أكد الرئيس التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا كارلوس لوبيز، أن القارة الأفريقية وهبت بمصادر كبيرة لتوليد الطاقة المتجددة والتى لم تستغل حتى الآن، مشيرا إلى أن القارة سوف تحتاج إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية من الكهرباء بنحو 250 جيجاوات أخرى بحلول 2030.
وطالب لوبيز فى كلمة له أمام مؤتمر وزراء الطاقة الأفارقة المنعقد بأديس أبابا دول القارة بابتكار وتبنى مسار إنمائى يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون ومن شأنه أن يزيد بشكل كبير من الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.
وقال إن خطة التنمية المنخفضة التكلفة فى القارة تهدف إلى استغلال 1.1 جيجاوات من قدرات الطاقة المائية حيث لم تستغل سوى 7% من إمكانيات الطاقة المائية فى القارة، وكذلك فإن القارة تنتج نحو 20 ألف ميجا وات من الكهرباء من إمكانياتها من الطاقة الحرارية الأرضية الموجودة فى منطقة الوداى المتصدع والبالغ امتدادها 900 كيلومتر، كما أنها لم تستغل بشكل يذكر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإمكانيات التوليد المشترك للطاقة.
وقال إن هناك عددا من الدول الأفريقية أعدت خططا لتوليد الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020 وهى غانا لتوليد نحو 10% من الطاقة المتجددة وجنوب أفريقيا (13%) ومصر (20%) ومدغشقر (75%) وكذلك فان مصر والمغرب وكينيا وجنوب أفريقيا والرأس الأخضر تعمل على استغلال إمكانياتها من طاقة الرياح وإنشاء مزارع للرياح لإكمال مصادر توليد الطاقة.
كما أشار إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا وإثيوبيا تستثمر بشكل كبير فى مجال الطاقة الكهرومائية.
ودعا دول القارة إلى التعجيل بتعزيز إنتاج الكهرباء قائلا "عند استبعاد جنوب أفريقيا ودول شمال أفريقيا، نجد أن القارة الأفريقية تنتج نحو 68 جيجاوات من الكهرباء فقط وهو ما يعادل إنتاج اسبانيا من الكهرباء وهذا يعنى أن هناك 600 مليون أفريقى يفتقرون إلى الكهرباء وبينهم 90 فى المائة من السكان الريفيين، وأشار إلى أن نقص الكهرباء يسهم فى ضعف مسار التنمية وزيادة تكلفة المشروعات.
وأضاف الرئيس التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا كارلوس لوبيز أن الاعتماد على مصدر واحد لتوليد الطاقة، هو أمر غير عقلانى وأن الدول التى اعتمدت على توليد الطاقة الكهرومائية فقط على سبيل المثال، واجهت تجارب مريرة فى مواسم الجفاف الحاد ولذا يتعين تنويع مصادر توليد الطاقة وخاصة من الطاقة المتجددة.
وقال "لكن من المؤسف أن هناك دولا أفريقية مازالت مبتلية بأطر عمل وسياسات معتمة وتقدم دعما غير مثمر للطاقة التى تعتمد على الوقود الأحفورى، وان إقبال المستثمرين على الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة مازال ضعيفا بسبب مثل هذه السياسات غير المواتية".
وأضاف أن أطر العمل الضعيفة وعدم كفاية المعلومات بشأن هياكل المشروعات يعوق بشكل كبير من تصميم وإعداد وتمويل وتطبيق المشروعات المختلفة فى مجال الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن عددا قليلا من الدول الأفريقية أعدت واستخدمت أدوات تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة وأن عددا قليلا من الدول تدخل فى مشروعات شراكة مع القطاع الخاص لتيسير التطبيق الناجح لمشروعات الطاقة المتجددة التى لا تضر بالبيئة.
وطالب لوبيز الدول الأفريقية بوضع استراتيجيات لتحديد احتياجات وأوليات القارة وجذب المستثمرين من القطاع الخاص وحفز الابتكار فى تصميم التكنولوجيا الخضراء الفعالة، مشددا على أهمية البدء فى المشروعات الإقليمية التى توفر خيارات إنمائية اقل تكلفة ومزايا للجميع.
ودعا الدول الأفريقية إلى اتباع مسار لإنتاج الطاقة اعتمادا على حلول تعتمد على إقامة الشبكات مع الدول المجاورة وكذلك الشبكات الوطنية المستقلة بهدف توفير الطاقة بشكل شامل وخاصة تغطية الريف بالكهرباء وفقا لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والمعروفة باسم "مبادرة الطاقة المستدامة للجميع".
وشدد على الدور التكميلى الذى تقدمه الطاقة المتجددة للتنمية الزراعية، مشيرا إلى أن قطاع الزراعة ينتج كميات كبيرة من المخلفات التى تسهم فى التلوث وتؤثر سلبا على الصحة العامة وأن قطاع الطاقة المتجددة يستهلك قدرا كبيرا من هذه المخلفات الزراعية. وتوقع لوبيز أن تولد القارة 10 فى المائة من احتياجاتها من الطاقة من المشروعات المشتركة.
وأشاد لوبيز بتجارب زامبيا وإثيوبيا الناجحة فى توليد الطاقة الكهرومائية داعيا دول القارة إلى الاستفادة من تجارب الدولتين فى هذا المجال وكذلك الاستفادة من تجربة الرأس الأخضر فى مجال طاقة الرياح.
كما أشار إلى أن كينيا سجلت قصة نجاح فى الطاقة الحرارية الأرضية، وأوضح أن هناك الكثير الذين يتعين الاستفادة من الاطلاع على تجارب الآخرين.
مسئول دولى يدعو دول أفريقيا للتعجيل بتعزيز إنتاجها من الطاقة المتجددة
السبت، 17 نوفمبر 2012 06:06 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة