فريدمان يحث أمريكيا على إعادة التفكير فى سبل إنهاء الصراع السورى

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 01:27 م
فريدمان يحث أمريكيا على إعادة التفكير فى سبل إنهاء الصراع السورى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
نيويورك (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حث الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان الإدارة الأمريكية على إعادة التفكير فى سبل إنهاء الأزمة السورية المتفاقمة، مشيرا إلى أن تدخل الولايات المتحدة كطرف خارجى هناك من شأنه أن يضع حدا لانتشار ألسنة اللهب السورية فى أرجاء منطقة الشرق الأوسط وينهى هذا الصراع الدامى.

وقال فريدمان فى مقاله الذى أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، إن منطقة الشرق الأوسط لم تكن أبدا بالمنطقة المستقرة، بل إنها كانت أقرب دائما إلى اشتعال الصراعات واحتدامها.

وأشار إلى بداية هذه الصراعات والتى تمثلت مرورا من الحرب الأهلية فى لبنان واجتياح إسرائيل سيناء، وحرب 1967 أو كما أسمتها إسرائيل حرب الستة أيام، ثم حرب أكتوبر 1973، والثورة الإيرانية، حتى التدخل الأمريكى فى العراق وأعقبه التدخل فى أفغانستان ثم أزمة النووى الإيرانى حاليا.

وحذر فريدمان مما وصفه بـ"الكابوس" الذى سيتمثل فى اندلاع كافة الصراعات السابقة مرة أخرى، ولكن فى آن واحد، حيث ستثور منطقة الشرق الأوسط وستعتريها الحروب الأهلية والتى ستؤدى بدورها إلى انهيار الدول وتفاقم أزمة زيادة أعداد اللاجئين، مشيرا إلى أن هذا الكابوس قد يكون بدأ بالفعل وقت اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا والتى باتت تمتد حدة صراعاتها إلى المنطقة حاليا.

وأشار إلى أنه وعقب اندلاع ثورات الربيع العربى بداية من تونس مرورا بمصر وليبيا وحتى اليمن، وقد توقع أن هذه الموجة ستمتد إلى سوريا إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسى، وهذا ما قد حدث.

ووصف الكاتب الأمريكى توماس فريدمان -فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- السبب فى انفجار الأزمة السورية إلى أن حدودها تعد حدودا مصطنعة و"زائفة"، حيث إن كافة الطوائف -السنة والشيعة والعلويين والأكراد والدروز والمسيحيين- مرتبطون بأشقائهم فى البلدان المجاورة، ويسعون لحثهم على تقديم وتوفير المساعدة بأى صورة كانت.

وأكد أن أفضل السبل لفهم الخيارات الحقيقية المتاحة لحل هذه الأزمة التى تلقى بظلال قاتمة على المستقبل ستكون من خلال دراسة التدخل الأمريكى فى العراق، وذلك بالنظر إلى أن العراق وسوريا يعدان وجهان لعملة واحدة، فكلتا الدولتين تتكونان فى معظمهما من السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد، وهنا يكمن السؤال الحقيقى لماذا لم تشتعل العراق عقب سقوط صدام حسين ولم تمتد مجريات الأحداث بداخلها إلى خارج حدودها كما يحدث فى سوريا حاليا، معتبرا أن الإجابة هى التواجد الأمريكى هناك.

وأوضح الكاتب أنه بالرغم من أن سقوط صدام حسين أدى بدوره إلى اندلاع حرب أهلية بين السنة والشيعة، والتى أسفرت عن مقتل الآلاف من العراقيين إضافة إلى مقتل أكثر من 4700 جندى أمريكى، إلا أن تواجد هذه القوات الأمريكية فى العراق وعلى طول الحدود منع انتشار العنف خارج حدود البلاد، معترفا بأن الغزو الأمريكى بالرغم مما تسببه فى اندلاع هذه الحرب الأهلية، إلا أنه ساعد أيضا فى طرح حلول لتقاسم السلطة بين الشيعة العراقيين والسنة والأكراد.

ونوه الكاتب الأمريكى توماس فريدمان -فى مستهل مقاله- إلى أن الدرس المستفاد من العراق هو أن وجود قوة خارجية تقدم يد العون فى إسقاط إحدى الأنظمة الديكتاتورية ذات المذاهب الطائفية المتعددة، سيكون بالأمر المفيد لأنها ستعمل على احتواء الموقف وتتوسط فى تشكيل النظام الجديد.

وهناك درس آخر قد نتعلمه من العراق -حسبما أبرز فريدمان- وهو أن السنة والشيعة هناك لم يعمدوا قتل بعضهم البعض، بالرغم من أن هناك حروبا أهلية بينهم تعود إلى القرن السابع، ومع ذلك عندما دقت ساعة العمل لبناء البلاد واستعادة النظام أبدوا استعدادهم للعمل معا، وحتى الاندماج معا فى أحزاب ذات تعددية طائفية تخوض انتخابات عام 2009.

وأعرب الكاتب عن تخوفه من عدم وضع حد لإنهاء الصراع السورى، مشيرا إلى أن إسقاط الرئيس بشار الأسد، بدون وجود طرف ثالث محايد داخل سوريا ليشرف على العملية الانتقالية، من شأنه أن يؤدى ليس فقط إلى وجود حرب أهلية دائمة فى سوريا، بل إنها ستمتد لتسود شتى أنحاء المنطقة.

وخلص الكاتب الأمريكى توماس فريدمان- ختاما- إلى أنه يتعين على المجتمع الدولى التكاتف سويا والتواصل مع روسيا، الداعم الأساسى للنظام السورى، لمعرفة أفضل السبل للتوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم السلطة داخل سوريا، تحت إشراف قوة متعددة الجنسيات تقودها الأمم المتحدة، وإلا فإن هذه النيران المستعرة ستستمر فى الانتشار إلى شتى أرجاء المنطقة، كما سيؤثر الصراع الحاد بين الشيعة والسنة على الروابط الأخوية العرقية بين أبناء المنطقة والتى مازالت تحول بين هذه المنطقة وانتشار الفوضى .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة