سادت حالة من الارتباك والتردد الشديدين فى الأوساط السياسية والعسكرية داخل إسرائيل فيما يتعلق باجتياح قطاع غزة برا واحتلاله لعدة أشهر، حيث أكد قائد المنطقة الجنوبية فى الجيش الإسرائيلى طال روسو، للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية لا تقترب من نهايتها، مشيرا إلى تصاعد فى أهداف الجيش الإسرائيلى.
ولم يستبعد روسو عملية برية واسعة إلا أنه لم يؤكدها، ما يعكس تردد وارتباك القيادتين العسكرية والسياسية داخل الحكومة الإسرائيلية بما يتعلق بسير العملية واستقرارها.
كما ظهر هذا الارتباك الواضح فى تصريحات العديد من السياسيين الإسرائيليين المتعلقة باحتمال توسيع رقعة العدوان على قطاع أو الدخول فى عملية برية.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنه بالرغم من مصادقة الحكومة الإسرائيلية رئاسة بنيامين نتانياهو الجمعة الماضى على استدعاء 75 ألفا من جنود الاحتياط وتأكيد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلى ومكتب نتانياهو بأن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من واشنطن لشن عملية برية ضد القطاع واستمرار حشد الدبابات عند حدود القطاع، إلا أن تصريحات العديد من الساسة الإسرائيليين تحمل فى طياتها بعض التردد بشأن تلك العملية وتداعياتها المحتملة.
موضوعات متعلقة..
غارات إسرائيلية مكثفة على غزة وارتفاع حصيلة العدوان لـ 49 شهيدا
كتائب القسام تستهدف بارجة إسرائيلية عند شواطئ غزة وتقصف ناحل عوز
سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبى: عدوان غزة تحقيق لمصالح انتخابية لنتنياهو
مقتل طفل فى السنة الأولى وجرح اثنين من إخوته فى غارة إسرائيلية وسط غزة
إسرائيل تخترق موجات إذاعة حماس وتبث بيانات عسكرية عبر أثيرها
ثلاثة جرحى فى قصف للجيش الإسرائيلى لقناة الأقصى بغزة
مرسى ورئيس وزراء ماليزيا يطالبان بوقف عدوان إسرائيل على غزة
سلسة غارات تهز غزة وارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 31 شهيدا
وزراء الخارجية العرب يبحثون اليوم آلية وقف عدوان إسرائيل على غزة
بالفيديو.. كتائب القسام تستهدف آلة إسرائيلية على حدود قطاع غزة
وفى السياق نفسه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى يؤاف مردخاى مساء أمس السبت: "إن الجيش مازال مستعداً لاحتمال تنفيذ هجوم برى واسع، فيما لا يزال الموقف السياسى منقسم بهذا الشأن ولكننا سنواصل استدعاء الاحتياطى".
فيما قال وزير الاستخبارات الإسرائيلى دان مريدور: " ليس لدينا مصلحة فى أى معركة وقرار وقف إطلاق النار يعتمد على حماس".
وفى السياق نفسه، أعرب رئيس "الكنيست الإسرائيلى رءوفين ريفلين فى تصريحات له عن دهشته من قدرة حركة "حماس" العسكرية وتمكنها من قصف مدينة القدس المحتلة، ما يظهر أن العديد من الساسة الإسرائيليين باتوا أكثر قلقا إزاء طبيعة الردود والمفاجآت الموجودة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق بنيامين بن إليعازر أن إسرائيل ليست بحاجة إلى دخول قطاع غزة.
من ناحيته، قال نائب وزير خارجية الإسرائيلى دانى أيالون عقب محادثات أجراها مع مسئولين أمريكيين فى الكونجرس بواشنطن "إن إسرائيل لديها مظلة سياسية لتنفيذ عملية عسكرية جديدة فى غزة".
فى حين قال وزير التعليم الإسرائيلى جدعون ساعر: "إذا وصلنا لهدفنا دون عملية برية فى غزة فهذا أفضل لنا، ولكن هناك قرارا داخل مجلس الوزراء أن نصل لعملية برية والمهم أن نحقق أهدافنا".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلى اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان قال فى تصريحات أمس "إن إسرائيل لا ترغب فى خوض حرب شاملة، إلا أنها على استعداد لعملية برية فى القطاع".
وأضاف ليبرمان "فى حال المباشرة بعملية كهذه لا يجوز وقفها فى المنتصف بل يجب الذهاب بها حتى النهاية".
وكانت قد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد تحدث مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالى ماريو مونتى، ونظيريه اليونانى والتشيكى، وذلك بهدف شرح موقف إسرائيل من العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وأوضحت يديعوت أن نتانياهو قال إنه لا توجد دولة فى العالم يمكن أن توافق أن يعيش سكانها تحت تهديد مستمر من الصواريخ"، وهو الأمر الذى اعتبره بعض المراقبين السياسيين للصحيفة محاولة من قبل نتانياهو لتمهيد الطريق أمام قرار توسيع العدوان على غزة.
ارتباك حاد داخل تل أبيب من اجتياح غزة..قيادات الجيش الإسرائيلى تسعى لخوض الحرب واحتلال القطاع..وحكومة نتانياهو مترددة بالرغم من استدعاء 75 ألف جندى احتياط..ورئيس الكنيست يندهش من قدرات حماس العسكرية
الأحد، 18 نوفمبر 2012 12:56 م