الجعبرى وبن لادن، كلاهما إرهابى من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية، وكلاهما أيضا أداة انتخابية استفاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أحدهما، وهو زعيم القاعدة الراحل أسامه بن لادن فى حملته الانتخابية ضد منافسه الجمهورى، ميت رومنى، وعلى نفس النهج يسير ربيبه بنيامين نتانياهو المقبل على منافسة انتخابية شديدة فى 22 يناير المقبل.
أوباما اختار توقيتا نموذجيا لاغتيال بن لادن ليضيف إلى رصيده الانتخابى ما أعتبره إنجازا يتفوق به على منافسه، ونتانياهو هو الآخر يرى أن الخروج من مأزقه الانتخابى بعملية مثل عملية اغتيال بن لادن، فاهتدى تفكيره إلى القيادة العسكرية الأولى فى حركة حماس، أحمد الجعبرى، الذى يطلق عليه رئيس أركان الحركة، فكان له ما أراد.
ما يؤكد أن عملية اغتيال الجعبرى هى عملية انتخابية من الدرجة الأولى بالنسبة لنتانياهو هو ما قالته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم، حينما رجحت توظيف عملية اغتيال الجعبرى فى المعركة الانتخابية من قبل نتانياهو، وكذلك وزير الدفاع إيهود باراك، لكنها لم تستبعد أن تكون عملية الاغتيال بمثابة رهان خاسر.
وقالت الصحيفة إن "نتانياهو وباراك قبل تنفيذ عملية اغتيال الجعبرى قاما بجولة تفقدية وميدانية بالمنطقة الحدودية بهضبة الجولان، وبهذا الموقع نجحا بالتحايل على حماس لتعتقد قياداتها بأن إسرائيل قررت التغاضى عن إطلاق القذائف على الجنوب، لتنفذ عملية الاغتيال وتصفى الحسابات مع الجعبرى الذى أشرف على اختطاف واحتجاز الجندى جلعاد شاليط، ليكون ذلك الانطلاقة للحملة والدعاية الانتخابية لنتانياهو وباراك".
ويواجه نتانياهو مأزقا داخل حزبه "الليكود" منذ أن أعلن تحالفه مع حزب "إسرائيل بيتنا" الذى يتزعمه وزير الخارجية المتطرف أفيجدور ليبرمان، لذلك فإنه كان دائم البحث عن فكرة تخرجه من هذا المأزق، والفكرة الأقرب له كانت اغتيال الجعبرى وضرب غزة، حتى وإن كان المقابل تهديد أمن المواطنين الإسرائيليين فى الجنوب، لأنه فى سبيل الإبقاء على نفسه فى كرسى الحكومة سيفعل أى شىء باسم الدولة الإسرائيلية.
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة