محمود جاد يكتب: إمام وخطيب وداعية.. أم مجرد وظيفة؟

الخميس، 15 نوفمبر 2012 12:01 ص
محمود جاد يكتب: إمام وخطيب وداعية.. أم مجرد وظيفة؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه، ونسترضيه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهديه الله فهو المهتدى ومن يضلل فلن تجد له ولى مرشدًا.

إصرارى أن أبدأ كلامى بالحمد كأنى فى خطبة جمعة- لم أبحث كثيرًا عن هذه البداية- من كثرة ما يقولها الإمام كل جمعة فقد حفظتها كما هى؛ لأنى أريد أن أوصل رسالة للإمام قد حفظت ما تقوله من كثرة إعادته- بناءً على رغبة المصلين- وليس معنى ذلك أنى الآن بصدد كتابة خطبة لجمعة، أو درس من دروس العلم، ولكن بصدد الحديث عن مهنة وليست دعوة، مهنة إمام وخطيب عُيّن بمسابقة، كان امتحانه فيها فى القرآن فقط أو قل فى أوائل السور، ولا أهمية لأى شىء آخر فقد حفظ القرآن ليعين به ثم تركه ولا للفقه والحديث والتفسير والعلوم، التى تعينه فى دعوته ستكون بعد تعيينه، فقد ابتلى به الناس، وهو فى كل موظف يؤدى وظيفته ويتقاضى عليها مرتبًا، أصبح الإمام عندنا اختبار واحد، وعليه يأخذ شرف أن يكون إمامًا يأخذه الكثير قدوة، وما يوجع قلبى من أمثال هؤلاء عندما تتحدث معه بالدليل والبرهان يقول لك: "هو علشان ربيت دقنك وقرأت كلمتين هتجى تتكلم، وأنا خريج جامعة الأزهر، وقارئ ومازلت أقرأ فى العلوم الشرعية لأتعلم".

هل هكذا يكون الإمام؟ وكأننا لم نتعلم شيئًا من رسول الله لم نتعلم منه كيف يكون الإمام، إمام ضعيف لم يتعلم كيف يربى نفسه، لم يتعلم كيف يستزيد علمًا لديه ثلاثة كتب- إذا وجدت أصلاً- يأتى يوم الجمعة ويقول ما أفاءه الله عليه منها، وبعد مرور عام أو عامين يكون لديه مخزون خطب يبدأ سيادته بإعادته علينا- وذلك بناءً على رغبة المصلين- يحب أن يطربهم بروعة خطبه القديمة البالية، شكر الله وأعانه على علينا وأعاننا عليه والكثير والكثير فى جعبتنا، إمام منزله بجور المسجد ولا ترى طلعته البهية غير يوم الجمعة، لماذا؟!! لا نعرف حتى الآن جوابًا شافيًّا.

ومنذ فترة بسيطة أطل علينا وزير الأوقاف- أعانه الله- بمسابقة للأوقاف وقد حذَّر من التلاعب فى هذه المسابقة- جزاه الله خيرًا- ولكن الخوف الكبير فى من سيأتى لحمل هذه الأمانة الصعبة التى لا يدخلوها إلا للأمن من غدر الدنيا- بمعنى إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه- كيف بمثل هؤلاء أن يحملوا أمانة، هم يردون وظيفة حكومية فقط ولا يردون دعوة، هل هؤلاء من سنقتدى بهم أم ماذا؟!

إذا كنتم تريدون أن تبنوا دولة فابدأوا الآن، قد أكون حافظًا للقرآن الكريم، وغير عامل به، هل هذا ما تردونه؟!

فلنبدأ من الآن، اختيار الأعلى تقديرًا، والذى يرغب فى أن يسلك سبيل الدعوة وليس من يريد وظيفة، ثم بعد اختيارهم يتم وضع جدول تدريب يكون فيها التدريب لمدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد عن 6 أشهر، يدرس فى فترة تدريبه أمهات الكتب من اللغة العربية وعلومها والعلوم الشرعية، وكيفية الإلقاء، والتدريب العملى عليه، وكيفية استخدام التكنولوجيا فى خدمة مهنته، يتم إعطاؤه دورةً متخصصةً فى إدارة الوقت يستطيع من خلالها استغلال الوقت أنسب استغلال، ويتم تعليمه فن التواصل مع الآخرين؛ لكى يكون لنا جيل لديه المقدرة على الخدمة المجتمعية.

فالإمام هو الذى يتواصل مع الناس يكون لهم قدوة يقف معهم فى مصائبهم يقف معهم ضد الظلم، ضد البلطجة، وليس من يصعد المنبر ليعيد لنا خطبه الشجية التى سمعنها مرارًا وتكرارًا، ثم فى آخر مدة التدريب يتم عمل اختبار له فى كل ما تعلَّمه من العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، إذا نجح نكون قد أعطينا للمجتمع إمامًا وخطيبًا مفوهًا، يستطيع أن يُساهم فى بناء هذه المجتمع الذى طالما فقد أخلاقه بسبب نظم فاسد حارب كل شىء جميل فيه، وجعل الإمامة وظيفة تخدم أغراضه، وفى حالة رسوبه فليس له حق فى أن يحتل هذه المكانة العظيمة التى يعتبر فيها المسجد أساسًا من أسس التربية فى المجتمع الإسلامى.

وبعد أن يحمل هذا العبء الثقيل، يجب تزويده بمكتبة علمية خاصة تجمع مختلف العلوم، وفى أثناء دعوته- خدمته- يتم عمل اختبارات ودورات تدريبية سنوية، ثم يُختبر تحريريًّا وشفويًّا كل ترقية حتى يعمل على تثقيف نفسه أولاً بأول، عند ترقيته- إذا استحق هذه الترقية- ينقل إلى مسجد من أكبر المساجد فى بلدته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة