيث إن تل أبيب جربته على مدار ثلاث أيام ماضية ولم يُجدِ نفعاً مع المقاومة، كما أن هناك سقف من أعداد القتلى لا يستطيع الاحتلال تجاوزه خشية من تقرير "جولدستون 2"، وبالتالى فإن هذا الخيار من الممكن أن يصلح ليوم أو يومين قادمين فقط.
والخيار الثانى أمام حكومة تل أبيب هو إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، مع الاحتفاظ بحق الرد على المقاومة الفلسطينية فى قصفها للتجمعات الإسرائيلية، وأن هذا الخيار من شأنه أن يخرج نتانياهو من حرج طول المعركة، ومن توقيع اتفاق تهدئة يتضمن شروط للمقاومة، إلا أن أكبر سلبياته التى لا يبتغيها الاحتلال هى أن الضربة الأخيرة ستكون للمقاومة وقد تكون قاسية، ثم أن الاحتلال بحاجة لإبقاء التواصل مع مصر ولديه رغبة فى إعادة تجسير العلاقة معها، وبالتالى فإن وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد لا يساهم فى تحقيق هذه الرغبة.
وعن الخيار الثالث قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية هو توقيع اتفاق تهدئة مع المقاومة، شفهى أو مكتوب، مع العلم أن تحقيق هذا الخيار فيه صعوبة ليست بالقليلة، وذلك لأن المقاومة على ما يبدو لن ترضخ لشروط إسرائيل، وستناضل من أجل تضمين شروطها فى هذا الاتفاق متسلحة بقوة قصفها للمدن الإسرائيلية فى الجنوب، وبخشية نتانياهو من طول أيام المعركة والزيادة المفرطة فى أعداد قتل المدنيين.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن الخيار الرابع يتمثل فى إدخال القوات البرية وإن لم يعد مطروحاً على الطاولة، إلا أن الجيش قد يضطر لدخول تكتيكى قصير من حيث المدى والزمن، يستهدف من خلاله مناطق ميتة وساقطة عسكرياً تحت تمهيد نارى كثيف وتغطية إعلامية واسعة لتخويف المقاومة وإشعارها بأن العملية البرية قد بدأت، موضحة أن هذا الخيار يصطدم بإمكانية صمود المقاومة وعدم انطلاء هذه الخديعة عليها، وبالتالى سيخرج من القطاع دون تحقيق مآربه، أو سيضطر لزيادة التوغل وهو أمرٌ لا يريده الجيش مطلقاً.
ولخص تقرير القناة التلفزيونية الإسرائيلية إلى أن نتانياهو والقيادة الإسرائيلية أمام خيارات صعبة للغاية ويلتف حبل الوقت على أعناقهم مع كل ساعة تمر، إذا بقيت المقاومة على صمودها وكثافة نيرانها على مواقع الجيش الإسرائيلى، وإذا أبقى المجتمع الفلسطينى فى غزة على معنوياته العالية والتفافه حول المقاومة رغم الثمن الباهظ فى المدنيين.
وسائل الإعلام الإسرائيلية: المباحثات الجارية حالياً فى القاهرة بين مبعوث نتانياهو ومشعل تواجه ضغوطا دولية لإنجازها.. والجهود تتبخر أمام القصف المتبادل.. والاجتياح البرى الخيار الأخير أمام تل أبيب
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 02:41 م