نصر سليمان محمد يكتب: الإخوان بين الاستحواذ والاستفزاز

الجمعة، 16 نوفمبر 2012 09:07 م
نصر سليمان محمد يكتب: الإخوان بين الاستحواذ والاستفزاز صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهور قليلة مضت على تولى الإخوان الحكم فى مصر، وظهر جلياً خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة ولع الإخوان بالسلطة واندفاعهم بكامل طاقتهم للاستحواذ على مقاليد الحكم وفرض سيطرتهم على مفاتيح البلاد فى كافة المجالات.

وقد اعتاد الشعب المصرى خلال هذه الفترة على القرارات الصادمة تارة والمستفزة تارة أخرى والتى تصب جميعها فى العمل على استحواذ المواقع القيادية وفرض السيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة دون مراعاة آثار هذه القرارات على الشعب المصرى وأطيافه المختلفة.

والمتابع لحركة الإخوان على مدار تاريخها الطويل ونهجها السياسى لإدارة هذا التنظيم يدرك تماماً أنها جماعة على قدر كبير من الكفاءة والاقتدار، وتملك من الحنكة ما يمكنها من إدارة الأمور والتحرك بذكاء وفاعلية فى الشارع المصرى وبين أطيافه متبعة أساليب مختلفة فى الترغيب والترهيب للوصول لغايتهم المنشودة، وظهر ذلك جلياً بعد الثورة فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، والانتخابات الرئاسية الماضية.
وندرك جميعاً ما تعرض له هذا التنظيم من ظلم وتنكيل فى الأعوام الماضية واستمراره متماسكاً قوياً يدير أموره ويوحد صفوفه حتى لاحت الفرصة مع ثورة يناير ومشاركته الفصائل السياسية والتيارات الشعبية هذه الثورة المباركة كفصيل من نسيج الشعب المصرى له ما له وعليه ما عليه.

ومع سقوط النظام السابق برزت قوة تنظيم الإخوان وقدرته على توظيف الأمور لصالحه واستغلال الظروف المواتية لتحقيق مآربه وأهدافه التى يسعى إليها، وكان لهم ما أرادوا وتولوا حكم البلاد فى ظروف صعبة تعيشها مصر بعد ثورة كبيرة أعقبها إخفاقات وسلبيات كادت تقضى على أحلامنا وطموحاتنا، ورغم تحفظ الكثير من المصريين على حكم الإخوان إلا أن الجميع استجاب لنتيجة صناديق الاقتراع إعلاء للديمقراطية التى ارتضاها الشعب المصرى، ودعونا الله أن يوفقهم فى حكم البلاد والوصول بمصر الى بر الأمان والاستقرار.

ويبدو أن قادة الجماعة لم يدركوا الفارق بين إدارة تنظيم وحكمهم لدولة بحجم ومكانة مصر تتطلب قدراً كبيراً من الحنكة السياسية والقدرة التنظيمية لإيجاد حلول للمشاكل الداخلية وإدارة السياسة الخارجية لهذا البلد الكبير.

فقد أظهرت الشهور القليلة الماضية افتقار الإخوان للنهج السياسى الواضح وعدم وجود خطة أو برنامج محدد لنهضة البلاد والوصول بها لمرحلة الاستقرار.

ووقع الإخوان فريسة لأهوائهم وأطماعهم وفتنوا بالسلطة وانصبت سياستهم على الاستحواذ على مقاليد الحكم ومفاصل الدولة وفرض هيمنتهم وسيطرتهم، وفى فترة وجيزة تحقق لهم الاستحواذ على الوزارات، والمحافظات، والنقابات المهنية، والصحف المملوكة للدولة ومجلس الشورى، ومجلس الشعب المنحل. وحصد الإخوان فى ثلاث شهور ما حصده الحزب الوطنى السابق فى ثلاثين عاما. وتخلى الإخوان عن رفقاء الطريق من أحزاب سياسية وقوى وطنية ساندتهم ووقفت معهم بخندق واحد، واختلفت المصالح وتشتت القوى وانقلب رفقاء الأمس إلى أعداء اليوم وخندقت هذه القوى بخندق المعارضة تدعو لمليونيات واحتجاجات ضد قرارات وسياسات الإخوان.

وعمد الإخوان بالإسراع والاستحواذ على ما تبقى من الدولة حتى وإن أدى ذلك لاستفزاز قطاعات كبيرة من الشعب المصرى، وظهر ذلك جليا فى الاستحواذ على الجمعية التأسيسية للدستور، والمحاولة الفاشلة لإقالة النائب العام فى سابقة فريدة مخالفة لجميع القوانين، والعمل على إعادة مجلس الشعب المنحل مخالفة لحكم الحكمة، وتعيين نواب محافظين، واستفزاز يومى من أعضاء الجماعة بأحاديثهم فى أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة، ولهجة التعالى والتوبيخ لمن خالف رأيهم.

الإخوان عليهم أن يتخلوا عن سياسة الاستفزاز ويدركوا أن استحواذهم على السلطة لا تحققه مصالح خاصة وأطماع شخصية وإنما يحققه الاستحواذ على قلوب وعقول المصريين ولم الشمل والعمل معا كشركاء ثورة لتلبية وتحقيق أحلام وآمال ونهضة الشعب المصرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة