ما شهدته مدينة الفيوم (منطقة الناصرية) يوم السبت الماضى الموافق 10/11/2012 من حادث مروع ناتج عن اصطدام قطارين على نفس الخط وأسفر الحادث عن إصابة العشرات ومقتل 4 أشخاص يمثل تكرارا لما كان يحدث فى عهد النظام السابق.
لكن ما استوقفنى عند هذا الحادث، هو تلك الفتاة التى تدعى شريهان وتبلغ من العمر 18 عاما، تلك الفتاة المخطوبة التى باتت تحلم بالفستان الأبيض وبعش الزوجية الذى كان شغلها الشاغل فى الفترة الأخيرة هى وأسرتها، وكانت فرحة الأب والأم غامرة بزهرة عمرهما التى نمت وكبرت أمام أعينهم، وأصبحت فى سن الزواج كان البيت يمتلأ كل يوم زغاريد وأفراحا، استعدادا لفرش عش الزوجية واستعدادًا لميعاد العرس المتفق عليه وزفاف هذه الزهرة الجميلة.
ولكنها ها قد جاءت اللحظات الفارقة فى حياة تلك الزهرة ووالديها، لقد ذهبت شريهان، واستقلت قطار العمر الذى مضى بها ولن يعود، ظل الأهل يترقبون عودة ابنتهم التى تدخل البيت وتملأه فرحة وبهجة، حقًا عادت شريهان ولكنها عادت جثة هامدة جراء هذا الحادث، وبدلا من أن تزف إلى عش الزوجية حملت إلى مثواها الأخير وانطفأت الشموع وماتت الفرحة وتحولت الزغاريد إلى نواح وبكاء وعويل، رحلت شريهان عن عالمنا بعدما دفعت عمرها ثمنًا للإهمال.
حقا دفعت عمرها ثمنًا لإهمال حكومة تكمل دور حكومات سابقة، وهو ما سببَّ لىَ ألمًا وأدمى قلبى، والآن تسرع الدولة فى صرف تعويضات لأسر الضحايا والشهداء كالمعتاد.
تُرى ما هذا التعويض الذى يعوض أبًا وأمًا عن فقدانهما ابنتيهما أو ابنهما، ولكن لو تبدلت الأماكن ووضع المسئولون أنفسهم مكان أسر الضحايا هل سيكون التعويض المادى مرضيًا لهم، ولكن هذا الأمر تعودناه، تحدث الكارثة وتقوم الدولة بدفع التعويضات وبعدها يقدم الوزير المسئول استقالته أو بمعنى أصح يُقال ويجىء مكانه آخر مثله، وهلمَّ جرا، ولكن إلى متى؟.. إلى متى ستظل أرواح ودماء المصريين رخيصة عند المسئولين؟
وسؤالى لحكومة الثورة الآن.. ما الفارق بين قطار الفيوم فى عهد "مرسى" وقطار الصعيد فى عهد "مبارك".
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة