ما أصعبها لحظة الفواجع جراء الحوادث، إنها اختلاط المشاعر لحظة قهر العين بأشلاء الضحايا، وتلوين أجسادنا بدمائهم وفظاعتها حين تكون براعمها الصغار هم الضحايا.
تعزيات السماء لأسر وأهل أطفالنا بستان زهور حياتنا وكل ضحايا قطار أسيوط، ونطلب من الله أن يعطيهم صبرا وسلاما داخليا، وضحايانا فردوس النعيم وجنات فسيحة ورحمة.
أفجعتنا حادثة قطار أسيوط بسبب الإهمال واللامبالاة صدم القطار الأتوبيس الذى ينقل أطفالنا إلى مدارسهم أو معاهدهم الخاصة، إن كان اللوم والعقاب الذى يحدث بعد إجراء التحقيقات اللازمة يقع على عامل أو موظف أو هيئة بعينها، فهذا ليس حلاً جذرياً فالمسئولية فى المقام الأول تقع على عاتق كل الحكومة والمؤسسات والهيئات والجمعيات الأهلية المتبنية خدمات المجتمعات، فالحقيقة المرة تعمل كل وزارة فى اختصاصها دون أن تراعى أنها شريك خدمى مع باقى الوزرات الأخرى، ولابد بعد هذا الحادث الأليم الذى فجر بركان نارالفراق، وأنهار دموع الحزن أن تكون هناك وقفة عملية تطبق على أرض الواقع فعلياً يلمس نتائجها الشعب، أولها القضاء وإصدار أحكام رادعة على كل مسئول قصر ومقصر، فى هذا المرفق الحيوى من الوزير حتى عامل البولك والمزلقان، ولابد من مساءلة الحكومة على اختيارها، ثم محاسبة الوزراء الذين لم يتعاونوا مع باقى الوزارات، فوزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية المحلية والمحافظات ألم تراجع نفسها لتعرف أن هناك بعض المدن والقرى والعزب بحاجة لبناء المدارس بها، والحرص على التوزيع الجغرافى، لتفادى مخاطر الطرق السريعة لوسائل المواصلات المختلفة، ومعديات النهر ولخفض الكثافات والتكدس الرهيب بالفصول فى المدارس القائمة على العمل، ونحن فى مواساة كل الأسر التى فقدت فلذات أكبادهم أو عائل أو عائلة أسرة.
أتمنى أن تقام سرادقات عزاء فى كل مكان، وتساهم الدولة فى إزالة أى معوقات، وتعتبر الحكومة المكلفة من الشعب ويساندها رجال الأعمال والمنظمات الأهلية الخدمية فى تبنى بناء 1000 مدرسة فى جميع ربوع مصر، وخاصة المناطق التى بها مخاطر طرق الموت السريع بسبب المواصلات، وذلك فى غضون العام القادم كمرحلة أولى والعمل على إيجاد طرق عبور المزلقانات، سواء بوجود أنفاق أو كبارى علوية، حتى لا نتكبد أكثر من ذلك، ففى الحروب والمجازر لم نجد هذا الكم من الضحايا وأخيرا أسال الله العزاء والصبر والسلام لكل المصريين.
رفعت يونان عزيز يكتب: المسئولون وأرواح أبنائنا
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 05:14 م