توقعت يوماً فى أحد مقالاتى أن ننتزع من الهند عن جدارة وشطارة واستحقاق الرقم القياسى العالمى فى عدد ضحايا حوادث المواصلات، وأن يكون اقتحامنا لموسوعة جينيز العالمية للأرقام القياسية، برقمين، أحدهما فى الإجمالى السنوى لعدد ضحايا حوادث السيارات، والثانى فى عدد ضحايا حادث واحد.
وقلت فى مقال آخر، إن مشكلة المرور فى بلادنا أن الغلط هو الصح والاستهبال والاستعباط، ومشى نفسك هو السائد بلا حسيب أو رقيب يكون فى عقابه قاس وشديد، لقد تفاءلت كثيراً عقب الثورة بأن عهد العسكرى أبو بريزة قد انتهى، وكعادتنا مع كل ثورة لابد أن نطلق مجموعة من الشعارات، لذلك نقول لأبو بريزة، احمل عصاك على كاهلك، وارحل فقد عقدنا العزم على أن نحقق الاكتفاء الذاتى فى عدد حوادث المرور، التى لن يكون آخرها الحادث المروع لأتوبيس تلاميذ أسيوط.
إيه اللى جرى يا عالم، إحنا رايحين على فين؟، والإهمال هيستمر لأمتى، وأقول لكم إنه سيستمر لأن من ارتضى لنفسه حرام المال فقد أدمن الإهمال.
والمؤسف المؤلم أيضاً أخبار الحرائق المتعددة التى تحرق القلب، ونسمعها ونرى دخانها كل يوم، ونشم من وراء بعضها رائحة فساد نتنة متعفنة، لذلك يفضل أصحابها بشهامة وخوفاً على الصحة العامة حرقها، حتى لا تنتشر الرائحة فتؤذى خلق الله.
يامصر إلى متى سنظل نبكى حالك ده حالك بقى يصعب على الكافر، يا مصر همه فين رجالك اللى بياكلوا الزلط حتى لو كان توكيله لسه مع بنى المخلوع، يا مصر كفاية دموع، القلب موجوع وفيه ما يكفيه من لوعته صوت دموعه بقى مسموع، لولا البكاء عند الرجال ممنوع لركبت فيه مركبى من غير شراع وقلوع، أدوّر على شط الأمان ترسى فيه مراكبك حتى لو كانت عظامى هى فنار وشموع، تنورلك المينا وكفاية علينا إنّا من أيام مينا، ضايعين ولا حد سمى علينا.
مصر بتحرق نفسها، عايزين فتوى من فتاوى الفضائيات تبرد النار اللى فينا، وياريت تكفينا.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة