كشفت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى، أن القاهرة كانت على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية على غزة التى استهدفت القيادى العسكرى فى حركة حماس أحمد الجعبرى، وأنها حذرت غزة من نية عدوانية من جانب إسرائيل.
وأضافت المصادر التى رفضت الكشف عن اسمها لـ"اليوم السابع"، أن الوفد المصرى الأمنى الذى سافر إلى غزة قبل الهجمات بيوم لتسوية الهدنة بين الجانبين انسحب بعد أن تأكد من نية الإسرائيليين فى توجههم نحو الحرب، بسبب عدم ردهم بصورة قطعية على قبول الهدنة، مما أدى لتحذير الوفد المصرى لقادة حماس من شن حملة عسكرية على القطاع.
ويتوافق ذلك مع ما كتبه الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على صفحته بموقع "فيس بوك "، عندما قال "لم يكن هناك خداع، ولم ينخدع أحد بنوايا العدو الصهيونى، وقراءة جهاز المخابرات المصرى، أن عدم توصل الإسرائيليين للتهدئة، معناه أن هناك نوايا عدوانية على غزة، وقد احتاطت الفصائل للأسوأ".
وفى المقابل، قال الخبير الإستراتيجى الدكتور طارق فهمى، إن إسرائيل استخدمت خطة للخداع الإستراتيجى، لتضليل كل الأطراف من الداخل والخارج حتى المعارضة الإسرائيلية، حيث قام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بعد اجتماع قبل العمليات بيومين ناقش الأوضاع فى مناطق الجولان والضفة وتسخين الجبهة مع سوريا، وإمكانية رد عسكرى سريع على القذائف السورية العشوائية دون التطرق لغزة.
وأضاف فهمى، أن نتانياهو عقد بعد هذا الاجتماع لقاء آخر مع رئيس الأركان بينى جانتس، ورئيس المعارضة شاؤول موفاز، والوزير موشيه يعلون، وإيهود باراك، واتفقوا على ضرورة حسم التهديدات مع غزة، وتم مناقشة الهدنة المصرية التى سعت إليها مصر وكان هناك رأيان، الأول إيقاف كل الجهود المصرية للتهدئة وبداية مصير جديد، أو محاولة الموافقة على الطلب المصرى بشروط جديدة.
وأوضح طارق، أن قرار الحرب اتخذه مجلس الأمن القومى الإسرائيلى، وعقب الاجتماع ب 45 دقيقة يوم الثلاثاء الماضى، تم اتخاذ القرار بتنفيذ الخطة "أ"، التى تقضى بتوجيه ضربات فى عمق غزة، وبداية استهداف قيادات الصف الأول فى المقاومة الفلسطينية، كالقيادى "أحمد الجعبرى" و"خالد منصور" و"محمد الداهى" و"أبو الكرم"، بالإضافة لقيادات ميدانية أخرى، تم وضعها فى قائمة الاغتيالات التى وضعها جهازى، "الشين بيت" و"الشاباك".
وأكد فهمى، على أن مصر خلال الفترة القصيرة التى مضت قبل اندلاع المواجهة العسكرية مجددا، لم تحصل على أى ردود مباشرة لإعادة تثبيت الهدنة من كلا الطرفين، ولم تحصل على تأكيدا أيضا بدخول الهدنة فعليا على أرض الواقع.
وأوضح فهمى، أن مصر حذرت حماس من قيام إسرائيل لعمليات عسكرية فى عمق غزة، وأن هناك معلومات مسربة، أفادت بأن حماس اتخذت إجراءات وتدابير أمنية عديدة عقب التحذير المصرى من احتمال اغتيال قادة الصف الأول الميدانيين فى حماس.
وأكد الخبير الإستراتيجى، أنه فيما يتعلق بعملية اغتيال الجعبرى، فأنها تمت نتيجة اختراق الأجهزة الأمنية فى حركة حماس، لافتا إلى أن الحديث يدور حول اختراق كبير حدث فى الجهاز الأمنى الداخلى، أكبر مما حدث قبل عمليات اغتيال عبد العزيز الرنتيسى، والشيخ أحمد ياسين.
وأوضح فهمى، أن مصر أمسكت بالعصا من منتصفها، حيث إنها لم تطرد السفير الإسرائيلى، واكتفت فقط بتوجيه رسالة احتجاج شديدة اللهجة لتوصيلها لتل أبيب، وتركت الباب مفتوحا بعض الشىء، لتبقى على "شعرة معاوية" من أجل التوصل مستقبلا إلى هدنة جديدة بعد تهدئة الأوضاع الجارية.
وقال فهمى، إن إسرائيل لا تريد أى وساطة فى هذه الفترة، بل تريد ردود فعل متصاعدة، وفى المقابل تتخذ التنظيمات المسلحة الأخرى الموجودة بجانب حماس فى القطاع خطوات تصعيدية، قد تجعل الأمور تفلت من بين أيدى حماس مستقبلا، مؤكدا أنه إذا استمرت الأوضاع العسكرية الحالية لمدة 72 ساعة أخرى، فإن ذلك سيكلف إسرائيل خسائر اقتصادية باهظة.
وأشار إلى أنه إذا حدث ضغط شعبى على الرئيس مرسى، لطرد السفير الإسرائيلى بصورة نهائية من القاهرة، فإن إسرائيل عليها أن تتوقع ما هو أسوأ من ذلك بإلغاء اتفاقية "الكويز"، بالإضافة إلى إيقاف العمل بمعاهدة "كامب ديفيد" للسلام، خاصة عدم وجود برلمان حاليا فى مصر، وخضع هذا الأمر تحت يد مرسى، وبالتالى فقد تلجأ تل أبيب فى التفكير العسكرى ضد مصر.
مصادر: مصر حذرت غزة من "نية" إسرائيل بضرب القطاع.. وحماس اتخذت تدابير أمنية لحماية قادتها عقب التحذير المصرى.. وفهمى: اغتيال "الجعبرى" كان اختراقا لأجهزتها الأمنية
الجمعة، 16 نوفمبر 2012 01:29 م
المجازر الإسرائيلية مستمرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tart
ياللللللللللللللله
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوكريم
ياسلام