الفقر كلمة سهلة النطق، ولكنها فى معناها قوية جداً وفى الواقع توجد بشكل كبير، فالفقر يؤدى بالناس إلى القيام بأفعال لا يتخيلها أحد ولا تأتى فى عقل عاقل، فيوجد 40% من الشعب المصرى تحت خط الفقر، وهنا نقول إنهم تحت خط الفقر أى ليسوا فقراء، فتقريبا هناك 30% فقراء و20% طبقة متوسطة و10% أغنياء.
وطبعاً نرى الخلل الواضح فى المجتمع لأن الطبقة المتوسطة هى التى تُحدث التوازن فى المجتمع وبين طبقات الفقراء والأغنياء، ولكن بسبب النظام السابق وما أكملته الحكومات التى تولت المسئولية، ساعدت أكثر وأكثر فى اندثار الطبقة الوسطى فى المجتمع التى يتمثل فيها الطبيب والمهندس وغيرهم من المهن المتوسطة فى المجتمع.
فأصبح المجتمع يتكون من طبقتين: طبقة الأغنياء، والفقراء الذى منهم أغلب الشعب المصرى ولابد من أن تهتم الدولة والحكومة بهؤلاء الناس الذين ضاق بهم الحال ولابد من الاستماع لهم و تنفيذ المطالب المشروعة لهؤلاء المواطنين، وهذه المطالب البسيطة كالماء والغاز والكهرباء لأن الثورة كان من المتوقع أن تكون ثورة جياع ولكنها جاءت ثورة شعب فاحذروا ثورة الجياع لأنها إذا قامت فسوف يكون من الصعب جدا إخمادهم.
عندما نتحدث عن المسكن والمياه والكهرباء والغاز، فنحن هنا لا نتحدث فى خيال فهناك العديد من المناطق التى لا يوجد بها مياه أو كهرباء لا تصل لها أصلا، فتخيل نفسك عندما كانت تنقطع الماء أو الكهرباء لساعات، فكانت الحياة تتوقف لك، فتصور ما هى حياة المواطن الذى لا توجد فى بيته مياه أو كهرباء؟.
هذه المناطق مثل العشوائيات مثلا الموجودة فى كل مكان فى مصر التى يعيش فيها الأب والأم والأبناء فى غرفة واحدة، فتخيلوا مدى الإهانة والذُل والمهانة التى يتعرض لها المواطنون فى تلك المناطق، والعشوئيات التى لا يتحدث عنها أى مسئول فى الدولة والتى من المفروض أن تكون الهم الأول والأخير للمسئولين بدلا من الانشغال بمشاكل فرعية.
فمثلا غلق المحلات الساعة 10 مساء والقرار الذى من المستحيل أن يُنفذ فى البلاد، وأيضا غلق المواقع الإباحية، والتى سوف تكلف الدولة الملايين فكان من الافضل أن تقوم بتطوير العشوائيات بتلك الملايين بدلا من المشاكل الفرعية فى المجتمع، أو تطوير الصحة والمستشفيات بدلا من آلاف المواطنين الذين يموتون بسبب الإهمال، والرعاية الصحية الضعيفة أو بناء المدارس وتطوير التعليم وتربية الطلاب، أفضل من أن تمنع عنهم المواقع وأيضا هنا نرى جزءا من جهل النظام بالمجتمع الذى يحكمه.
فتخيلوا كيف ينظر الأب لنفسه حينما يرى ابنته التى أنهت دراستها جالسة فى البيت لأنه لا يملك المال لتجهيزها للجواز بسبب الفقر، أو الابن الذى لا يجد عملا سوف يتجه للانحراف أو السرقة للعيش؟، أين فرص العمل؟، والفتاة التى تبيع نفسها من أجل المال للهروب من الفقر؟، فالمجتمع كله مسئول عن ذلك.
لابد أن يقف المجتمع، ولكن قبل ذلك لابد أن تبدأ الدولة بنفسها فى ذلك، وتُساعد المواطنين الفقراء، وهذا للحفاظ على المجتمع من انحراف أبنائه أو بمعنى أصح الحفاظ على أبناء مصر من الانحرف بسبب الفقر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مصر
جزاك اللة خيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الهوارى
اصبت الهدف
لا تعليق