لا شئ أسوأ ولا أمر من قتل طفل برئ أو فراق "أم" لابنها الصغير فى حادث.
إن ما حدث فى أسيوط من حادثة مروعة بكت فيها مصر جميعها بكاء حارا، لملائكة الجنة الأبرياء الذين راحوا ضحية الإهمال، والعبث وكل ما هو سئ يمكن أن يقال، فقد راحو ضحية تراخى وليونة عظام الحكومة وفلاسفة القرارات الذين أفسدوا علينا كل فرحة وكل تفوق، فقد رجع الأهلى منتصرا بالكأس من تونس، لكنه رجع فى مأتم كبير وسواد اتشحت به مصر كلها، داخلها وخارجها وعيون باكية بالدماء، فما أصعب البكاء دون دموع، وما أصعب الفرحة التى تصطدم بعويل.
إن هذا الحادث هو إعلان واضح لحال مصر من الفوضى السياسية التى نعيشها من التأسيسية والباذنجانية والملوخية والعدس أبوتقلية، كوكتيل سياسيى غريب، والضحية أطفال وحكومة نائمة على أذنيها فى غيابات الجب لا تشعر بما حولها، فهم فى كهف رقيم يتحركون داخله لا يبرحوه ولا يشعروا.
فمن يأتى بحق هؤلاء الأبرياء، ومن يضمد جراح ذويهم ويبرد النيران التى اشتعلت فى قلوب كل بيت إثر هذه الفجيعة، وأى قلب يتحمل هذا فقد راح من كل أسرة طفل وطفلين وثلاثة، أى مصيبة تتحملها هذه الأسرة، وأى قلب مكلوم يعود للحياة، وياليته يعود فيجد من يضمد جراحة بل يجد خيبة الأمل راكبة جمل فى كل المسئولين، فلم يكن لهم قرار ملموس ولا صبغة سياسية معروفة إلا من خلال قعدات المصاطب والخطب التى لا تغنى ولا تسمن.
فأين مشروع النهضة والتنمية؟ وأين خطواتها الأولى أو حتى بصيص أمل ينبض بالحياة إلى متى نمسك بالشماعات ونتمسح بالأعذار.
إن رئيس الجمهورية هو المسئول الأول عن هذا الحادث، ألم يقل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لو عثرت بغلة فى العراق لسألنى الله تعالى عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر، ولكن البغلة أو الدابة هذه المرة ليست بالعراق، ولكنها بأسيوط والفيوم وحوادث القطارات من الرجال والشباب والأطفال، فأين انتفاضة المسئولين، فهل مهدوا الطريق أم كان من المتفرجين فهل استطاع أحد أن ينظر فى أشلاء الأطفال، وهم تحت عجلات القطار الحديدية القاسية التى لا ترحم، أم جلسوا تحت المكيفات يستمتعون بهوائها والبارد الذى لا يختلف كثيرا عن دمائهم الساكنة بأجسادهم.
فى الحقيقة، إننا لم نر شيئا حتى الآن كى نستحسنه كلها عبارة عن تخبط هنا وهناك وبسمات وضحكات ووعود زائفة وخطب رنانة، فلا فعل يذكر ولا بطيخ .
لماذا تظل مصر فى انحدار هكذا رغم الثورة العظيمة، فلم يكن فى هذه المرة دخل لشماعة اللهو الخفى والطرف الثالث كما يزعمون، ولكن كانت على عينك يا تاجر بطلها الإهمال وعدم وعى المسئولين، فلم يتعلموا من حادثة الفيوم، بل غضوا الطرف عنها، فوقعت حادثة أسيوط، فمتى يستفيد هؤلاء من الدروس، وكم يأخذوا من الوقت كى يتعلموا أو يفيقوا، لك الله يا مصر.
إبراهيم عبد العليم حنفى يكتب: الأهلى عاد بالكأس ومصر باتت حزينة
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 12:50 م
فريق الأهلى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الكوارث
هع هع
خلونا نفرح هع هع هع
عدد الردود 0
بواسطة:
osman
نفسى نفرح