نور الدين حسن توتو يكتب: ولا يزال الطريق طويلا

ليس من شك فى الشباب فى أرجاء المنطقة العربية مطالب اليوم بتطوير قدراته العلمية بشكل ينبغى أن توضع له الأولوية، خصوصا أن كثيرا منا نحن الشباب قد تلقى تعليما أفضل كثيرا من الأجيال التى سبقته، كما أن معرفة هذا الجيل الشاب بالتقنيات الحديثة التى فرضها عصر المعلومات، وقدراته على التعامل مع الوسائط الافتراضية الحديثة تزوده بالكثير من الفرص التى تمنحه ميزة إضافية لتطوير معارفه بما يدور حوله فى العالم.
إن ما يلفت الانتباه فى تأملنا لمسار الأحداث العاصفة التى مرت بها المنطقة العربية خلال العامين الماضيين، وتحديدا منذ قيام الثورات العربية، أن الشباب تكتلوا بقوة وإصرار نادرين، واستطاعوا إسقاط أنظمة عتيدة لم يكن أحد يتصور قبل أيام قليلة من سقوطها أنها يمكن أن تسقط.
وهذا أمر يدعو للدهشة فى الحقيقة، لأن الملاحظة العامة فى أغلب أرجاء المنطقة العربية الآن، كما رأينا جميعا فى خطابات شباب الثورة فى بداياتها فى كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها هو تمتع جيلنا بخطاب تقدمى وعلمى ومستقبلى وكشف عما يتوافر من المعرفة والقدرة على الاتصال مع أرجاء العالم.
لقد صنع الشباب العربى ثوراتهم التى حققوا بها ما كان الجميع يظنه مستحيلا، وإن فكرة المستحيل لم تعد واردة فى قاموسهم، أتساءل اليوم أين الشباب الذى قهر المستحيل وحقق المعجزات فى الهيكل التنفيذى فى أوطانهم.

أقول لسيادة الرئيس فالغد المشرق لن يتحقق إلا على يد أصحاب الحلم وصناعة من الشباب والثوار الوطنيين المخلصين الذين يؤمنون بأن دورهم لا ينتهى بما وصلوا إليه من تغيير حكام فاسدين ومفسدين، بل إن ما حدث هو بداية الطريق، والطريق طويل يتطلب تقديم العقل والعلم ليقودا مسيرة النباء والنهضة، واللحاق بركب البشرية المعاصر.