لكل المبتدئين الراغبين فى سلوك طريق اللوع فى الحوار، وهم يظنون أن ذلك هو طريق المجد السياسى، إليكم مجموعة من أهم القواعد المستخلصة من "التجربة المصرية" فى علم اللوع السياسى، والتى تمثل المبادئ الأساسية التى يتفق عليها الملاوعون المحترفون، وذلك من خلال رصد وتحليل حواراتهم وآرائهم فى مواقف متباينة.
- انظر إلى الحقائق دائماً بعينيك أنت وحللها بخلفياتك أنت، ولا تعتد بأى رأى آخر غير رأيك.
- قاطع المختلفين معك فى الرأى بحزم مبيداً تمسكك برأيك ولا تتطرق للحديث عن الرأى الآخر إلا وأنت تعلم كيف ستسفهه تدريجياً.
- عند تصاعد النقد الموضوعى إلى الدرجة التى يصعب عليك رده على صاحبه، ابد استياءك بشدة من لهجة أو نبرة أو لغة أو أسلوب صاحب النقد، وأظهر ألمك من النقد لكونه "غير موضوعى"، وليزداد إظهار الألم والحسرة على تدنى الآخر فى التفكير، كلما ازدادت موضوعية النقد.
- استمت فى البعد عن الاعتذار حينما تخطئ، كلما زادت الضغوط عليك لدفعك إليه، معتمداً على ضعف الذاكرة المجتمعية.
- إذا بادرك الآخر برأى صرحت به يوماً أو تحليل ورد على لسانك، وتريد نفيه، فبادره سريعاً قائلاً: "أنت تقول ذلك" أو "هم يقولون ذلك"، ولا تحدد أبداً من المقصودون "بهم"، ثم اذهب بالحديث لأبعد نقطة ممكنة عن الموضوع ذاته.
- أسقط ملاوعتك فى تفسير مواقفك وآرائك، على سوء فهم الآخر أو نيته المغرضه.
- اهتم فى كلامك بكثرة الحديث عن تفاصيل سطحية، فكل تفصيلة تذكرها تعد مرتكزاً من مرتكزات اللوع التكتيكية للمراوغة عندما يستدعى الموقف.
- عند استشعارك الحرج بسبب تذكيرك بوعد قطعته على نفسك ولم توف به، ابدأ ردك بواحدة من تلك الجمل:
"إنما أُسىء فهم مرادى، فقد قصدت..".
أو "لقد حُّمِلَت كلماتى بأكثر مما تحتمل، فالحقيقة أن.."، ثم قل ما تريد.
- تحدث دائماً بصيغ بلاغية وعبارات فضفاضة، وعبر فى كل مناسبة عن احترامك للنقد البناء، دون أن تحاول أبداً أن تشرح ما هى معايير "النقد البناء" من وجهة نظرك.
- عندما يصيبك صدق الآخرين فى نقد اتجاهاتك الفكرية بالارتباك، بادرهم بابتسامة الواثق، وهز رأسك بهدوء شديد، ولسان حالك يتحسر على ما آل إليه حال "المخلصين" من أمثالك.
ولتطبيق تلك القواعد يجب الممارسة والتدرب عليها فى مختلف المواقف الحياتية، وتذكر أن الملاوع الحق لا ينقسم، ولا يتخبط فى الملاوعة حتى مع أقرب الأقربين، بغية الإتقان.
وأخيراً عزيزى الملاوع المبتدئ..
- ابتعد عن كل من يقول لك إنك ملاوع، وتقرب ممن ترى براعم اللوع تتفتح فى أرواحهم.
- تذكر دائماً أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لك هو فقدانك الثقة بذاتك اللوعية.
- اجعل تلك القواعد دائماً أمام عينيك، وتذكر دائماً أن اللوع هو دائماً البديل الآمن للصراحة، لكن الفشل فيه مدمر، فكما قال الراحل صلاح جاهين:
علم اللوع اضخم كتـــــــــاب فى الأرض..
بس اللى يغلط فيه يجيـــــــــبــه الأرض..
أما الصراحة فأمرها ســـــــــــــــــاهل..
لكن لا تجلب المال و لا تصون العرض..
محمد جادالله يكتب: مبادئ علم اللَّوع.. للمبتدئين
الجمعة، 02 نوفمبر 2012 12:55 م