محمد عبد الرحمن يكتب: رفضنا "العصيان" ونفذناه جميعاً

الخميس، 15 نوفمبر 2012 06:16 م
محمد عبد الرحمن يكتب: رفضنا "العصيان" ونفذناه جميعاً زحام امام محطات المترو بسبب اضراب العاملين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الحادى عشر من فبراير الماضى دعت عدة حركات وقوى ثورية لعصيان مدنى عام، بالتزامن مع ذكرى تنحى الرئيس المخلوع، للتعبير عن رفض الطريقة التى يدير بها المجلس العسكرى الحاكم آنذاك خلال الفترة المرحلة الانتقالية، وواجهت هذه الدعوات منذ اللحظة الأولى رفضاً تاماً من جميع فئات المجتمع المصرى، فهناك من يراهم "عاوزين يوقفوا حال البلد أكتر ما هو واقف"، وهناك من يراهم "خونة وعملاء"، كعادة الاتهامات التى توجه للقوى الثورية فى مصر.

ويبدو أننا نسير فى طريق ذاك العصيان العام دون أن ندرى، فبدون مقدمات ظهرت دعوات للإضراب عن العمل فى مختلف المجالات، فبالأمس اعتصم طلاب التعليم الفنى، هيئة تدريس الجامعات، وأضرب سائقو الميكروباص فى عدة مناطق، فضلاً عن إضراب هيئة النقل العام "المتكرر"، وإضراب المعلمين، والأطباء، والعاملين بميناء العين السخنة، وأخيراً وليس آخراً إضراب مترو الإنفاق".. والسؤال الآن: مش ده برضو عصيان ولا إيه؟ هو ده مش وقف حال للبلد وللناس ولا إيه؟

إضراب بعض الهيئات عن العمل ليست هو السائد، فالجميع فى حالة إضراب عام، قطع طريق السكة الحديد، قطع الطرق الرئيسية فى العديد من المحافظات، الاحتجاجات الفئوية وغيرها نرها يومياً فى كل مدينة على أرض الكنانة، حتى نبرات التهديد أصبحت لغة العصر، القضاة مثلاً يهددون بالإضراب عن الإشراف فى الاستفتاء على الدستور لخلافهم مع الجمعية التأسيسية، واحتجاجات القرى التى تطالب بالانفصال عن محافظاتها كقرية "التحسين" التى أعلنت انفصالها عن الدقهلية لسوء أوضاعها.

لا أتهم أحداً بأنه السبب فما وصلنا إليه، كما أننى لا أستثنى أحداً من المسئولية، فالجميع على خطأ وكأننا فى غفلة، الجميع رفض دعوات العصيان المدنى والجميع نفذها منفرداً، وكأنه عصيان غير متفق عليه، المسئولون هم رفضوا جميعاً الإضراب، لكن فى نفس الوقت دعموه وأعطوا من نفذوه "تأشيرة البدء" بالتخاذل عن واجباتهم، لم نرَ مسئولا حاول جاهداً أن يعرف سبب كل هذه الاعتصامات، الكل يتحرك بعد فوات الأوان، وبعد ذلك نرفض وندين ونشجب ولا نتحرك على أرض الواقع لتحريك ساكن.. ألا يوجد بينكم رجل رشيد؟ رجاء اتقوا الله فينا وخافوا الله رب العالمين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة