قالت صحيفة "بولتيكو" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تراقب بقلق مصر الجديدة التى يحكمها الإسلاميون، وأضافت أن هذا الأمر لا يغيب عن الكونجرس، الذى ينظر فى قانون منح مصر 450 مليون دولار كمساعدات طارئة، حتى لو كانت الحكومة المصرية تقف بوضوح مع حماس فى صراعها الحالى مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مصر قامت باستدعاء سفيرها من تل أبيب، فيما وصفه رئيسها محمد مرسى، بالعدوان الوحشى على قطاع غزة، بينما لا يقدم هو أو أى مسئول مصرى آخر اعترافا عابرا بعشرات الصواريخ، التى تطلقها حماس على غزة، والتى أشعلت الأزمة الحالية، كما تقول الصحيفة، ولهذا السبب وغيره، فإن الكونجرس ولا سيما مجلس النواب يشتعل بالشكوك.
ونقلت الصحيفة حيرة أحد كبار المساعدين بمجلس النواب، الذى لم تذكر اسمه، وقال "لا نعلم بعد ماهية الحكومة الجديدة فى مصر، فما رأيناه حتى الآن يعد خليطا بالفعل".
فيما قالت النائبة كارى جرانجر، رئيسة لجنة المخصصات الفرعية بمجلس النواب، والتى تشرف على المساعدات الأجنبية، إن هذا المقترح بتقديم مساعدات طارئة لمصر جاء فى نقطة لم تكن فيها العلاقات المصرية الأمريكية خاضعة لتدقيق مماثل من قبل، وأكدت أنها لا تستطيع أن تدعم هذا الطلب فى الوقت الحالى.
وتشير الصحيفة، إلى أن مصر ظلت على مدار عقود أقرب حلفاء الولايات المتحدة فى العالم العربى، فكانت أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، ويوجد بها جهاز مخابرات تعتمد عليه واشنطن، من أجل الحصول على معلومات موثوق بها عن المنطقة.
وتتابع "بولتيكو" قائلة، إنه بعد انتخاب محمد مرسى رئيسا لمصر فى يونيو الماضى، لا تعرف واشنطن ماذا تفعل مع مصر الجديدة، وهذا ليس مثيرا للدهشة، فكثير من المصريين غير محددين أيضا، إلا أن الكثير من خبراء مصر يعتقدون أن سلوك إدارة أوباما تجاه حكومة مرسى ساذج بشكل يائس.
فيقول إريك ترايجر، الخبير بشئون مصر فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن النظرية يبدو أنها تقوم على أنه من خلال المبادرات اللطيفة والتفاعل المتزايد، فإن الإخوان سيرون أن علاقتهم مع الولايات المتحدة مفيدة، وسوف تتخلى عن بعض من إيديولوجيتها المتشددة، لكن هذا لم يثبت ولا سيما بعد الاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة فى سبتمبر الماضى. فالرئيس مرسى لم يعلق حتى على الحادث حتى مرور 24 ساعة، عندما كتب تعليقا على الحادث على صفحته على فيس بوك.
ويرى ترايجر، أن الإخوان المسلمين سيبدون على المدى القصير مرونة، ويستخدمون وسائل الديمقراطية، ولإكمال ذلك فإن الإخوان يوزعون أعضائهم سريعا عبر مؤسسات الحكم، ويعينون الوزراء والمحافظين والمستشارين الرئاسيين، لكن أجندتهم وأهدافهم على المدى الطويل لم تتغير بعد.
وتطرقت الصحيفة للحديث عن تعامل مرسى مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وقالت إنه بعد توليه الحكم أرسل مئات من شباب الإخوان لجمع القمامة، وحل مشكلات المرور وتقديم المواد الغذائية والبنزين، وتوفير الأمن العام وحل أكبر قدر ممكن من مشكلات المجتمع، ويقول ترايجر، إن الإخوان ظنوا أن هذا الأمر كافيا، وأنه يمكنهم الالتفاف على الحكومة، وهى الخطة الأكبر لهم للحكم.
من جانبها، تقول هيلين كلارك، مديرة برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، إن انتقال الحكم لن يكون سلسا، فلا يمكن إعادة تشكيل مجتمع فى صورة الغرب، لكن لو استطاعت مصر أن تستثمر شبابها، يمكن أن تحقق مكاسب كبيرة، وإن لم يتم توفير فرص للشباب، فلن يكون هناك تقدم للأمام، وحتى الآن يبدو أن الإخوان لا يوفروا فرصا لأى أحد سوى أعضاء الجماعة فقط.
وخلص ترايجر، فى النهاية إلى القول إن ما يحدث الآن أن مصر أصبحت دولة دينية للغاية، والتواصل الأمريكى يستمر دون أى قبول بأن الأمور تسير فى اتجاه سىء، فعند الحديث مع المسئولين الأمريكيين نجدهم يجدون أعذارا دائمة لمرسى، وهو أمر مرعب.
صحيفة أمريكية: واشنطن تراقب بقلق مصر الجديدة.. حيرة وشكوك فى الكونجرس إزاء حكومة مرسى.. وخبير بمعهد واشنطن: مصر أصبحت دولة دينية للغاية.. والمسئولون الأمريكيون يجدون الأعذار لرئيسها
الإثنين، 19 نوفمبر 2012 09:51 ص