خبراء استراتيجيون: مصر لم تدخل لحل الأزمة فى سوريا بالشكل الذى كان ينبغى الظهور به.. وحسم الصراع قد يطول لفترة كبيرة.. و"قطر" دولة غير فاعلة تمارس دورًا إقليميًا أكبر منها بدعم أمريكا

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 10:40 ص
خبراء استراتيجيون: مصر لم تدخل لحل الأزمة فى سوريا بالشكل الذى كان ينبغى الظهور به.. وحسم الصراع قد يطول لفترة كبيرة.. و"قطر" دولة غير فاعلة تمارس دورًا إقليميًا أكبر منها بدعم أمريكا الرئيس السورى بشار الأسد
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقع عدد من الخبراء الاستراتيجيين استمرار الأزمة السورية لفترة طويلة فيما رجحوا فى الوقت نفسه أن يكون عام الحسم للصراع الدائر حاليا بين قوات الأسد والمعارضة 2013 المقبل.

وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط إن سقوط الأسد أمر مستعص بسبب تداخل عدة أطراف إقليمية ودولية لديها مصالح كبيرة داخل سوريا.

وطرح الزيات سؤالا خلال كلمته بالندوة التى عقدها المركز تحت عنوان "الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة" أمس حول كيفية تعامل مصر مع هذه الأزمة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى فى حال استمرار تلك الأزمة.

وأوضح الزيات أن من أهم أسباب استمرار الأزمة فى سوريا هو انقسام المعارضة إلى سياسية وعسكرية، وأن كلا منهما منقسمان إلى كتل، فى الوقت الذى لا يزال فيه النظام السورى متماسكا عسكريا وسياسيا حتى هذه اللحظة، بالرغم من الانشقاقات التى حدثت داخل الجيش السورى النظامى، مشيرا إلى أن تلك الانشقاقات لم تصل لدرجة انشقاق استراتيجى كبير يؤثر عليه.

وقال الزيات إن نظام الرئيس السورى بشار الأسد لا يزال متمسكا بكل موارد ومؤسسات الدولة حتى فى المحافظات، وأنه بالرغم من تحرير المعارضة لبعض الأحياء والأماكن ولكن هذه الأماكن المحررة تصبح أماكن مدمرة.

ولفت الخبير الاستراتيجى فى شئون الشرق الأوسط إلى التطور الذى حدث بالأمس بدمج معظم الحركات المعارضة فى مجلس واحد وهو "الائتلاف الوطنى السورى" الذى أعيد هيكلته من المجلس الوطنى السورى المعارض والذى كان يسيطر عليه 60% من عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" ولكن بعد إعادة قلت تلك النسبة لتمكين القوى المعارضة الأخرى للمشاركة.

وأكد الزيات أن هذا المجلس الجديد الذى يعبر عن المعارضة السورية هو مجلس يدعمه الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق دولة قطر التى تعتبر لعبة فى يد الإدارة الأمريكية بالمنطقة وذلك لتطبيق الأجندة الأمريكية عقب سقوط الأسد.

وأشار الزيات إلى أن هذا المجلس نتيجة للمبادرة التى أطلقها رياض سيف المحسوب على الإدارة الأمريكية والذى يطلق عليه "رياض سيف فورد"، مؤكدا أنه لا يمتلك أى رؤية أو فكرة سياسية، وأنه طرح وضع كل الحركات فى هيئة واحدة بالضغط من أولا من قطر وأمريكا وغيرها من القوى الأوربية، وأصبح تمثيل التيار الإسلامى بنسبة 22% و15 % للشخصيات العسكرية المنشقة وترك بعض المقاعد للكتل السياسية المعارضة التى لم تنضم حتى الآن.

وأوضح الزيات أن القوى الوطنية المعارضة اضطرت للموافقة على الضغوط القطرية والأمريكية للحد من توغل التيار الإسلامى فى "المجلس الوطنى"، مشيرا إلى أنه قد تمت ممارسة ضغط هائل على القوة المعارضة للموافقة على هذه الهيكلة الجديدة وأنه تم التلويح بالتهديد بعدم دهمهم ماليا وعسكريا إذا لم يوافقوا على المبادرة القطرية.

وعن المعارضة العسكرية داخل سوريا قال الخبير الاستراتيجى إن عدد المقاتلين الأجانب داخل سوريا يتراوح ما بين 800 إلى 2000 مقاتل، ويمثلون حوالى 10% من مقاتلى المعارضة المسلحة وأنه قد وصل الجانب الأكبر منهم من دول الجوار كالعراق والأردن ولبنان ومجموعات من شمال أفريقيا وليبيا والجزائر والمغرب، وأشار الزيات إلى أنه بالرغم من أن الجهاديين يمثلون نسبة صغيرة من مقاتلى المعارضة السورية إلا أن العديد منهم يمتلكون خبرات سابقة فى الأعمال الجهادية فى العراق وأفغانستان واليمن وليبيا ولذلك لهم مهارات أكثر حرفية.

وأكد الزيات أن قطر قامت بدعم وتمويل المنظمات الجهادية خاصة تدريب ونقل العناصر الجهادية إلى سوريا، كما أشرفت قيادات عسكرية قطرية على تدريب وتسليح عناصر ومجموعات منها فى المناطق المحررة على الحدود، وقد بلغ قوام هذه المجموعة التى مولتها قطر ونقلتها إلى سوريا حوالى 500 مقاتل تنتمى إلى الكتائب الليبية والكتائب العراقية المسلحة.

وأشار الزيات إلى أن بعض فصائل الجهادية الجديدة داخل سوريا هى السبب وراء تدخل الولايات المتحدة لتشكيل ائتلاف وطنى سورى يعبر عن المعارضة خوفا من زيادة التيار الإسلامى والفصائل الإخوانية والجهادية التى لم تلتحق بالثورة سوى بعهد 7 شهور من بدايتها.

وأكد الزيات أنه قد اتضح أن هناك تنظيما جهاديا سلفيا قويا يسيطر على مناطق داخل حلب سيطرة كاملة ولم يقبل هدنة عيد الأضحى ورفض مبادرة الأخضر الإبراهيمى، منها "حركة الفجر" و"جبهة النصرة لأهل الشام" وتنظيم "لواء الأمة"، و"فتح الإسلام" اللبنانية، وكتائب "عبد الله عزام" سرايا زياد الجراح، وجماعة "أحرار الشام" و"صقور الشام" وبعض المجموعات التابعة لفصائل المقومة العراقية السنية المتشددة.

وقال الزيات فى نهاية كلمته: "أتصور أن يواجه الإبراهيمى صعوبة كبيرة لحل الأزمة فى سوريا وان المجلس الجديد هو عبارة عن تصعيد لعناصر محسوبة على أمريكا من أجل انتقال سلمى للسلطة على حساب التيار الجهادى والإسلامى لأنه يهدد امن إسرائيل نظرا لتصاعد المخاوف من استخدامهم للأسلحة الكيمائية".

وأضاف الزيات أن الحل هو انتقال سلمى مرتبط بنجاح الإبراهيمى فى الضغط على روسيا والصين وإيران بقبول هذا الحل، محذرا من اتجاه الدولة السورية للتفتت بسبب الاحتقان الطائفى خاصة عدم تراجع النفوذ الجهادى والسلفى بعد دخوله طرفا فى المعادلة السياسية الحالية.

فيما قال الدكتور جمال يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مصر وجامعة الدول العربية لم يكن لها دور واضح فى الأزمة السورية، بل ارتضت بأن يكون ممثل الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمى هو ممثل الجامعة العربية.

وأشار يوسف إلى أن مصر كانت مشغولة بثورتها والأوضاع غير المستقرة الداخلية وعندما تدخلت فى حل الأزمة لم نتدخل بالشكل الذى كان ينبغى للدولة المصرية الظهور به، ولم ندرس القضية بشكل كامل قبل الدخول كطرف لحل الأزمة.

وفيما يتعلق موقف الأطراف الداعمة للنظام السورى وهى إيران والصين وروسيا قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مواقف تلك الدول واضح فيما يتعلق بالأزمة هناك، وأن تلك الدول اتخذت خطا لا تحيد عنه، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو 3 مرات ضد المشروعات الأمريكية وذلك للحيلولة دون سقوط الدولة السوية.

وأكدت الشيخ أنه لا تنازلات محتملة من جانب الدول الثلاث عن موقفها بل إنه خلال الفترة الأخيرة ظهر بوضوح أكثر بأن لغة الخطاب بها نبرة حسم أكبر فى عدم التراجع عن هذه المواقف خاصة من جانب الرئيس الروسى فلادمير بوتين، بحجة وجود عناصر جهادية وسلفية ستؤثر على استقرار الدولة والمنطقة.

وأوضحت الشيخ أن تلك الدول لن تسمح بانهيار نظام الأسد وتعتبر ذلك خطا أحمر لهما، حيث إنهم يرون أن تفتيت سوريا أو انهيارها أو تنفيذ نفس السيناريو الليبى يعنى محو أقدامهم بتلك المنطقة وترك الساحة بالكامل فى منطقة الشرق الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك صانعو القرار هناك لن يسمحوا بانهيار الدولة وسقوط النظام مهما حدث.

وأشارت الشيخ إلى أنه فى الوقت نفسه تقول الدول الثلاثة إنه من الممكن الوصول لحل سلمى ولكنها ترفض بشدة سيطرة المعارضة المسلحة على النظام بالقوة، موضحة أنه فى المقابل إذا كانت تلك الدول الداعمة للأسد لن تغير مواقفها فإنه على الصعيد الآخر ترى الدول الغربية الأخرى عدم التدخل عسكريا خاصة الولايات المتحدة بعد انتخاب أوباما والذى يعنى أن الشعب الأمريكى يرفض التورط مرة أخرى فى تدخلات عسكرية تؤثر فى الاقتصاد الأمريكى وأنه لا توجد مصلحة بالنسبة للمواطن الأمريكى فى ذلك.

وأكدت الشيخ أن قطر والسعودية عبارة عن أدوات فى يد الولايات المتحدة الأمريكية وأنهم ليسوا أطرافًا فاعلة وبالتالى ما ستقرره واشنطن ستوافق عليه الدولتان دون تفكير.

وعن مواقف الأطراف الداعمة للثورة السورية الاتحاد الأوربى والولايات المتحدة، قالت إيمان رجب الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مواقف واشنطن وأوربا غير مفهوم فى إنهاء الأزمة السورية، حيث إن الثورات العربية أثبت عدم صحة القول إن تلك الدول فاعلة فى إسقاط الأنظمة، مشيرة إلى أن سوريا دولة محورية جدا بمنطقة الشرق الأوسط وتعتبر "رمانة الميزان" فيما يتعلق باستقرار بالمنطقة.

ووصفت رجب دور الولايات المتحدة وأوربا بأنه يتميز بـ "الضبابية"، متسائلة، هل هو مع الثورة السورية أم لا؟، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن أوباما كان متخوفا فى البداية من الدخول فى أى موقف يؤثر عليه فى الانتخابات التى خاضها مؤخرا خاصة أن الانتخابات الأمريكية يعد لها قبل عام من إجرائها.

وأكدت الباحثة الاستراتيجية أن قطر عبارة عن دولة غير فاعلة بالمرة تحركها الولايات المتحدة، وبالتالى فإن الإدارة الأمريكية ترى أن دخول العناصر المسلحة وتنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية المسلحة فى اللعبة قد يضر على الأمن المنطقة، وبالتالى تسعى من خلال قطر للعب دور كبير فى تحجيم تلك المنظمات المسلحة.

وأوضحت رجب أن أمريكا أصبحت ترى أن الصراع فى سوريا وصل إلى نقطة عدم النقاش بين النظام والثوار بل أنه يجب الحديث عن إنهاء الصراع ومرحلة ما بعد الأسد، وبالتالى أصبحت تدعم المعارضة سياسيا وعسكريا، ووضعت برنامجا لتأهيل المعارضة السورية بمساعدة تركيا وأشرف على ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والسفير الأمريكى لدى أنقرة ومعهد واشنطن لإعادة تعريف الوضع فى سوريا بعد الأسد حتى لا تتحول مثل العراق، وذلك لأن الشعب السورى أكثر تعقيدا وطائفيا من العراق.

وأضافت رجب أن المرحلة الانتقالية بالنسبة لأمريكا هو عدم تفكيك المؤسسة العسكرية أو الأجهزة الأمنية، ولذلك فهى تحايد بعض عناصر الأسد وليس الأسد نفسه وتحايد الجيش السورى النظامى فى الوقت الذى تساند فيه المعارضة السورية عسكريا وسياسيا.

وأشارت الخبيرة الاستراتيجية إلى أن هناك خيار تدخل عسكرى أمريكى محتمل لرحيل الأسد عن الحكم ولكن مشكلته تكمن فى التكلفة المالية الباهظة التى ستنتج عن هذا التدخل والذى قد يصل سنويا من 20 إلى 40 مليار دولار فى ظل وجود الأزمة الاقتصادية، أما العمل الثانى مرتبط بأن أوباما لن يتدخل إلا إذا تحولت سوريا لمنطقة أنشطة للجماعات الجهادية السلفية المسلحة، وأن العامل الثالت لهذا التدخل العسكرى وجوب توافق إقليمى ودولى خاصة بالتسوية مع روسيا والصين وإيران وبمساعدة تركيا لتنفيذه.

وفيما يتعلق بالموقف الأوربى قالت رجب، إن الموقف الفرنسى والبريطانى على سبيل المثال استطاعت التدخل فى حل الأزمة الليبية بالرغم من الأزمات الاقتصادية فى أوروبا، وذلك لأن تلك الدولتين لهما مصالح كبيرة بمنطقة الشرق الوسط، مشيرة إلى أن هناك عدم تطابق فى الموقف الإنجليزى والفرنسى مع الموقف الأمريكى، حيث يرون أن المعارضة السورية لا تزال منقسمة وأن النظام السورى غير متماسك وبالتالى مسألة الصراع بين النظام والمعارضة سيظل مستمرا.

وعن الموافق الإقليمية الداعمة للثورة السورية ضد الأسد "تركيا ودول الخليج"، قالت الخبيرة بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط مروة وحيدة المتخصصة فى الشأن الإيرانى إن الموقف التركى يتسم بالازدواجية وهى مطالبة الأسد بالموافقة على مطالب الثوار وفى الوقت نفسه تدعم الثورة بفتح أراضيها لهم، مشيرة إلى أن التعامل التركى فى التطور مع الموقف السورى لم يتخذ موقفا ملموسا حتى الآن إلا بالحصول على دعم دولى خاصة من أوربا وأمريكا.

وعن الموقف الخليجى، قالت الخبيرة الاستراتيجية إن تلك الدول خاصة قطر والسعودية والإمارات لا تدعم الديمقراطية داخل سوريا لأنها تفتقر إليها ولكن دعمها للثورة السورية يرجع بسبب مخاوفها من الدور الإيرانى ونفوذه داخل سوريا والمنطقة.

فيما قال السفير أحد رخا عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية خلال المؤتمر إن التركيبة السورية معقدة للغاية، وأن هذا يعنى أن هناك معارضة فى الخارج ليس لديها ارتباط وثيق بين المعارضة الداخلية، مضيفا أن الموقف السورى مرتبط بالتدخلات الإقليمية كحسابات "الجولان" وإسرائيل وحزب الله والتحالف مع إيران والمصالح الحيوية مع روسيا لوجود قاعدة عسكرية فى ميناء "طرطوس".

فيما كشف أسعد حميد سليمان مدير مركز بغداد للدراسات السياسية إن سوريا كانت ممرا للجماعات المسلحة ومن عناصر القاعدة للدخول للعراق خلال الحرب الأمريكية على العراق، وأن حالى 16 سجينا من عناصر القاعدة تم إخراجهم منذ حوالى شهر ونصف من السجون العراقية وتوجه نحو الحدود السورية العراقية.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

طلال

ماهي مقايس الفاعية في رأى حضرتك

عدد الردود 0

بواسطة:

m.m

اسقاط الاسد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد ماهر

واللهي كلام زي الفل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة