علا الشافعى تكتب.. فى زمن الإخوان.. حادثة أسيوط.. "الحى زى الميت والحرامى كالشريف"

الأحد، 18 نوفمبر 2012 02:14 م
علا الشافعى تكتب.. فى زمن الإخوان.. حادثة أسيوط.. "الحى زى الميت والحرامى كالشريف" جانب من الاحداث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تشفع كلمات العزاء، ولا محاولات المسئولين الفاشلين والذين يبيعون مستقبل مصر بأرخص الأثمان، لن تجدى الكلمات ولا يستطيع أحد منا مهما وصل من بلاغة تعزية أم فقدت ابنها أو ابنتها، خرجوا إلى المدرسة، وعادوا إليها أشلاء، ماذا تبقى لأم ضاع أملها وحلمها وليدها، ويخرج علينا رئيس وزراء فاشل بكل المقاييس ورئيس جمهورية لا يدرى من أمر الكرسى سوى أنه اعتلاه، وجلس وتربع عليه لتحكم جماعته من خلاله بلد أكبر وأعظم منهم بكثير، لا يستطيع أحد أن يمنع صراخ الآباء والأمهات، والذين بسبب ذلك النظام الفاشل استلموا جثث أبنائهم أشلاء والمقابل 5 آلاف جنيه، عن أى دولة نتحدث عن أى مجتمع فى أى زمن نحن ماذا تبقى من مصر الثورة؟ بعد أن التهمها الإخوان، ولا أرغب فى أن أسمع عن النظام السابق كلمة واحدة، ولا فساده، تلك العصا التى بات الإخوان وحزبهم يلهبون بها ظهورنا كلما أردنا أن نقف لنتنفس، راح النظام السابق وولت أيامه؟ وسرقتم أنتم مصر فماذا فعلتم بها؟ للأسف تأخذونها إلى الحضيض وكل يوم أسوأ من سابقه، واستطاع الرئيس الدكتور محمد مرسى العياط أن يأخذ من المصريين أفضل ما ظهر فيهم بعد الثورة ألا وهى الروح والرغبة فى حياة أفضل والعيش بحرية وكرامة، بات لا هم لحزب الحرية والعدالة منذ أن امتلك الكرسى سوى أن يهيلوا التراب على كل ما تبقى لنا، وحولوا زماننا إلى مسخ، أيام بلا طعم ولا روح كما يصفها يوسف إدريس فى نصه المسرحى البديع "أنا سلطان قانون الوجود" عندما قال: "البطل مثل اللا بطل، والميت كالحى، والحى كالميت، المومس كالفاضلة، والحرامى كالشريف، الأمس كالغد، والأمل كاليأس.

إن البطل لا يولد وحده، البطل يخلق.. ولا يمكن لفكرة البطولة أن تترعرع فى جو عام كهذا وحدها، البطولة قيمة ولابد أن توجد وسط محصول وافر من القيم.

لا مجد للبطولة، بلا مجد للكرامة، بلا مجد للنبوغ، وبلا مجد للشرف، بلا مجد للعمل الصالح. وأيضا لا توجد البطولة بلا وجه عام تلعن فيه اللا بطولة، تجتث كالحشائش الضارة منه وتجتث معها حشائش سامة أخرى كالجبن كالتفاهة كالنفاق كالكذب.

أما حين "ينجح" الجميع، المجتهد والغشاش والمزور والأبله والنابغ، حين يصبح لا فرق، لا أعلى ولا أسفل، لا أرفع ولا أحط.. حين تمضى الحياة بامتحان لا يرسب فيه أحد، ولا يتفوق فيه أحد، ولا يفصل فيه أحد.. حين يحدث هذا.. ماذا يبقى من الإنسان.."، وفعلا صدق يوسف إدريس فهذا ما فعله فينا الإخوان منذ أن تولوا زمام الأمور استطاعوا بقدرة فائقة أن يسلبوا المصريين الكثير من إنسانيتهم.. وآدميتهم، ولكن لماذا نصر نحن على الاستسلام لهم لماذا نتواطأ ولو بالصمت؟ لماذا صارت قلوبنا كالأحجار ونصر على أن نكون كلنا فاسدون.. ماذا يتبقى لنا هل سنجلس حتى يصبح الموت عادة نمصمص شفاهنا ونقول "يا عينى.. الله يصبر أهاليهم؟".. هل تستطيعون أن تناموا مرتاحى البال وأشلاء الـ51 طفلا ما تزال تلاحقنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة