مرشد الإخوان يخصص رسالته الأسبوعية لهجرة النبى.. ويؤكد: دائمًا "الدعوة" تسبق "الدولة" و"الهداية" قبل "النظام".. وبناء الدولة الحديثة فى مصر يجب أن يتم على أسس إسلامية

الخميس، 15 نوفمبر 2012 01:49 م
مرشد الإخوان يخصص رسالته الأسبوعية لهجرة النبى.. ويؤكد: دائمًا "الدعوة" تسبق "الدولة" و"الهداية" قبل  "النظام".. وبناء الدولة الحديثة فى مصر يجب أن يتم على أسس إسلامية د. محمد بديع مرشد الإخوان
كتب محمد إسماعيل وكامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خصص الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين رسالته الأسبوعية للحديث عن هجرة النبى محمد "ص" والتى تتزامن مع الاحتفال بالسنة الهجرية.

وقال "بديع" فى رسالته التى جاءت تحت عنوان " الهجرة.. ونموذج الدولة الرشيدة": "ما أحوجنا أن نستلهم خطوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بناء الدولة، لسنتَرْشِد بها ونترسَّم خطاها ونحن نعيد بناء دولتنا المصرية الحديثة على هذه الأسس الإسلامية التى نتمنى ويتمنى معنا كل المسلمين المخلصين فى العالم أن تكون نموذجًا للبشرية تحقق رضا الله عز وجل ومصالح العباد والبلاد، وإعادة تنظيم حياة البشر وفق منهج الله تعالى الذى به تتحقق سعادة البشر فى الدنيا قبل الآخرة".

وتابع قائلا: "وما أحرانا أن نستشعر أن أمامنا مراحل طويلة وأعباء كبيرة لبناء أنفسنا وتوحيد صفوفنا وتدعيم قوتنا لنعود كما كنا وكما يريدنا الله تعالى، وكما يحب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأكد "بديع" أن هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة هى الخطوة الحاسمة فى تحول الدعوة المباركة إلى دولة راسخة، وتحوُّل المبادئ والقيم والأخلاق والمثل إلى واقعٍ يعيشه الناس، وإلى أسلوب حياةٍ جديدة ونظامٍ محكم يتفاعلون معه وينعمون به ويحافظون عليه ويدافعون عنه من أعدائه المتربصين ومن منافسيه الحاسدين.

وقال المرشد العام: "إن هذا الدين العظيم منهاج حياة شامل كامل.. مصدره هدى ربِّ العزة جل شأنه، ينعم به على البشرية كى لا تضل ولا تشقى، نزل هذا المنهاج مع أول إنسان خلقه الله وهو آدم عليه السلام حتى لا يعيش بغير هدى من الله، وكانت تجربة الخطأ منقذة للبشرية، لأن مع الخطأ نزلت آية التوبة (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (البقرة :37) وهذا حدث مع أول رجل وأول امرأة وأول خطأ على ظهر الأرض، فكانت هذه رحمة الله العظمى بالبشرية جمعاء (فَإمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاى فَلا يَضِلُّ ولا يَشْقَى * ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى) (طه: 123-124) يبدأ بإصلاح الإنسان- عقله وقلبه- ثم سلوكه وأخلاقه، ثم ينظم علاقته بمن حوله من البشر وما حوله من كائنات.. إنه نظام محكم للحياة البشرية بأسرها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13).

وأضاف: "كانت الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، ليلتقط المسلمون أنفاسهم فى بلد يحكمها حاكم نصرانى عادل "لا يُظلَم عنده أحد"، ثم الهجرة الكبرى بعد ذلك إلى "يثرب" تلك البلدة الطيبة التى شرفت بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنارت بإقامته، وتحول اسمها بعد ذلك إلى "المدينة المنورة" التى تشع نورها وتنشر بركتها إلى العالمين.

وقال "لقد سبقت تلك الهجرة الشريفة- هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم- خطوات مضطردة فى إبلاغ الدعوة ونشر الهداية، قام بها نفر قليل من تلاميذ النبى صلى الله عليه وسلم أمثال مصعب بن عمير ورفاقه الأبرار رضى الله عن الصحابة أجمعين.. ودائمًا "الدعوة" تسبق "الدولة" و"الهداية" تسبق "النظام" فكانت القلوب تتفتح لاستقبال النور، قبل أن تفتح "الديار" لاستقبال الأطهار، وكانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية تمهيدًا للخطوة الحاسمة، ويسجل التاريخ شهادة للإسلام أن المرأة المسلمة شريكة أساسية فى البيعتين الأولى والثانية لإقامة الدولة الإسلامية، وكذلك شريكة فاعلة فى الهجرتين، حتى صارت المدينة على أهبة الاستعداد، بل الشوق لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأشار إلى أنه حينما جاءت اللحظة الحاسمة - بتدبير الله تعالى- كانت الخطة المحكمة والإعداد الجيد والأخذ بكل الوسائل، ثم التوكل على الله تعالى.. أسبابًا فى نجاح الهجرة، ودروسًا لكل الأجيال القادمة، كيف يكون التدبير الجيد والأخذ بالأسباب والاعتماد على الله سبحانه توكلاً على ربِّ الأسباب لتحقيق الأهداف السامية والغايات العظمى، مضيفا: "واستقبلت المدينة المنورة حامل لواء الدعوة وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم استقبال الفاتحين.. فاتحى القلوب والعقول.. وأسلمت قيادها للنبى الهادى فى حبٍّ وشوق، وترنَّم الشباب والصبايا بهذا النشيد الخالد: طَلَعَ البَدْرُ علينا من ثَنِيَّات الوداع..
وَجَب الشكرُ علينا ما دَعـا لله داع ..أيُّها المبعوثُ فينا جِئتَ بالأمرِ المُطاع".

وقال المرشد العام تبدأ مراحل البناء وإعادة التنظيم بخطوات نحن أحوج ما نكون للانتباه إليها والتى تتمثل فى بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والمؤاخاة والإصلاح بين الأنصار بعضهم ببعض، وعقد المعاهدات والمواثيق مع غير المسلمين، وإنشاء السوق ليتحقق النظام الاقتصادى الإسلامى والذى لا يقوم المجتمع إلا به، ولتحقيق مبادئ الشريعة فى المعاملات المادية على أساس الكسب الحلال والمرابحة، والابتعاد عن الربا والاحتكار والمعاملات المخالفة لشريعة الدين.

وقال "بديع": "على هذه الأسس والقيم تمت إقامة المجتمع المسلم والدولة المسلمة الأولى فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتابعت الخطوات لتدعيم الدولة وتقويتها وإعدادها لمراحل جديدة من الجهاد والنضال لنشر المبادئ السامية، وللدفاع عن الحق ونشر العدل ومقاومة الظلم فى ربوع العالم، وكانت غزوات وملاحم انتهت باتساع رقعة العالم الإسلامى، وطرد المعتدين من جنود الإمبراطوريات المعتدية والتى احتلت تلك البقاع قرونًا طويلة.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

tart

المرشد يرشد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة