لأن لسان الحال (الأبكم) لغالبية غالبة من الشعب المصرى يكاد الآن ينطق باللعنة على ثورة يناير، وباللعنات على ما أعقبها من نتائج مأساوية، ومن انهيارات فى مختلف المجالات، ومن فوضى خلاقة، ومن فقر وبطالة، ناهينا عن ما نشهده من تدن مستمر فى الخدمات المُقدمة للمواطنين !!
ولأن لسان الحال (الأبكم) لغالبية أخرى من الشعب المصرى يكاد الآن ينطق كُفراً بالثورة ونتائجها، وكذلك كُفراً بشباب الثوار وشيوخهم نتيجة لأفعالهم الصبيانية، ونتيجة لاستعراضاتهم الإعلامية التى لا يبغون فيها إلا تحقيق لمآرب شخصية بعيداً عن مصلحة الوطن العليا !!
ولأن لسان الحال المصرى الآن بدأ ينطق فى- همهمات صارخة- عبر تعليقات المواطنين على الأخبار فى المواقع الإليكترونية المختلفة تارة، وعبر الحلقات النقاشية التى تتم بينهم فى أى تجمع كاعتصام أو تظاهر أو إضراب تارة أخرى، بالأسف والندم على نتائج انتخابات الرئاسة التى فاز فيها الدكتور مرسى بالمنصب، وما تلى ذلك من تولى الدكتور هشام قنديل رأس الحكومة التنفيذية، وقد تمحورت هذه التعليقات حول أن كلاهما قد أثبت - على الأقل حتى الآن- عدم جدارته بالمنصب.
ولأن لسان الحال المصرى نتيجة لما سلف بيانه قد بدأ فى المطالبة بضرورة إشعال ثورة جديدة على غرار الأولى لـ(استعدال) النظام الحالى بعد (إسقاط) النظام السابق .!!
وإن كنت ممن يرْون أن أغلبية من الشعب المصرى لديها كل الحق فى مطالبها بضرورة القيام بثورة جديدة تعمل على (استعدال الحال المايل) الذى خلفته أحداث يناير، فإنى كذلك ممن يرْون أن هذه الأغلبية ليس لديها أى حق فى مُجرد التفكير بالقيام بأحداث مشابهة لأحداث يناير، لأن افتعال أحداث جديدة شبيهة بأحداث يناير- الآن- سوف يدمر البقية الباقية الصالحة فى الحياة المصرية تدميراً حاداً.
ومن ثم، ولأننا لا يمكن أن نتجاهل أن أفضل نتيجة حققتها أحداث يناير 2011 هى إحساس المواطن المصرى، وافتخاره بقيمة صوته الانتخابى، بالإضافة إلى نتيجة أخرى تتمثل فى أن تزوير أى عملية إنتخابية فى مصر بعد هذا "اليناير" أصبح والمستحيل وجهان لعملة واحدة، لأن المستحيل هو قيام أى حكومة مهما أوتيت من قوة ومن دعم ومن نفوذ ومن حشد، بتزوير إرادة 35 أو 40 مليون صوت انتخابى يدلون بأصواتهم فى أى انتخابات من بين 85 مليون مواطن!!.
إذن، فلنجعلها ثورة انتخابية
فهيا بنا من الآن نتربص كـ(شعب) بموعد الانتخابات القادمة، وقبلها نتربص بموعد الاستفتاء القادم على الدستور (الغرقان فى الجمعية التأسيسية) لنعرف قيمة صوتنا ونفخر به، ونؤكد جدارتنا من خلاله باستطاعتنا إحداث التغيير المطلوب دون دماء تُسال، ودون كوارث، ودون خسائر، ودون انفلات أمنى ودون تدخل وحماية الجيش المصرى (العظيم) الذى أهلكناه دون داع- عقب يناير- فى مشاكل ليست من اختصاصه كقوات مسلحة تحمى حدود الوطن من الخارج وليس من الداخل.
العيب ليس فى ارتكاب الخطأ، إنما العيب- كل العيب- فى تكراره.
فإن كُنا قد أخطأنا فى الاختيار الأول وجئنا على رأس الحكم برجال دين صالحين أتقياء، ولكنهم لا يفقهون فى إدارة الدولة شيئا، فما علينا إلا أن نتحمل نتيجة الخطأ، ثم يأتى موعدنا مع الاختبار الثانى !!.
وحتى ولو جاءت نتيجة الاختيار الثانى خاطئة، فلا يهم، فالثالثة تابتة كما يقولون!!
المهم نكون قد أدركنا الطريق الصح الذى يؤدى بدوره إلى الاختيار الصح.
والله الموفق..
سعيد سالم يكتب: فلنجعل الثورة القادمة انتخابية!!
السبت، 17 نوفمبر 2012 08:39 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة