غزة تجمع المصريين

عندما تصبح إراقة الدماء وقتل الأبرياء وسيلة رخيصة لكسب أصوات الناخبين فاعلم أنها إسرائيل، صاحبة التاريخ الأسود من الدمار والخراب وقتل وإبادة الشعب الفلسطينى.. فما قامت به إسرائيل من عدوان على غزة هو جزء من العربدة الإسرائيلية بالمنطقة لا يمكن السكوت عليه، فهى لا تفعل ذلك اعتباطا، بل تقصد أمن مصر واستقرارها.. ومن يقل غير ذلك فهو واهم، فغزة هى العمق الإستراتيجى لمصر وبوابتها الشرقية.. فضلا على أن القضية الفلسطينية تعيش فى قلوب القلوب المصريين جميعا.. وهى القضية الوحيدة التى تجمعهم، فكان الهتاف عقب خلع مبارك، ونجاح الثورة «الشعب يريد تحرير فلسطين»، لذلك انتفضت جميع أطياف الوطن التى اختلفت حول الدستور، والتى كانت تتعارك وتتناطح على المشهد السياسى، خرجت فى مظاهرات عفوية تندد بالعدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة.. وحسنا فعل الرئيس مرسى بإصداره قرارا بسحب السفير المصرى من إسرائيل، وحسنا فعل رئيس الوزراء هشام قنديل بزيارته التضامنية مع غزة، لكن أعتقد أن ذلك لا يكفى مع عدو لا يعرف سوى القوة.. فلابد من دعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح والعتاد والمال، لأن هذه المقاومة رأس الردع والمواجهة لإسرائيل، وتقويتها تحافظ على أمن واستقرار مصر.. أيضاً لابد من فتح جميع المعابر للبضائع والأغذية والأفراد دخولا وخروجا دون قيد لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة.

وعلى جميع الأحزاب والقوى السياسية أن تتحرك لنصرة فلسطين، بتنظيم قوافل إغاثية لغزة، واستنفار طاقات الشعب المصرى لنصرة أهالى غزة بالمال والملابس والأدوية والأطعمة، وهذا أقل شىء نفعله لإخواننا الذى يواجهون الآلة العسكرية الإسرائيلية الجبارة بصدور عارية، وسواعد فتية دفاعا عن أرضهم وعزتهم.. أيضا على الأطباء والمهندسين والدعاة أن يفزعوا إلى غزة لعلاج المصابين، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، والوقوف بجانب الفلسطينيين فى محنتهم.. أيضاً استنفار العرب لنصرة غزة عن طريق مصر ومعابرها، فقد آن الأوان للعرب أن يجتمعوا على نصرة إخوانهم فى غزة.. أعتقد أن العدوان الإسرائيلى لن ينال من عزيمة المجاهدين فى غزة، بل سوف تصبح دماء الشهداء نارا تلظى على الاحتلال وقادته، ووقودا لمسيرة النضال والجهاد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الأسير.