رفض الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس الأربعاء، أن يعترف بالمعارضة السورية الموحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السورى أو حتى حكومة موقتة فى المنفى، بانتظار الإطاحة المحتملة بالنظام فى دمشق.
وكانت الولايات المتحدة دفعت فى الأسابيع الماضية المعارضة السورية إلى توسيع صفوفها والاتحاد لتشمل بالإضافة إلى المجلس الوطنى السورى فى المنفى المجموعات المقاتلة فى سوريا. ورحبت واشنطن بولادة "الائتلاف الوطنى السورى لقوى المعارضة والثورة" فى الدوحة الأحد.
وفى أول مؤتمر صحفى له منذ إعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية فى السادس من نوفمبر، رحب أوباما الأربعاء بـ"تشكيل المعارضة لمجموعة.. متنوعة وتمثيلية"، إلا أنه حذر من أن الولايات المتحدة "ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة فى المنفى".
وصرح أوباما "نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السورى"، مشددا بذلك على الفارق مع نظيره الفرنسى فرنسوا هولاند الذى أعلن الثلاثاء أن فرنسا تعترف بالائتلاف السورى الوطنى بصفته "الممثل الوحيد للشعب السورى وبالتالى الحكومة المؤقتة المستقبلية لسوريا الديمقراطية". ومنذ أشهر تحث الدول الغربية والعربية التى تأمل بالإطاحة بنظام بشار الأسد المعارضة السورية على الاتحاد، وتشكيل أطر حكومة انتقالية تمثيلية لكل الطوائف والحساسيات والمناطق فى سوريا.
كما أن هولاند تحدث الثلاثاء عن إمكان أن يقوم الغرب بتسليم أسلحة إلى المقاتلين السوريين المعارضين. وحتى الآن، سلمت السعودية وقطر أسلحة خفيفة إلى المعارضة السورية من خلال تركيا.
والخميس أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبى رفع الحظر على إرسال "أسلحة دفاعية" إلى سوريا، وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع إلى مقاتلى المعارضة.
وقال فابيوس لإذاعة "ار تى ال" إنه "فى الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالى ليس هناك أى سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبى. المسألة قد تطرح، ستطرح على الأرجح فى ما يتعلق بالأسلحة الدفاعية"، مؤكدا أن "هذا الأمر لا يمكننا القيام به إلا بالتنسيق مع الأوروبيين، المسألة ستطرح لأن الائتلاف (السورى المعارض) طلب هذا منا".
وتابع أن "موقف فرنسا يقوم على عدم تسليح النزاع، لكنه من غير المقبول طبعا أن تكون هناك مناطق محررة، وأن تتعرض لغارات جوية من مقاتلات بشار الأسد"، مشددا على أن "مسألة التسليح ستطرح"، دون تحديد موعد، لكنه قال إن الأمر سيكون قريبا.
من هنا فإن الموقف الأمريكى واضح تماما وثابت، ولم يتغير أبدا منذ أشهر، ويقوم على الرفض التام لتزويد المعارضة بالأسلحة حتى لا تقع بين أيدى متطرفين، وعلى تكثيف المساعدات الإنسانية و"غير القتالية" مثل أجهزة الاتصالات والتدريبات وغيرها.
إلا أن الولايات المتحدة أقرت فى أكتوبر بأنها تنسق مع شركائها الذين يزودون المعارضين السوريين بتجهيزات عسكرية، لأنها تريد التأكد من أن هذه الأسلحة تصل إلى وجهتها. وأضاف أوباما "نحن نحترس وخصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسئولى المعارضة، لكى لا نضع أسلحة بين أيدى أناس قد يسيئون إلى الأمريكيين أو الإسرائيليين".
وأثار أوباما مجددا مخاوف الغرب إزاء وجود مقاتلين إسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة بين المعارضة، وأكد أن أجهزة استخباراته "رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة".
ورأت مارينا أوتاواى من مركز "كارنيجى للسلام" أن "الولايات المتحدة تريد تنظيما عسكريا موحدا للمعارضة السورية، يمكن أن ترسل إليه المساعدات المالية والعسكرية ويقطع الطريق أمام الجهاديين". وتابعت أوتاواى لفرانس برس "أنها خطة ملفتة لكننى لست واثقة من إمكان نجاحها".
أوباما يرفض الاعتراف بالمعارضة السورية الموحدة حكومة مؤقتة
الخميس، 15 نوفمبر 2012 11:12 ص
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة