تصعيد غير مبرر وأهداف غير إنسانية

السبت، 17 نوفمبر 2012 02:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أكاد أفهم حتى هذه اللحظة سر التصعيد غير المبرر الجارى حاليا فى قطاع غزة، فالصواريخ التى تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه مدن إسرائيل الجنوبية ليست مبررا لكى يجن جنوب تل أبيب، كما أن حركة حماس، المسيطرة حاليا على القطاع اتجهت هى الأخرى للتصعيد دون أن ينالها أذى قبل أن تغتال الغارات الإسرائيلية أحد قيادات الحركة، الشهيد أحمد الجعبرى قائد كتائب عزالدين القسام الفعلى.

المبرر الوحيد لهذا التصعيد هو ما سبق أن أشرنا إليه قبل أسبوعين تقريبا فى اليوم السابع بأن لعنة الانتخابات المبكرة والتحالفات الحزبية ستجعل رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو يبحث عن أزمة يستطيع من خلالها إقناع الناخب الإسرائيلى أنه الضامن الوحيد لأمنهم ضد التيارات «الإرهابية» فى قطاع غزة كما يدعى هو ذلك، لذلك لجأ نتنياهو إلى أسهل حل بالنسبة له، وهو افتعال أزمة مع قطاع غزة لتوجيه ضربات عسكرية للقطاع تكون رافعة له فى الانتخابات المقرر لها الـ22 من يناير المقبل، وما أكد هذه النظرية أن استهداف إسرائيل للجعبرى شبيه بعملية اغتيال واشنطن لأسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، الذى جرى استغلاله انتخابيا لصالح الرئيس باراك أوباما ضد منافسه الجمهورى ميت رومنى، فعندما تيقن نتنياهو أن أوباما استفاد انتخابيا من اغتيال بن لادن فكر فى اغتيال الجعبرى ليقدمه «عربونا» انتخابيا للناخب الإسرائيلى.

إنها أهداف غير إنسانية تقود المخططات الإسرائيلية، وهذه هى عادتنا بالمسؤولين الإسرائيليين، فهم دائما منزوعى الأخلاق، فلا مكان لديهم للأخلاق، حتى وإن كانت على الإسرائيليين أنفسهم، فنتنياهو وحكومته يعلمون جيدا أن هجومهم على غزة سيواجهه إطلاق صواريخ المقاومة على المدن الجنوبية، مما سيجعل ساكنى هذه المدن عرضة للخطر، وهو ما تحقق بالفعل من خلال نجاح هذه الصواريخ فى قتل أربعة إسرائيليين وإصابة أكثر من سبعين، وهو ما يدلل على أن هذه الحكومة لا تلتفت لأية مبررات إنسانية، وأنها فى سبيل تحقيق أهدافها السياسية الرخيصة تعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، أيا كانت هذه الوسيلة.

وما يثير الانتباه فى الحرب الإسرائيلية على غزة أن هناك دولا لازالت تساند إسرائيل على ما تسميه بحربها على الإرهاب أو العنف القادم إليها من غزة، وهو ما يؤكد أن الخلل فى الموازين الدولية لازال قائما وأنه لن يعتدل أبدا إلا إذا كانت لدى الدول العربية القوة التى تستطيع من خلالها التأثير على قرارات هذه الدول، فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تعمل ألف حساب للوبى اليهودى، لكنها لا تقيم وزنا للمواقف العربية، رغم احتياجها لبترول وأموال العرب، لكنها تعلم المدى الذى يمكن أن يذهب له العرب فى تعاملاتهم، وتتعامل معهم بهذا المبدأ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة