قال المحلل السياسى الإسرائيلى بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية ألوف بن: "العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المسمى "عامود السحاب" بمثابة حرب وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، حيث ترك له رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المنصة العلنية مفتوحة وأفسح له المجال للحديث وراء الميكروفونات والقيام بالجولات الميدانية، وبطبيعة الحال ترك له الرهان السياسى".
وقال بن: "تشكل مصر فى الجولة الحالية فى القطاع، الدولة الراعية لحركة حماس، وتهدف التحركات الإسرائيلية إلى جذب المسئولين فى القاهرة لوقف القتال وكفالة وقف إطلاق النار المستقبلى"، مضيفا أن هذا هو الدور الذى لعبته سوريا وإيران راعيتا حزب الله خلال جولات القتال فى لبنان.
وأشار المحلل الإسرائيلى لتصريحات باراك الأخيرة التى قال فيها:" الآن يتضح جليا أن نظام الإخوان المسلمين فى القاهرة يساند حماس ويدعمها، إلى جانب التمويل القطرى".
وحذر باراك من أن إسرائيل لن تتردد عن القيام بأى تحرك عسكرى لاستعادة الهدوء والأمن لسكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بغزة.
وأضاف بن أنه إذا انتهى العدوان بنوع من الانتصار الإسرائيلى فسيعرف نتانياهو كيف يجير ذلك لصالحه، ولكن إذا تورطت إسرائيل وبدى تورطها سيئا فى نظر الرأى العام الإسرائيلى، أو فى نظر المجتمع الدولى فسيكون باراك كبش الفداء، موضحا أن هذا هو الدور التقليدى لوزراء الدفاع فى إسرائيل.
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن باراك يدرك ذلك جيدا، فقد عاد من منفاه السياسى إلى وزارة الدفاع بفضل كونه "الرجل الذى لم يكن هناك" خلال الحرب الثانية على لبنان، مضيفا: "صحيح أن باراك تنبأ يومها بأن الحرب ستطول فى الوقت الذى اعتقد فيه المجلس الوزارى السياسى الأمنى أن المسألة ستحسم مع حزب الله خلال وقت قصير، ولكن الفشل الإسرائيلى فى لبنان هو الذى أعاد باراك إلى مقدمة القيادة الأمنية".
وأضاف بن: "ظهر باراك منذ ذلك الوقت بمظهر العامل المعتدل، فقد سعى لتأجيل ضرب المفاعل السورى فى عام 2007، وخلال حملة الرصاص المصبوب سعى إلى التوصل سريعا إلى وقف لإطلاق النار، وفى كلتا الحالتين خاض باراك مواجهة مع رئيس الوزراء فى حينه، إيهود أولمرت الذى رغب بضرب المفاعل السورى وإطالة فترة الحرب على غزة".
وقال ألوف بن: "إن أولمرت وخصم باراك الثانى رئيس الأركان السابق جابى أشكنازى، يتربصان لبراك خارج مبنى الحكومة فإذا فشلت حملة "عامود السحاب" فسيبدوان بمثابة المخلِّصَيْن لإسرائيل ويطرحا نفسيهما بديلا للقيادة الحالية، إما إذا نجحت الحملة فيضطران إلى تأجيل تحقيق تطلعاتهما السياسية إلى موعد المواجهة القادمة أو الولاية القادمة للحكم".
وأضاف المحلل الإسرائيلى" "تضع هذه الحملة على المحك كل المفهوم الأمنى والعسكرى لباراك رجل الوحدات الخاصة، الذى يفضل عمليات عينية خاطفة، يستحسن أن تصاحبها عمليات تضليل وخداع على المعارك البرية الكبيرة التى قد تتدهور فى ميادين القتال، وأنه يسهل فهم هذا المفهوم إذا نظرنا إلى رصيد الرجل وقيمته العسكرية وأوسمته العسكرية التى نالها فى الوحدة الخاصة لقيادة الأركان، مقارنة بأدائه العسكرى كقائد فرقة برية فى حرب تشرين، وفى حرب لبنان الأولى التى كانت أقل مهارة".
وقال بن إن باراك يؤمن بأسلوب "الضغوط والمكافآت" الذى طبق لأول مرة فى عدوان "عناقيد الغضب" فى لبنان فى صيف 1993، وأنه يستعمل هذا الأسلوب ليعرض مستعينا بكفيه وبالجداول الزمنية أهداف الحرب التى حددها بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمنظمة التى تحاربها حزب الله أو حماس، وهو أسلوب يقوم على ممارسة ضغط على "الراعى السياسى" للخصم، وتهدف كثافة النيران الإسرائيلية أو التهديد بتكثيفها للتلويح عبر استدعاء قوات الاحتياط لذلك الراعى السياسى أن من شأن أنصاره أن يتلقوا ضربة حاسمة، ولذلك يتعين عليه أن يتدخل ويهدئ الأوضاع.
وبحسب تصريحات مختلفة لباراك، فإن ذريعة الخروج لهذه الحملة كانت قيام حماس بخرق قواعد اللعبة عبر العمليات التى قامت بها مؤخرا بدءا "بإطلاق صاروخ ضد جيب عسكرى ومن ثم تفجير النفق المفخخ، الذى كان قسم منه داخل أراضيها، وبالتالى فإن إسرائيل لن تسمح بقواعد جديدة يكون للفلسطينيين عبرها "حزام أمنى" فى الجانب الإسرائيلى يعرض حياة كل من يتحرك فيه. فهذا ما تقوم به إسرائيل فى الجانب الفلسطينى، حيث تفرض بقاء شريط أمنى يتم فيه إطلاق النار على كل من يقترب من هذا "الشريط الأمنى الخاص" وراء الحدود ما يحق لإسرائيل ممنوع على حماس.
وختم ألوف بن تقريره قائلا: "الآن سيكون امتحانه بقدرته على إقناع المصريين بأنه من الأفضل لهم أن يحثوا الخطى نحو وقف سريع لإطلاق النار، وتحديد قواعد سلوك متفق عليها على امتداد حدود غزة وإسرائيل، وإلا سيعود نمط جولات القتال الأخيرة فى الشمال والجنوب وعندها ستنتهى أهداف سلاح الجو فيما يتواصل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وسيجر الجيش الإسرائيلى لعملية برية فيما سيقلب الرأى العام موقفه ويدير ظهره للحملة والمبادرين إليها".
هاآرتس: مصر تشكّل الدولة الراعية لحماس خلال الحرب الحالية.. وتل أبيب تسعى لجذب القاهرة لوقف القتال وكفالة وقف إطلاق النار.. وباراك: نظام "الإخوان المسلمين" يساند غزة ويدعمها بجانب التمويل القطرى
الأحد، 18 نوفمبر 2012 05:20 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
adel mahmoud
هذا مانبه إليه الاعلامى توفيق عكاشة .!
عدد الردود 0
بواسطة:
عكاشة وباراك ايد واحدة
عكاشة قال كلام .. وكرره باراك .. هو مين اللي تبع مين ؟؟