أكد الدكتور محمد صادق رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى والقيادى فى حزب الحرية والعدالة أن حادثة تصادم قطارى الفيوم ما هى إلا استمرار لمسلسل «ترهل» السكة الحديد، ويتوقع وقوع حوادث أخرى نتيجة لهذا الترهل، مؤكدا أن حال السكة الحديد لن ينصلح دون توفير التمويل اللازم من ميزانية الدولة والذى يقدره بـ50 مليار جنيه.
وقال صادق إن اللجنة ستفتح العديد من ملفات الفساد فى السكة الحديد ومن بينها ملفا الأراضى والخردة، ويرفض سياسة الاعتصام أو الإضراب من أجل تحقيق المطالب لأنه يرى فيها «لى ذراع»، ويدعو وزارة الداخلية إلى التعامل بحسم وبشدة مع المحرضين على الإضراب، وألا يكون تحركها متأخرا كما فعل مدير أمن الغربية فى تعامله مع إضراب أصحاب سيارات النقل الثقيل وإغلاقهم للطرق.
وانتقد صادق الدكتور محمد رشاد المتينى وزير النقل قائلا «أداؤك بطىء والأيادى المرتعشة لن تحقق أهداف الثورة».
وفيما يلى نص الحوار..
◄كيف ترى تصادم قطارى الفيوم؟ وما الإجراءات التى اتخذتها اللجنة لمحاسبة الحكومة عن هذا الحادث؟
◄حادثة الفيوم تعتبر استمرارا لمسلسل ترهل السكة الحديد، وأتوقع حدوث حوادث أخرى.. وهنا أتساءل يا ترى الحادث القادمة هتكون فين؟!.. والسكة الحديدية عبارة عن إرث كبير من الترهل لأسباب كثيرة.. من بين هذه الأسباب الإدارات السابقة للهيئة التى لم تحسن استغلال الموارد، وتطوير السكة الحديد، وطالما لا يوجد تمويل توفره ميزانية الدولة لتطوير السكة الحديد لن ينصلح حالها.
والسكك الحديدية تحتاج 50 مليار جنيه لتطويرها، من أجل شراء جرارات وعربات وتجديد المحطات وكهربة الإشارات وازدواج خطوط الضواحى المفردة والتى كان على إحداها وقعت حادث الفيوم الأخيرة بين قريتى «سيلا» و«الناصرية».
◄ماذا فعلت اللجنة من خطوات لمحاسبة الحكومة عن تصادم الفيوم؟
◄استدعينا رئيس هيئة السكك الحديدية، وأكد لنا أنهم فى انتظار نتائج تحقيقات اللجنة الفنية المشكلة من النيابة العامة لمعرفة أسباب هذا الحادث، لكنى أعتقد أن السبب فيه هو خطأ بشرى وممكن هذا الخطأ يتكرر مرة أخرى فيما بعد، والتحكم فى حركة القطارات يدويا أصبح لا يتماشى مع تكنولوجيا القرن، فهذا الخط التى وقعت عليه الحادث يعمل بشكل بدائى ميكانيكيا من خلال ما يسمى «الطوق» الذى يتم تسليمها للسائق من محطة لأخرى، وحتى هذا «الطوق» كان معطلا أثناء الحادثة مما دفعها إلى التعامل بالأمور الكتابية، وهذه الحادثة كانت ممكن تؤدى إلى كارثة لو وقعت على الخط «الطوالى»، نتيجة اختلاف سرعة القطارات عليه بالمقارنة بخطوط الضواحى المفردة كالتى حدث عليها التصادم.
◄ألم يقل رئيس الهيئة لكم أى إجراء اتخذته الهيئة بشأن محاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة أو الإجراءات الذى سيتخذها لمنع تكرارها مستقبلا؟
◄رئيس الهيئة قال إنه فى انتظار نتائج تحقيقات اللجنة الفنية لمعرفة المسؤول عن التصادم ومحاسبته، وفيما يتعلق بالإجراءات التى ستتخذها الهيئة لمنع تكرار حوادث القطارات، فأكد على وجود خطة استراتيجة لتطوير السكة الحديد وهم فى سبيلهم لتنفيذها، وهى ستقلل الحوادث وسترفع كفاءة الحركة.
◄هذا الكلام مكرر ودائما ما نسمع عقب كل حادثة قطار أنه تم وضع خطة تطوير وأنها ستقلل الحوادث وسترفع الكفاءة لكن لا يحدث شىء؟
◄نعم.. خطط التطوير موجودة، لكن طالما لا يوجد تمويل لتنفيذها فلن يحدث أى تحسين فى الأداء، كذلك العقول القديمة فى السكك الحديدية لابد أن تتغير ويعاد هيكلتها فهؤلاء السبب فى الخلل الإدارى الموجود بالهيئة.
◄رغم تشابه تصادم الفيوم الأخير مع تصادم قطارى العياط عام 2008 فإن حادثة العياط أطاحت حينها بوزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد بعكس ما يحدث الآن رغم اختلاف النظامين الحاكمين.. فما ردك؟
◄النظام السابق كان يتبع سياسية امتصاص غضب المواطنين، لكننا يجب أن نغير هذا الأسلوب ونبحث عن الحلول الجذرية للمشكلة، ووزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد ليسا مسؤولين عن حادثة تصادم قطارى الفيوم لأنهما ورثا إرثا كبيرا، ولا يمكن لومهما، لكن علينا أن نعطيهما الفرصة ليتخذا الإجراءات التى ستمنع تكرار هذه الحوادث، وإذا لم يفعلا فحينها نحاسبهما، ونحن لن نتركهما.
وأكرر أنه طالما لم تتم مراقبة المزلقانات والإشارات المسؤولة عن التحكم فى حركة القطارات على مستوى الجمهورية من خلال غرفة تحكم مركزى واحدة كما هو الحال فى مترو الأنفاق، فإن حوادث القطارات لن تنتهى، لأن العنصر البشرى مستمر فى التدخل وهو وارد أن يخطأ أو يسهو كما حدث فى تصادم الفيوم، وطوق نجاة للسكة الحديد يتمثل فى توفير الكوادر وتدريبها وتوفير التمويل.
◄إذا تحدثنا عن التمويل فسنجد أنه فى 2006 عندما وفرت الحكومة 5 مليارات جنيه من رخصة المحمول الثالثة لتطوير السكة الحديد لم يحدث تحسين فى أدائها.. فما تعليقك؟
◄هذا بسبب «الترهل» الذى أتحدث عنه والإدارات السابقة، ولا نعرف أين ذهبت هذه الأموال، وذلك ضمن الملفات التى سنفتحها، ومشكلة السكة الحديد أن سعر التذكرة فى القطارات العادية «المميزة والمطورة» لا تشكل أكثر من ثلث تكلفتها، فيما بالكاد تغطى سعر تذكرة القطارات المكيفة التكلفة، ومفترض أن تتدخل الدولة وتعوض هذا الفرق فى التكلفة، لكنها لا تعوضه بشكل كامل وكانت النتيجة انهيار البنية الأساسية فى السكة الحديد جراء عجز الإيرادات وعدم وجود تمويل لتجديدها.
◄كيف ترى سياسة الاعتصام والإضراب من أجل تحقيق المطالب؟
◄أرفض هذه السياسة لأنه هذا يعتبر «لى ذراع» وسياسة «أمر واقع»، وطالما توجد قنوات للاتصال والتفاوض فلا داعى للاعتصام أو الإضراب، ومن حقك التعبير عن رأيك كيفما ترى سواء بالاعتصام أو بالامتناع عن العمل، أما قطع الطرق أو تكسير السيارات فهذا جريمة، وهنا دور وزارة الداخلية وعليها أن تعاملهم بحسم وتطبق على القانون، وعلى وزارة الداخلية التدخل لمنع التحريض على الإضراب وممارسات البلطجة.
◄كيف ترى أداء وزير النقل الحالى فى التعامل مع ملفات الوزارة وإدارة أزماتها؟
◄أداؤه بطىء، وأقول له: الأيادى المرتعشة لن تحقق أهداف ثورة 25 يناير ولا تتماشى مع كون حكومة الدكتور هشام قنديل حكومة ثورة، عليه أن يكون أكثر حسما، وألا يترك الأمور للمستشارين، وأن يركز على حل أزمات المشروعات المتوقفة، وعليه الانتباه لمن يحاول تعطيل بعض المشروعات ممن حوله.
رئيس لجنة النقل والمواصلات بـ«الشورى».. لـ«المتينى»: أداؤك بطىء ويدك مرتعشة .. «صادق»: تصادم قطارى الفيوم استمراراً لمسلسل «ترهل» هيئة السكك الحديدية وأتوقع حوادث أخرى.. وكفانا ترك الأمور للمستشارين
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 01:30 ص
محمد صادق رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى ومحرر اليوم السابع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف ياسين الفيوم
حوار وكلام رائع وهنا خطة للتطوير
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدامين
الأيدى المرتعشه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد طلبه
ماذا قدمت يا وزير النقل لحل مشاكل المرور على الطرق السريعة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس ماهر مصطفي سليمان
هنا علاج حوادث القطارات فهل من مجييب ؟