ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن تل أبيب أطلقت تهديدات عنيفة للسلطة الفلسطينية من جانب مسئولين بالحكومة الإسرائيلية حول إلغاء اتفاقيات أوسلو بشكل كليا فى حال أصر الفلسطينيون على التوجه للأمم المتحدة بطلب الحصول على اعتراف بفلسطين كعضو مراقب فى الأمم المتحدة.
ودعا الوزير الإسرائيلى جلعاد أردان من حزب الليكود الحكومة إلى تحذير السلطة الفلسطينية علناً، من أن إقدامها على التوجه إلى الأمم المحتدة لرفع تمثيلها الدبلوماسى بضم المستوطنات وإلغاء أوسلو، مؤكدا استحالة وقوف إسرائيل موقف المتفرج من الخطوة الفلسطينية المرجحة فى الأمم المتحدة .
وفى المقابل، رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بالكنيست النائب رونى باروؤن، من حزب "كاديما" أن أى تهديد إسرائيلى بإلغاء اتفاق أوسلو يخلو من أى معنى حقيقى، كون إسرائيل لا ترغب فى السيطرة المباشرة على مدن الضفة الغربية.
وأشارت هاآرتس إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية عممت توجيهاتها على القنصليات الإسرائيلية فى العالم بتكثيف جهودها الدبلوماسية لإحباط سعى السلطة الفلسطينية إلى الحصول على مكانة دولة غير عضو فى الأمم المتحدة .
وأكدت هاآرتس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أمرت السفراء والبعثات الدبلوماسية فى دول العالم يوم الأحد الماضى، بنقل رسالة واضحة لرؤساء الدول المعتمدين فيها مفادها "إن إسرائيل ستعلن إلغاء اتفاق أوسلو إذا تم الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب فى الأمم المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية ومكتب نتانياهو يعتقدون أن احتمال تراجع عباس عن تلك الخطوة ضعيف خاصة على ضوء فشل الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإقناع عباس بالعدول عن موقفه، إلا أنهم فى الوزارة أكدوا تصميمهم على مواصلة الجهود من أجل منع الفلسطينيين تقديم نفسهم كدولة مراقبة فى الأمم المتحدة.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن المسعى الفلسطينى خرقاً للاتفاقات المبرَمة مع منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذى سيتيح لإسرائيل الحق فى إلغاء الاتفاقات جزئياً أو كاملاً أو اتخاذ خطوات أحادية أخرى.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن مسئول الخارجية الأمريكية ديفيد هيل سيلتقى فى سويسرا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإبلاغه رسالة مفادها، أن واشنطن تعتبر الخطوة الفلسطينية المتوقعة فكرة سيئة لن تحقق الأهداف المرجوة منها .
وكان عباس قد رفض طلباً مماثلاً وجهه إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال اتصال هاتفى جرى بينهما مطلع الأسبوع.
ووفقاً للصحيفة العبرية فإن مسئولا رفيع المستوى فى وزارة الخارجية رفض الإفصاح عن اسمه، أوضح أن إسرائيل كثفت فى الفترة الأخيرة جهودها من أجل تجنيد زعماء دول العالم لصالحها والضغط على الرئيس الفلسطينى محمود عباس وتحذيره من المضى قدما فى هذه الخطوة.
وقالت هاآرتس إنه فى حال قدم الجانب الفلسطينى اقتراح الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب فى الأمم المتحدة فسيحصلون على تأييد كبير يصل لغاية 150 دولة من أصل 193 للدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.
وخلافا لقرار مجلس الأمن فإنه لن يتم استخدام حق النقض الفيتو ضد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالى فإن الجهة الوحيدة القادرة على إلغاء التصويت على القرار هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقالت الصحيفة العبرية: "إن نتانياهو عقد جلسة خاصة لبحث تداعيات الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب فى الأمم المتحدة وتأثير ذلك على احتمالات توجه السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية فى لاهاى والمطالبة بمحاكمة قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفى المقابل تعهدت الدول العربية بتحويل مبلغ 100 مليون دولار شهريا للسلطة الفلسطينية إذا ما أقدمت إسرائيل على اتخاذ إجراءات عقابية بحقها فى حال التوجه إلى الأمم المتحدة، لطلب الحصول على مكانة دولة غير عضو فى المنظمة الدولية.
وكشف ذلك كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذى أوضح أن هذا التعهد صدر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب فى القاهرة أمس.
إسرائيل تهدد الفلسطينيين بإلغاء اتفاق "أوسلو" حال توجههم للأمم المتحدة
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 11:18 ص