بالصور.. حياة غير آدمية يعيشها أهالى عزبة جرجس بشبرا.. مليون مواطن يأكلون ويشربون مع الأحصنة وسط الروائح الكريهة.. والمنطقة محرومة من الخدمات.. والأهالى: نفضل الموت بدلا من "نار" الإيجارات الجديدة

الخميس، 15 نوفمبر 2012 11:02 ص
بالصور.. حياة غير آدمية يعيشها أهالى عزبة جرجس بشبرا.. مليون مواطن يأكلون ويشربون مع الأحصنة وسط الروائح الكريهة.. والمنطقة محرومة من الخدمات.. والأهالى: نفضل الموت بدلا من "نار" الإيجارات الجديدة حياة غير آدمية يعيشها أهالى عزبة جرجس بشبرا
كتب أحمد عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مأساة حقيقية ومعاناة وحياة غير آدمية يعيشها آلاف المواطنين داخل منطقة عزبة جرجس التابعة لحى شبرا، فهم يواجهون خطر الموت بجسارة الفقراء الذين ألقى بهم المسئولون فى ساحة معركة الحياة، وذلك نظرا للافتقار إلى أى نوع من الخدمات الترفيهية والاجتماعية، فبمجرد دخولك لهذه المنطقة تستنشق الروائح الكريهة المنبعثة من الأحصنة والماعز، ويعيش مليون مواطن داخل منازل آيلة للسقوط لانتهاء عمرها الافتراضى، ووسط منازل خشبية متعددة الطوابق، والغرف عبارة عن علب صفيح "سردين" يعيش بداخلها عشرات المواطنين.

تجول "اليوم السابع" داخل العزبة لرصد معاناة المواطنين، حيث قال الحاج محمد السيد، وسط نظرات شاحبة متوجعا من سوء أحوال المنطقة التى يقيم بها أعيش بهذه المنطقة منذ 50 عاما ولدى من الأولاد والبنات ستة أفراد، ولم أر بها مسئولا يزور المنطقة ولو مرة واحدة سوى منذ أيام قليلة قام نائب المنطقة الشمالية بزيارة المنطقة ولم يقم باتخاذ أى إجراءات بعد الانتهاء من زيارته للمنطقة، فنحن متجاهلون من قبل الحكومة، منذ عشرات السنين، وينتشر بهذه المنطقة العشرات من الشوارع والحارات الضيقة، منها عزبة الصفيح وشارع محمد جاد، يغزوها المنازل الخشبية متعددة الأدوار الآيلة للسقوط، ومنازل عمرها متهالك، يعيش بداخل هذه المنازل العشرات من الأسر، حيث يعيش بدور كامل أربع أسر كاملة وتعداد كل أسرة على الأقل 10 أفراد، أى ما يقطن بهذه المنطقة أكثر من مليون مواطن الأغلبية العظمى منهم شباب عاطل لا يعمل بأى حرفة.


وأضاف محمد أن أهالى المنطقة يعيشون وسط الروائح الكريهة التى تنبعث من روث الأحصنة والماعز، بالإضافة إلى مياه المجارى التى يعيشون عليها كأنهم فى منتزه، ذلك بالإضافة إلى عشرات المنازل التى ترى بها الشروخ والحديد المسلح المتآكل، مشيرا إلى أن العشوائيات أصبحت أكبر بكثير من القدرات البشرية لأجهزة الأمن بسبب ضيق شوارعها وتلاصق مبانيها بما يحول دون دخول سيارات الشرطة والإطفاء والإسعاف، مما يؤدى إلى سقوط قتلى من المواطنين الأبرياء، هذه المبانى أقيمت اجتهادا من دون تخطيط بالمنطقة، ولذلك فإن عرض الشارع هنا لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أمتار، مما يصعب على أجهزة الأمن والمطافئ والإسعاف الدخول إلى المنطقة، حين يتطلب الأمر ذلك، كما أن الحكومة لا تجد أماكن خالية بالمنطقة لبناء أى مرافق للخدمات مثل المدارس والمستشفيات على الأقل.

وأضاف سيف محمد، يبلغ من العمر 65 عاما، أى كلام تقوله الحكومة عن تطوير العشوائيات غير صحيح لأنه حتى لو صدقت نية الحكومة فأين تقيم مرافقها، معتقدا أن هذا أمر يحتاج إلى معجزة لأن إعادة التخطيط تتطلب الإزالة، والإزالة غير ممكنة، لأن عدد السكان كبير، ولن تستطيع الحكومة توفير مساكن لهم، وإذا تمكنت من ذلك فإن الغالبية سيرفضون هذا الحل، لأن مصالحهم كلها ارتبطت بالمكان، خاصة أن الانتقال من وإلى وسط القاهرة لا يستغرق من هنا سوى أقل من عشر دقائق.

أما أم محمد بائعة فاكهة، فتقول أسكن فى غرفة منذ عشرين عاما وهى واحدة من ثلاث غرف بالشقة، يسكن آخرون الغرفتين الآخرين، المنزل به حنفية مياه واحدة أسفل السلم، ودورة مياه مشتركة للجميع ليس هذا هو المهم، أنا أعيش مع أولادى الأربعة، ولدين وبنتين، فى الغرفة بعد وفاة زوجى، موضحة أن المنطقة تعانى من الإهمال التام من مرافق ومدارس ومستشفيات، حيث أقرب مستشفى ومدرسة للمنطقة تبعد مئات من الأمتار لتلقى العلاج والتعليم.

وقال محمود حسين عبد الله، إن معدل التكدس يبلغ 7 أفراد فى غرفة واحدة بالمناطق العشوائية، فضلا عن اشتراك عشرات الأسر فى دورة مياه واحدة، الأمر الذى يعنى غياب سياسة واضحة للإسكان، وتقول الحكومة إن هذه المناطق تحتاج إلى مليارات الجنيهات لإدخال المرافق الأساسية فقط إليها، وبالتالى التعلل بالميزانية لم يعد يصدقه سكان العشش وهم يشاهدون أرصفة الشوارع يعاد تبليطها ورصفها عدة مرات، ونافورات المياه التى يعاد بناؤها أكثر من مرة خلال فترات وجيزة، وجزر التشجير والحشائش بالشوارع الرئيسية التى يعاد تسويرها مرة معدنياً ومرة بالطوب ومرة بالأسلاك ثم تجربة أكثر من أسلوب حتى بلدورات الأرصفة يتم طلاؤها بالزيت، وهذه أمور يراها سكان العشش ويتكفل التليفزيون بالمزيد من المفارقات التى تزيد من أحزانهم من مهرجانات سنوية.

وأضاف على محمد أحمد، يبلغ من العمر 60 عاما، إن ميزانية المحافظة التى مازالت تنفق الكثير فى الأعياد القومية السنوية وإعلانات الصحف يمكن أن تشملهم، لأن حل مشكلة العشش من شأنه الحد من بؤر توالد وانتشار جرائم السرقات والدعارة والمخدرات والأحداث، وإذا كنا ننادى الآن بدفعة أكبر لتخصيص الموارد الحكومية والاهتمام الشعبى التطوعى لتخليص البلاد من جريمة إسكان العشش التى تعنى بوضوح غياب التكافل الاجتماعى والنظرة الرسمية المتوازنة لكافة شرائح المجتمع فإن المسألة أكبر، حيث يتطلب الأمر إذا تخلصنا من إسكان العشش ثم إسكان القبور أن ننتقل إلى بقية الإسكان الجوازى ثم إلى سكان الحجرات المستقلة وإسكان الشرك كقضية كبرى اجتماعية واقتصادية وحضارية لها انعكاسها على قدرات المجتمع الإنتاجية التى تحد منه كثيراً معيشة الأسر فى وحدات مشتركة.

وقال سيف النصر صاحب مخبز، إن ضخامة المشكلة تحتم اللجوء إلى أساليب غير تقليدية بداية من الاكتفاء الذاتى من مواد البناء وإتاحة الأراضى الصحراوية بلا مقابل، والتوسع فى الاستفادة من تشغيل المستفيدين من الفقراء فى بناء وحداتهم وعودة الجمعيات التعاونية الإسكانية إلى أغراضها التى أنشئت من أجلها وتكامل الحل الإسكانى مع الحل الاجتماعى والاقتصادى حتى لا نواجه بمشكلة المدن الجديدة الخالية أو حصول غير المحتاجين إليها عليها أو غير المقيمين بتلك المدن كسكن إضافى.

ومن ناحية أخرى، قام "اليوم السابع" بالاتصال بنائب المنطقة الشمالية المهندس عصام على رضوان للرد على مطالب الأهالى وللاستفسار عن منظومة تطوير المنطقة التى قام بزيارتها منذ أيام قليلة خلال الأيام القادمة، وكان الرد "مش فاضى وراى اجتماع خد يا محمد كلمة، وقال مدير مكتبه خلال الاتصال الهاتفى: "النائب فى اجتماع ومش فاضى يكلم حد شوية وإبقى كلمه".



























مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعد

منك لله ياحسنى

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل ابوالعلا

العشوائيات

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

ناس ليها نهضه وناس ليها مانجه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصرى

قنبلة موقوتة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري وبس

مش فاضي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد المقصود

من شبراوى عاشق لهذه المنطقة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة