استكمالا لمسلسل الفساد، الذى يضرب بكل قوة الدولة من كل أركانها واتجاهاتها لا يعلم من يتبع هذا، هل يسقط المكان الذى يعمل به أم يسقط مصر، والسبب من وجهة نظرى يرجع إلى ضعف ثقافة الشعب فى التغيير من رئيس إلى رئيس وعدم الصبر وكان مصر بين ليلة وضحاها أصبحت كنزاً.
الكل يريد أن يغرف منه.. ومنذ أيام قليلة خرج علينا رئيس الوزراء يلقى بيان الحكومة أمام رئيس الجمهورية عن أداء الحكومة فى الأشهر الماضية، وذلك بعد يومين فقط من حادث قطارى الفيوم والمتأمل فى خطاب الدكتور قنديل يجد أنه يتحدث عن بلد غير البلد الذى نعيش فيه، أو عن أى حكومة أخرى غير الحكومة التى نلمس أداءها بأيدينا نحن شعب مصر وفى اليوم التالى لبيان رئيس الوزراء.......!!!! استيقظ جميع المواطنين فى الصباح الباكر كالمعتاد للذهاب إلى أعمالهم والطلاب إلى جامعتهم والتلاميذ إلى مدارسهم، الكل يريد أن يتوجه إلى مكان يقصده كل صباح عبر وسيلة النقل المعتادة لديه (مترو الأنفاق) المرفق القومى وتحدث المفاجأة أو الصدمة الكبرى بأن مجموعة من العمال والسائقين استولوا على المحطات وأغلقوا جميع المداخل والمخارج بالجنازير، معللين بأن المترو لن يعمل إلا بعد إقالة رئيس الشركة، وهذا يطرح لدى استفسارا: أين دور إدارة الأزمات أين الحكومة، من هذا، وكأن مصر أصبحت لعبة فى يد كل مجموعة تدير مرفقا.. وبعد إضراب استمر أكثر من 6 ساعات خرج علينا وزير النقل بقرار نقل رئيس الشركة للعمل مستشارا فنيا بالوزارة، أين هيبة الدولة يا سادة، الذى سقط ليس رئيس الشركة، وإنما مصر، والسبب فى ذلك يرجع إلى أن صانع القرار مهزوز وضعيف، صاحب أيد مرتعشة، ليس هذا ما كنا نتمناه فى مصر الثورة، الذى فقدنا فيها أعز شبابنا، لذلك أناشد رئيس الوزراء بتطبيق القانون بكل حزم وقوة على من تسول له نفسه الاستهانة بمصر، وليس بالمسئولين إذا سقطت هيبة الدولة فلن يبقى شىء نبكى عليه وآخذ مقولة من الفنان أحمد زكى، لو حدث مثل هذا الحادث فى بلد يحترم فيها حقوق الإنسان لاستقالت الحكومة على الفور، ولكننا نعيش فى أم الدنيا.. لكِ الله يا مصر.
