نفى المهندس على كستا أوشى، نائب وزير الموارد المائية والرى بدولة جنوب السودان، وجود آية مشروعات مائية مع إسرائيل، موضحا أن الجانب الإسرائيلى يتولى تدريب الكوادر البشرية فى مختلف المجالات، مراعاة لظروف أنها دولة وليدة، بحاجة إلى البناء والتنمية وتعويض السنوات.
وأضاف نائب وزير الرى لدولة جنوب السودان، فى لقائه بعدد من الصحفيين المصريين، أن بلاده ذات سيادة، ولا يمكن لها أن تتفق مع إسرائيل ضد مصر التى كانت ثانى دولة اعترفت بالبلاد فور الإعلان عن قيامها، كما كانت داعما مستمرا للحركة الشعبية، واستقبلت أبناء الجنوب لسنوات، مشيرا إلى وجود 300 منحة مصرية لأبناء الجنوب للتعليم فى الجامعات المصرية.
وأكد أوشى، أن حكومة بلاده ترى أن الاتفاق مع إسرائيل ضد مصر، هو ضرر لبلاه بالدرجة الأولى، لأن إلحاق الضرر بالقاهرة هو ضرر لجوبا، مشيراً إلى العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، ورغبة بلاده فى المزيد من الروابط مع مصر، موضحا أن بلاده حريصة على إقامة علاقات مع مختلف دول العالم، لأن العلاقات تصنع ولاتفرض على أحد، وعندما نكون أصدقاء لأى دولة، لا يكون ذلك ضد رغبة هذه الدولة.
وأشار مسئول جوبا، إلى أن حكومة جنوب السودان تعكف حالياً، على وضع تصور ورؤية شاملة لاحتياجات المستقبل، وفقا لأولويات عديدة، وتغطى كافة المجالات، موضحاً أن بلاده أصبحت عضوا فى مبادرة حوض النيل، وسوف تستضيف الاجتماع القادم لوزراء مياه النيل المقرر عقده بنهاية يونيه 2013، وأنه لم يتم النقاش حتى الآن مع حكومة الخرطوم حول العلاقات المائية، خاصة "اتفاقية 59" الخاصة بمياه النيل بين مصر والسودان، والتى تم على أساسها إنشاء السد العالى، للاتفاق حول حصة جنوب السودان من مياه النيل، خصما من حصة الخرطوم المائية المقررة، وفقا للاتفاقية والمقدرة بـ 18.5 مليار متر مكعب.
وأكد نائب وزير الرى لدولة جنوب السودان، أن توجه بلاده هو تأكيد العلاقة المصيرية مع مصر، خاصة وأن هناك مصالحا مشتركة بين البلدين، وخططا للتعاون فى مختلف المجالات، فنحن بحاجة إلى المستشفيات، وتوفير مياه الشرب للمجتمعات المحلية، وأيضا توليد الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن مصر أنشأت 30 بئرا للمياه الجوفية لتوفير ذلك، حيث تم الانتهاء من حفر عدد 15 بئرا جوفيا فى الولايات المختلفة، وفى الطريق باقى الآبار المقدمة من المنحة المصرية، لافتا إلى حاجة بلاده إلى خطوط ملاحية داخل الأنهار بولايات الجنوب، لتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع بين الولايات العشرة لصعوبة الطرق البرية، لافتا إلى قيام مصر بتنفيذ مشروع تطهير بحر الغزال، وإنشاء عدد من المراسى النهرية عليه.
وحول موقف التعاون مع الحكومة المصرية، مشروع قناة جونجلى، قال أوشى، إن وزارة الرى المصرية من خلال خبرائها ومعاهدها البحثية، قاربت على الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الخاصة "بسد واو"بالتعاون مع وزارة الكهرباء المصرية، وبعض المعاهد البحثية المتخصصة بالوزارة، والذى يهدف إلى تخزين حوالى 2 مليار متر مكعب، وتوليد حوالى 8 ميجا وات، بالإضافة إلى توفير مياه الشرب لحوالى 500 ألف نسمة، وتوفير المياه لزراعة لحوالى (30-40) ألف فدان بجنوب السودان، وذلك فى إطار حرص مصر على دعم التعاون الثنائى، والعلاقات المتبادلة بين البلدين.
بدوره، أكد جون سيلا، أمين عام الحركة الشعبية بمكتبها بالقاهرة، على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب السودان، فى إشارة إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين، فى ظل الحوافز الاقتصادية التى تقدمها الحكومة، والعديد من التسهيلات والامتيازات، وتشجيع الاستثمار فى جنوب السودان خاصة للمصريين، مؤكدا أن مواطنى الجنوب يقدرون الدعم المصرى المستمر لأبناء الجنوب فى مختلف المجالات.
و من جانبه، قال المهندس حسام الطوخى، مسئول التعاون الفنى مع الجنوب، إنه تم شراء منظومة متكاملة من المعدات الميكانيكية بمبلغ 6.4 مليون دولار، يتم توريدها إلى مواقع العمل بجمهورية جنوب السودان، لدعم مشروعات التنمية التى يتم تنفيذها، وذلك فى إطار أنشطة مشروعات التعاون الفنى بين مصر وجنوب السودان، والتى تتضمن حزمة من مشروعات تنموية بمنحة مصرية قدرها 26.6 مليون دولار، والتى تأتى من خلال مذكرة التفاهم بين وزارتى الموارد المائية بمصر والسودان.
و تضمن التقرير، موقف مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بجنوب السودان، حيث تم الانتهاء من تأهيل عدد 3 محطات، فى "ملكال وجوبا وواو"، وجارى طرح عمليات تأهيل عدد 3 محطات أخرى فى "منجلا وبور وبنتيو" فى مناقصة محدودة على الشركات التى لها سابق الخبرة فى هذا المجال، علاوة على مشروع تطهير المجارى الملاحية بحوض بحر الغزال، وإنشاء المراسى النهرية، وذلك لربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان، حيث تم الانتهاء من المرسى النهرى بمدينة واو، بقيمة إجمالية 800 ألف دولار.
نائب وزير الرى بجنوب السودان: لا توجد مشروعات مشتركة مع إسرائيل.. ولا يمكن أن نتفق معهم ضد مصر.. والانتهاء من دراسة سد "واو" قريباً.. ومصر تدعم المشروعات فى جوبا بمعدات ميكانيكية تكلفت 6.4 مليون دولار
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 02:49 م