إنها بطولة تاريخية.. اللقب للشهداء أولاً وأخيراً.. الاعتزال قرارى وحدى.. البدرى قدم الكثير.. ولن ننسى جوزيه.. وفترة إيقافى هى الأسوأ خلال مسيرتى مع الأهلى.. بهذه الكلمات المختصرة الخاطفة، بدأ محمد أبوتريكة نجم القلعة الحمراء وأسطورة الجيل الجديد للشياطين الحمر حواره مع «اليوم السابع»، والذى تحدث خلاله عن العديد من الملفات الساخنة، وكشف الأسرار والكواليس لأول مرة فى الحوار التالى:
> لنبدأ بقنبلة «اعتزالك» التى فجرها حسن شحاته؟
- الاعتزال غير وارد بالمرة فى حساباتى حالياً.. وحسن شحاته شخصية محترمة أقدرها جداً، ولكنى أنا فقط صاحب قرار الاعتزال، وأنا من يتحدث فقط عن مستقبلى فى الملاعب، فأنا مازلت قادراً على العطاء، ولدى طموحات كبيرة فى الفترة المقبلة، أبرزها التواجد مع المنتخب الوطنى فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم لخطف بطاقة الصعود إلى مونديال البرازيل 2014، وهو أهم أحلامى التى أسعى إلى تحقيقها قبل إنهاء مسيرتى مع الكرة.
> إذن أنت مستمر مع الأهلى.. فهل تنوى تجديد عقدك؟
- أنا تحت أمر النادى الأهلى، ولست من يتحدث عن العقود، بالعكس، أنا مازلت لاعبا فى الفريق وسأظل حتى نهاية مشوارى، ولم أنظر يوماً إلى مدة عقدى، أو المقابل المادى الذى سأحصل عليه، فعلاقتى بالأهلى أكبر من الفلوس والعقود.
> ولكن عقدك ينتهى فى يونيو المقبل، ولم تظهر بوادر للتجديد؟
- مسألة التجديد لا تشغل بالى.. والأكيد أن الرغبة موجودة لدى الطرفين، أنا والإدارة الحمراء، لتجديد العقد، ولكن الفترة الماضية كنا مشغولين بالعديد من القضايا أبرزها قضية شهداء بورسعيد، وارتباطات الفريق ببطولة أفريقيا.
> بوضوح هل الرحيل وارد من الأهلى؟
- لن أتكلم أبدا عن الرحيل، ولكن فى كرة القدم جميعنا تعودنا على أن كل الأمور واردة، لكنى لن ألعب فى مصر لغير الأهلى.
> نعود إلى اللقب السابع فى تاريخ الأهلى والرابع لك، كيف تراه؟
- الفوز على الترجى بهدفين لهدف فى رادس بالأداء والسيطرة مفاجأة كبيرة لى ولزملائى، وإن كنا اتفقنا على أداء مباراة قوية، والتمسك بالأمل فى الفوز بالبطولة حتى اللحظات الأخيرة، والحمد لله توجنا باللقب، ونحن نستحقه عن جدارة وهناك عوامل عديدة ساهمت فى ذلك.
> ما هذه العوامل المهمة؟
- على سبيل المثال الشوط الأول شهد تسجيل محمد ناجى جدو هدفا فى توقيت مثالى بالنسبة لنا، كنا نتسيد اللقاء تماماً، ولم يتبق سوى دقائق قليلة على نهاية الشوط، وتسبب هذا الهدف فى إرباك حسابات الترجى تماماً، لأنه كان يخطط لتغييرات قبل الهدف مباشرة، ومنحنا الهدف ثقة كبيرة للغاية فى قدرتنا على تحقيق الفوز.
> لماذ اعتبر البعض فوز الأهلى بالبطولة مفاجأة؟
- نتيجة الذهاب ببرج العرب بالتعادل الإيجابى 1/1، جعلت الكثيرين يفقدون الثقة ولكننا بجهاز فنى ولاعبين تحدثنا كثيرا، واتفقنا على أن الذهاب هو شوط، والعودة برادس شوط آخر.. والحمد لله تحقق ما أردنا.
> من وجهة نظرك ما هى أسباب التفوق الأحمر فى رادس؟
- هناك عوامل كثيرة منها تركيز اللاعبين قبل وأثناء المباراة، وتنفيذ تعليمات الجهاز الفنى، بالإضافة إلى رغبتنا القوية فى إهداء كأس البطولة إلى الشهداء.
> هل جلوسك على دكة البدلاء أغضبك؟
- أبداً، فأنا لم أعترض يوما على جلوسى بديلاً، وهذا حق لأى مدير فنى، ولايجب أن يتدخل فيه لاعب، وكل ما كان يشغلنى هو فوز الأهلى، وماذا سأفعل فى حالة دخولى كبديل.
> وماذا عن إهدارك ركلة الجزاء؟
- تسجيل ركلة الجزاء يرجع للتوفيق فى المقام الأول، ولكن مالا تعلمه أاننى لم أكن أريد تسديد تلك الركلة، وكنت أشعر بأننى لن أكون موفقا فى التسديد، وحاولت الابتعاد عن اللعبة فور احتسابها.
> ولماذا تراجعت ولعبت الركلة؟
- تراجعت ولعبت الركلة تنفيذاً لتعليمات الكابتن حسام البدرى، لأنه الذى يحدد اللاعب الذى يتصدى لركلات الجزاء، واختارنى لأدائها ولا يجوز أن أرفض قرار المدير الفنى.
> حدثنا عن شعورك بعد اللقاء والفوز بالكأس؟
- بكل أمانة كنت طاير من الفرحة، لأن البطولة هى الأغلى فى حياتى ومهمة جداً بالنسبة لى، فأنا شخصياً كنت أسعى منذ أول مباراة لنا أمام البن الإثيوبى فى الفوز بالبطولة، وأريد إهداء اللقب إلى أرواح الشهداء وأسرهم الذين لن ننساهم أبداً.
> وما سر الجرى بالكأس تجاه الجماهير فى المدرجات؟
- جميعنا ذهب إلى الجماهير، لأنها السبب الرئيسى وراء الانتصارات والألقاب، يكفى أن تشاهد الأعداد التى تركت القاهرة وحضرت لمؤازرتنا فى رادس، وكانوا يمثلون حافزاً إضافياً، وأيضاً كنا نخاف أن نخذلهم، والحمد لله حققنا ماكنا نريده فى اللقاء، ونفكر من الآن فى تحقيق إنجاز تاريخى جديد للقلعة الحمراء.
> هل تقصد التأهل إلى كأس العالم للأندية باليابان؟
- بالطبع الصعود للمونديال إنجاز كبير ولكن البطولة تاريخية بالنسبة إلى الأهلى، للظروف الصعبة التى واجهت النادى فى الأشهر التسعة الماضية، فنحن لم نلعب مباراة كرة قدم محلية منذ أحداث بورسعيد، وكانت كل علاقتنا بالكرة هى بطولة أفريقيا التى لم تزد مبارياتنا فيها على 14 مباراة فى 9 أشهر فقط.
> ماهى أصعب محطات الأهلى للقب السابع؟
- أصعب محطة كانت مباراة ستاد مالى، لأننا عانينا الكثير أمامه، مباراة الذهاب خضناها وخسرنا بصعوبة بهدف فى آخر دقيقة، ولم نحصل على الإعداد الكافى لمباراة الإياب بسبب الانقلاب الذى شهدته مالى، وجلسنا فى الفندق عدة أيام بدون تدريب ننتظر السماح لنا بالعودة إلى القاهرة، ثم عانينا أمام ستاد مالى فى القاهرة وتقدم علينا بهدف والحمد لله خرجنا من المباراة منتصرين 3/1، وتأهلنا إلى دور المجموعات.
> أبوتريكة حدثنا عن فترة إيقافك بعد السوبر المحلى؟
- فترة إيقافى بعد أزمة مباراة السوبر أحزنتنى كثيراً، لأنها أبعدتنى عن المباريات وأهمها مواجهة الزمالك فى دور المجموعات الأفريقى، وأيضاً صن شاين فى ذهاب وإياب قبل النهائى، ولكن عموما الحمد لله، ربنا أكرم زملائى وحققوا الانتصارات حتى وصلوا النهائى.
> رحيل جوزيه وتولى البدرى المهمة.. هل أثر على الأهلى؟
- بالعكس كابتن حسام كان له دور كبير فور توليه المسؤولية فى وضع الفريق على دائرة المنافسة، وتهيئة اللاعبين نفسياً وفنياً من أجل الفوز بالبطولة الأفريقية، وهو قال لنا فى أول أيامه إنه يريد الفوز ببطولة أفريقيا من أجل الأهلى ومن أجل الشهداء، وكان يتحدث بشكل يومى مع اللاعبين على أهمية اللقب للجماهير التى تنتظر تقديم أقل هدية ممكنة لأرواح الشهداء.
> ماذا قال لكم البدرى قبل لقاء الترجى فى رادس؟
- قال إن الشوط الأول انتهى فى برج العرب، واللقب لم يذهب للترجى بعد، وعلينا التركيز التام فى مباراة الإياب، ونعتبرها مباراة النهائى الحقيقية ونلعب من أجل الفوز فقط والتوفيق من عند الله.
> هل كانت هناك تعليمات للتعامل مع جماهير الترجى؟
- إطلاقا وخبراتنا فى الملاعب ساهمت فى عدم شعورنا بالقلق من وجود الجماهير الكبيرة فى مدرجات رادس، ونحن لعبنا عدة سنوات أمام فرق جماهيرية كبيرة ونجحنا فى التعامل مع تلك الضغوط، ولهذا لم نشعر بأية أعباء معنوية ونحن نسمع أصوات الآلاف من جماهير الترجى قبل وخلال اللقاء.
> هل مباراة الترجى تكرار لسيناريو الصفاقسى فى رادس 2006؟
- كل مباراة لها ظروفها، ولكن المباراتين نجحنا فيهما بالفوز، وكان هو الهدف المطلوب من أجل إحراز لقب البطولة، وكان التوفيق حليفنا فى المباراتين وعدنا من رادس ببطولتين.
> ماذا عن كأس العالم للأندية؟
- أولاً شرف كبير لجميع لاعبى الجيل الحالى اللعب فى بطولة كأس العالم للأندية للمرة الرابعة فى أقل من 7 أعوام، وهو رقم قياسى لم يحققه فريق من قبل فى أفريقيا والعالم العربى.. وسنذهب إلى اليابان فى قمة تركيزنا، ونسعى للتعلم من أخطاء الماضى، ونسعى لإنجاز جديد فى مثل هذه الظروف.
> لماذا تكرر كلمة «إنجاز» للنادى فى مثل هذه الظروف؟
- نعم ما نحققه هو إنجاز، لأن ما حققنا هو رسالة للبعض فى مصر، أن هناك من يعمل ويجتهد فى عمله رغم الظروف الصعبة التى يعانى منها، وهناك مثلنا من يتعرض لظروف صعبة فى مصر، ولابد له أن يعمل بجد حتى يصل إلى هدفه وماحققه الأهلى فى دورى أبطال أفريقيا رسالة للشعب المصرى بالسعى والاجتهاد والتغلب على الظروف.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
> ما رأيك فى استعدادات المنتخب الوطنى لتصفيات مونديال 2014؟
- الظروف صعبة جداً وكان الله فى عون بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب الوطنى الذى يعانى من توقف تام للنشاط، ولايوجد أمامه فرق تشارك فى المباريات سوى الأهلى، وعلى فترات متباعدة، بالإضافة إلى زملائنا المحترفين فى الخارج، وهذه عملية صعبة على أى مدير فنى لأن الاختيارات قليلة.
> ماذا تتوقع للمنتخب فى ظل هذه الظروف؟
- بصراحة مستر برادلى مدرب طموح، ويحاول باستمرار، ونجح فى الفترة الماضية فى حدود المتاح، وقدم نتائج جيدة والفوز فى أول مباراتين فى تصفيات كأس العالم بداية قوية جداً وصعبة أيضاً، والآن علينا أن نحتفظ بطموحاتنا معه، ونحسم المنافسة فى مجموعتنا مع زيمبابوى وغينيا وموزمبيق للحصول على بطاقة التأهل للدور الأخير من التصفيات، وبالتأكيد.. اللعب فى كأس العالم وارد جداً، لو خضنا المباريات مع مستر برادلى بالطموح والإصرار على تحقيق الإنجاز.



