أكد اللواء دكتور أحمد جاد منصور مدير كلية الشرطة، أن أهم الأسباب المؤدية لوجود أطفال بلا مأوى فى المجتمع، الفقر والجهل والتفكك الأسرى، وأن هذه المشكلة تواجه المجتمعات الدولية جميعا، لافتا إلى ضرورة وضع الحلول بالمصداقية وشفافية، للوصول إلى إستراتيجية فعالة لمعالجة هذه المشكلة من جذورها، خاصة وأن أطفال الشوارع بمثابة قنبلة نووية تواجه المجتمع حاليا، قائلا :"هؤلاء بمثابة قنبلة نووية وليست قنبلة موقوتة".
وأوضح مدير كلية الشرطة خلال مشاركته فى ورشة العمل التى نظمتها وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية اليوم السبت، بمشاركة ممثلى وزارات الدفاع والداخلية وهيئة إنقاذ الطفولة ومنظمة اليونيسيف، أن مشكله أطفال بلا مأوى ليست مشكلة أمنية ولكنها ناتجة بسبب الفقر والبطالة، ومع ذلك تصب فى الجهاز الأمنى، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال ليس لهم أى انتماء للحفاظ على منشآت الدولة ومؤسساتها الحيوية، وربما نتج ذلك بسبب كراهيتهم للمجتمع، لأنهم ضحية الإهمال، وإن ما يؤكد على ذلك هو أنه خلال حرق المجمع العلمى بالتحرير وجدنا بعض العلماء يبكون على حرقه لمعرفتهم بأهميته فى الوقت الذى قام فيه بعض الأطفال بإلقاء المولوتوف لحرقة ورفعهم علم النصر، مما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الأجهزة المعنية بالدولة لتأهيل الأطفال بلا مأوى والتعامل معهم بشكل جيد.
وأضاف منصور أن وزارة الداخلية استحدثت قطاعا لحقوق الإنسان وجارى تجهيزه بجميع الكوادر البشرية والأجهزة الحديثة، إضافة إلى استحداث إدارة عامة للتواصل الاجتماعى انطلاقا من أجل ضرورة وجود شراكة بين أجهزة المجتمع المختلفة، لافتا إلى أنه سيتم عقد مؤتمر الأسبوع المقبل بمقر أكاديمية الشرطة تحت عنوان "شرطة وطنية عصرية"، على أن يكون هناك رابط بين العلوم القانونية العلمية وبين العلوم الإنسانية من خلال الاستعانة بالخبراء وأساتذة علم النفس والاجتماع، الذين يلقون المحاضرات بصفة مستمرة لطلبة كلية الشرطة.
وطالب منصور بمشاركة رجال الأعمال فى المشروعات التى تقوم بها الحكومة من أجل خدمه الأطفال بلا مأوى مع ضرورة تشكيل لجنة تضم ممثلين من وزارة الداخلية والعدل والصحة والتعليم والمركز القومى للطفولة والأمومة مع تشكيل لجنة من الجهات الحكومية لتقييم دور رعاية الأطفال بلا مأوى.
فيما قالت الدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية خلال مشاركتها بورشة العمل، إنه سيتم إنشاء قرية على مساحة 40 فدانا بمدينة 6 أكتوبر خلال الفترة المقبلة لإيواء ورعاية الأطفال بلا مأوى، وأنه تم تخصيص مبلغ 16 مليون جنيه خلال العام الحالى لهذه المؤسسات.
وأوضحت الوزيرة أن عدد الأطفال فى المؤسسات الإيوائية التابعة للوزارة يبلغ 1705 أطفال وأعمارهم تتراوح من 6 إلى 18 عاما، رغم أن المؤسسات تستطيع أن يقيم بها الأطفال حتى 3337 طفلا، جارى تطوير هذه المؤسسات، إضافة إلى التنسيق مع جميع الجهات المعنية بشئون الأطفال، لوضع خطة للتعامل مع مشاكل الأطفال بلا مأوى.
ومن جانبه، قال نصر السيد أمين عام المركز القومى للطفولة والأمومة، إن 62% فقط من الأطفال يعيشون مع أسرهم، فى حين أن 89% من الأطفال بلا مأوى لديهم أنشطة اقتصادية ومنها التسول، مطالبا الحكومة بالتعرف على تجارب الدول الأخرى مثل البرازيل للتخلص من هذه الظاهرة.
بالصور.. مدير كلية الشرطة: أطفال الشوارع قنبلة نووية تواجه المجتمع.. الظاهرة سببها الفقر والبطالة.. وهؤلاء ليس لديهم أى انتماء لمؤسسات الدولة.. و"التأمينات" تخصص 40 فدانًا لإنشاء مدينة للأطفال
السبت، 17 نوفمبر 2012 03:55 م
جانب من الموتمر