شددت الولايات المتحدة الجمعة، على أن مصر يجب أن تلعب دوريا رئيسيا فى التهدئة بين غزة وإسرائيل، فيما أجرت إدارة الرئيس باراك أوباما عدة مكالمات هاتفية دبلوماسية.
وأجرى الرئيس الأمريكى شخصيا مكالمات هاتفية أمس الجمعة، مع قادة مصر وإسرائيل وتركيا- محمد مرسى وبنيامين نتنياهو ورجب طيب أردوغان.
وذكر البيت الأبيض فى بيان أن أوباما أشاد فى اتصاله مع مرسى بجهود مصر فى تهدئة الوضع كما عبر عن أمله فى نجاح هذه الجهود.
وأعرب أوباما عن أسفه للخسائر البشرية التى وقعت فى صفوف المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما شدد على أهمية تسوية الوضع فى أسرع وقت ممكن لاستعادة الاستقرار ومنع المزيد من الخسائر فى الأرواح.
وأكد البيان أن الرئيسين اتفقا خلال المكالمة على البقاء على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة.
وقال البيت الأبيض، إن نتنياهو أجرى محادثة هاتفية مع أوباما لإطلاعه على أحدث المستجدات بشأن الوضع فى إسرائيل وغزة.
وأوضح البيت الأبيض فى بيان، أن نتنياهو عبر فى المكالمة الهاتفية عن تقديره العميق للرئيس والشعب الأمريكى على الاستثمار الأمريكى فى نظام القبة الحديدية الدفاعى فى إسرائيل ضد الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، والذى قهر على نحو فعال مئات الصواريخ القادمة من غزة وأنقذ عددا لا يحصى من أرواح الإسرائيليين.
وأكد أوباما مجددا خلال المحادثة دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، كما عبر عن أسفه للخسائر البشرية التى وقعت فى صفوف المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحث الزعيمان الخيارات المتاحة لتهدئة الوضع فى غزة، حسبما ذكر البيان.
وخلال الاتصال بين أوباما وأردوغان، قال البيت الأبيض، إن الزعيمين "أعربا عن مخاوفهما بشأن المخاطر على السكان المدنيين فى كلا الجانبين" وأعربا عن رغبتهما فى إنهاء العنف.
كما اتفق أردوغان وأوباما على أن أحدث اندلاع للعنف فى الشرق الأوسط "يهدد آفاق سلام دائم فى المنطقة".
كما أجرت وزيرة الخارجية هيلارى رودام كلينتون، التى تقوم حاليا بجولة آسيوية، عدة محادثات هاتفية تضمنت وزير الخارجية المصرى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى علاوة على نظيريها فى إسرائيل وتركيا.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا أيضا مع نظيره الإسرائيلى ايهود باراك بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة فى قطاع غزة، حسبما ذكرت شبكة "سى أن إن" الإخبارية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة فى محادثاتها مع مرسى ووزير الخارجية المصرى محمد عمرو كامل، أكدت وبوضوح على أن واشنطن تعتبر أن "الدور المصرى رئيسى فى أية جهود للتهدئة".
وأضافت نولاند "يشجعنا أنهم منخرطون بالكامل فى هذا، ونحن نقدر أن رئيس الوزراء المصرى (هشام قنديل) ذهب شخصيا لتخفيف حدة الوضع".
وخلال زيارته لغزة، أوضح قنديل أن زيارته عبارة عن مهمة تضامن وإظهار للدعم "السياسى" للفلسطينيين، وخلال وقف وجيز لإطلاق النار من أجل زيارته، قال الجيش الإسرائيلى إن 50 صاروخا ضربت إسرائيل.
واتخذ تصاعد الصراع الذى بدأ الأربعاء، منعطفا مثيرا يوم الجمعة عندما سقط صاروخ من انطلق من قطاع غزة بالقرب من القدس، فى أول مرة تستهدف فيها القدس فى الصراعات الأخيرة.
فى غضون ذلك، صدق مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر مساء الجمعة، على توسيع الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة باستدعاء 75 ألفا من جنود الاحتياط، بالإضافة إلى القوات التى أقرت الحكومة استدعاؤهم فى وقت سابق.
ومن شأن هذه الخطوة أن تمهد لاحتمال شن إسرائيل لهجوم برى واسع النطاق على قطاع غزة الذى لوحظ على حدوده وجود حشود عسكرية.
وقالت نولاند، أنه "وضع خطير جدا جدا".
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال اتساع نطاق الصراع ليخرج عن السيطرة فى المنطقة ككل، قالت نولاند "اعتقد أننا جميعا قلقون بشأن مستوى العنف، نحن جميعا نشعر بالقلق".
ودافعت الولايات المتحدة عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس، وحثتها على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين وأكدت أن إنهاء الصراع يعتمد على نشطاء حماس الذين يجب أن يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأشارت إلى أنها تأمل فى أن تلعب مصر دورا حاسما فى التحدث مع حماس، التى تحكم غزة.
وفقدت الولايات المتحدة نفوذها فى الشرق الأوسط بعدما أطاح الربيع العربى بحكومات كانت تعد من حلفائها التقليديين، بما فى ذلك حكومة الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك.
إلا أن مسئولين أمريكيين أكدوا مجددا هذا الأسبوع اعتقادهم بأن الحكومة المصرية تحت قيادة مرسى لا تزال ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل التى وقعت عام 1979.
وقال آرون ديفيد ميلر، الباحث فى قضايا الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون الدولى للباحثين فى واشنطن، أن الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة، ويجب أن تعتمد على شركائها التقليديين وهم إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية.
وكتب ميلر تعليقا لشبكة "سى أن ان" يوم الجمعة، قال فيه إن المواجهة الحالية هى "نسخة قاتمة" للصراع القائم، خاصة فى ظل سقوط صواريخ طويلة المدى على تل أبيب، والآن على القدس، وشن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل قيادى بحركة حماس يوم الأربعاء.
وأضاف "هناك ما يبعث على الأمل فى آلا تتحول هذه (الأزمة) إلى كارثة كاملة، وربما تكون مصر هى المفتاح لذلك".
الرئيس مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة