استقبل حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى المصرى، والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة، سفير إريتريا فى القاهرة عثمان محمد عمر مساء أمس الأربعاء، فى مقر التيار الشعبى بالمهندسين، لاستعراض الأوضاع التى تشهدها المنطقة وفى مقدمتها التوترات التى تشهدها منطقة القرن الأفريقى.
وقال صباحى، إنه يتمنى أن تتوصل دول حوض النيل إلى صيغة مشتركة لتحقيق الأمن والتنمية عبر سياسات جادة تعظم منفعة استغلال شواطئ البحر الأحمر وحوض نهر النيل بما يعود بالنفع على دول الشرق الأفريقى، مؤكداً أن هناك تصورات جادة وضعها العديد من الخبراء المصريين والأفارقة لتحقيق علاقات تكاملية بين دول حوض النيل، إلا أن غياب الإرادة السياسية لدى الأنظمة الحاكمة حالت دون تحقيقها، مشدداً على ضرورة أن تكون دول النيل أسرة واحدة، وأن يتمكنوا من بناء علاقات تعاونية جادة تعود بالنفع على شعوب المنطقة فى إطار من المصالح المشتركة.
وأشار صباحى، إلى أن "مصر عبد الناصر"، لعبت دورا كبيرا فى دعم حركات التحرر الأفريقية، مما أدى إلى اعتزاز الأفارقة بعلاقاتهم مع مصر حتى الآن، مؤكداً أن مصر لن تعود إلى دورها الريادى فى أفريقيا مرة أخرى دون الاستناد إلى عوامل قوتها الجغرافية والتاريخية التى صنُعت بهم وصنعتهم أيضاً.
وأضاف مؤسس التيار الشعبى، أن مصر أنجزت ثورة عظيمة لم تكتمل بعد، موضحا أن الدور الإقليمى المصرى مرهون بتحقيق التنمية والاستقرار السياسى فى الداخل، قائلاً: على الرغم من ازدحام جدول أعمالنا داخليا بالعديد من القضايا على رأسها محاربة الفقر وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير، إلا أن قضية مياه النيل تحتل رأس أولوياتنا، لأنها مسألة مصيرية بالنسبة للشعب المصرى ولا يجوز المساس بها".
وأشار صباحى، إلى أن التيار الشعبى، يتبنى مدخلاً للسياسة الخارجية قائم على ثلاث دوائر رئيسية تبدأ بالدائرة العربية باعتبار أن مصر تنتمى للأمة العربية بحكم اللغة والثقافة والتاريخ المشترك، تليها الدائرة الأفريقية باعتبار أن مصر تنتمى للقارة الأفريقية بحكم الجغرافيا والتواصل الإنسانى عبر التاريخ، وثالثا الدائرة الإسلامية، ثم نظام عالمى أكثر إنسانية تشارك مصر فى صياغته.
واستمع صباحى، خلال اللقاء من سفير إريتريا وجهة نظر بلاده فى تسوية المشكلات العالقة التى تواجه الإقليم مثل مشكلة مياه النيل، وكيفية إنهاء الصراع بين الفصائل المختلفة فى الصومال وتسوية النزاع الإريترى الأثيوبى، معربا عن أمله فى أن يجد النزاع الإريترى الأثيوبى حلا فى إطار سلمى يحتكم لمعايير واضحة وفقا لقواعد المشروعية الدولية.
من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق السفير السابق بالخارجية المصرية، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى المصرى، إن دول حوض النيل ليس لديها أزمة مياه، ولكن أزمة إدارة المياه، مؤكدا أن مياه النهر تكفى لاحتياجات كل دول الحوض، وأن الكمية المستغلة من هذه المياه تتراوح ما بين 6-7% فقط من إجمالى إيراد نهر النيل.
وأضاف مرزوق، أنه لا يمكن لأحد أن يطالب مصر بانتقاص ولو جزء يسير من الحقوق التاريخية المكتسبة من مياه النيل، مشددا على وجود بدائل لتعظيم الاستفادة من مياه النهر لكل الدول الأعضاء، موضحا أن تسوية مشكلة التفاوض حول الإطار القانونى لمبادرة حوض النيل ممكنة جدا بالعودة لروح التفاهم لتحقيق وضع يربح فيه الجميع، مؤكدا على أهمية العلاقات المصرية الإريترية ضمن باقى دول الإقليم لإرساء السلم والأمن فى إقليم الشرق الأفريقى ومنه إلى القارة الإفريقية كلها.
من جهته، قال السفير الإريترى فى القاهرة، إن بلاده لا تزال تنتظر عودة الدور المصرى كما كان فى فترة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأضاف "حينما تلعب مصر دورا فى أفريقيا ستكون عونا حقيقيا لإريتريا وكل الدول الأفريقية الباحثة عن التنمية والحياة الكريمة وإعلاء قيمة الإنسان".
وفى نهاية اللقاء، أعرب السفير الإريترى عن بالغ تقديره لصباحى والتيار الشعبى، متمنيا له التقدم والنجاح فى تحقيق أهدافه، قائلاً: "التيار الشعبى يعبر عن سياسة مصر الجديدة وما نتوقعه منها فى أفريقيا".
حضر اللقاء السيد حبيب محمد عثمان المستشار الثقافى والإعلامى بسفارة إريتريا بالقاهرة، والسفير معصوم مرزوق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى وعدد من أعضاء اللجنة.
خلال لقائه بالسفير الإريترى.. صباحى: العلاقات المصرية الأفريقية إستراتيجية.. ومصر عائدة إلى أفريقيا استناداً لقوتها الجغرافية والتاريخية.. وسفير إريتريا بالقاهرة: ننتظر عودة الدور المصرى
الخميس، 15 نوفمبر 2012 09:40 ص
صباحى يلتقى سفير إريتريا