بالرغم من كونه موظفا صغيرا بهيئة البريد، ولا يتعدى راتبه 500 جنيه، إلا أن ضميره وأخلاقه منعته من استغلال عمله لتحقيق مكسب 2مليون جنيه، مقابل ضلوعه فى عملية تزوير كبيرة، عرضها عليه تشكيل عصابى متخصص فى تزوير العملات والطوابع البريدية، ليعطى مثلا وقدوة يحتذى بها للتصدى للفساد.
تعرض إبراهيم أنور صالح، موظف بمصلحة البريد بالجيزة، للتهديد وأسرته بالقتل بعد أن أرشد رجال المباحث عن عصابة المزورين، وتمكن من الإيقاع بهم، حيث قال إنه كان يعمل موظفا بمكتب بريد الجيزة، ويجتهد فى عمله ولا هم له سوى الترقى فى وظيفته، والحفاظ على لقمة عيشه التى قرر أن تكون بـ"الحلال".
وذات يوم فوجىء بأحد الأشخاص يعرض عليه الحصول على مبلغ 2 مليون جنيه، مكسب مقابل اشتراكه معهم فى عملية ترويج طوابع بريدية مزورة على المواطنين، مستغلا عمله فى ذلك.
ويضيف "إبراهيم" أنه فوجىء بذلك العرض الذى يعد مغريا بالنسبة لموظف صغير حالته المادية بسيطة، إلا أنه لم يفكر فى ذلك وأسرع بإبلاغ المسئولين، بما عرض عليه وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، وضباط مباحث الأموال العامة الذين اتفقوا معه على استدراج أفراد التشكيل العصابى، وإيهامهم بموافقته على قبول العرض، وبدأ ضباط المباحث فى تسجيل المكالمات الهاتفية التى تدور بينه وبين أفراد العصابة.
ويتابع "إبراهيم" حديثه، قائلا إن لقاءاته بالمتهمين تعددت حتى اصطحبوه إلى المقر الخاص بهم بمنطقة المعتمدية لمشاهدة الطوابع البريدية المزيفة، التى سيقوم بترويجها أثناء عمله، والتى يقدر ثمنها بمبلغ 3 ملايين جنيه، مقابل حصولهم منه على مليون جنيه وحصوله هو على 2 مليون جنيه، واتفق معهم على موعد ومكان التسلم والتسليم بمنطقة أرض اللواء بالعجوزة.
وفى الموعد المحدد كان ينتظرهم على مقهى بالمنطقة، ثم حضر أفراد التشكيل العصابى، وجلسوا بصحبته، وبحوزتهم الطوابع المزيفة، وأثناء حديثهم كان ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وضباط مباحث الأموال العامة، قد داهموا المكان لضبط المتهمين إلا أن أفراد العصابة قد سارعوا بإطلاق الرصاص تجاه القوة الأمنية، مما دفع رجال المباحث لمبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، وتمكنوا من ضبط اثنين من المتهمين، وأمرت النيابة حبسهم ثم جدد قاضى المعارضات حبسهم على ذمة القضية.
ويقول "إبراهيم" إنه عقب ذلك تلقى تكريما من قياداته بمصلحة البريد، حيث كرمه المهندس أيمن صادق، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، وسلمه شهادة تقدير نصها كالأتى "إبراهيم أنور صالح، موظف بمنطقة بريد الجيزة، يطيب لى لأسرة البريد المصرى، أن نتقدم لكم بالشكر والتقدير على ما أظهرتموه من شجاعة وأمانة، وقيامكم بالدفاع عن حرمته ببسالة وتضحية، وإذ نؤكد على اعتزازنا بحرصكم على ازدهار البريد المصرى والحفاظ عليه، ونتطلع إلى بذل المزيد من الجهد"، كما حصل على مكافأة قدرها 2563 جنيها.
إلا أنه عقب انتهاء مهمته وتكريمه فوجىء بصدور قرار بنقله من مكتب بريد الجيزة إلى مكتب بريد المتحف المصرى، بحجة الحفاظ على حياته، وخوفا من مهاجمة باقى أفراد التشكيل العصابى الهاربين للمكتب للانتقام منه، بالإضافة إلى تلقيه تهديدات هاتفية من مجهولين يطلبون منه تغيير أقواله فى القضية حتى لا يتم قتل أو إيذاء أفراد أسرته، حيث إنه يقيم بصحبة زوجته وأطفاله "ملك" 5 سنوات، و"مريم" 3 سنوات، و"مكة" البالغ من العمر سنة واحدة، وعندما طلب من الأجهزة الأمنية حمايته، قال له أحد المسئولين "غير محل سكنك أحسن"
وفى نهاية حديثه وجه "إبراهيم" رسالة إلى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، قائلا إنه رفض إطعام أبنائه الحرام، وحافظ على المال العام، ولا يستحق أن يكون هذا مصيره، كما طالب وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، بتوفير وسائل الحماية له ولأسرته.
"إبراهيم " موظف البريد الذى رفض تجنيده من جانب عصابة المزورين.. طلبوا منى استغلال وظيفتى وترويج طوابع بريد مزيفة قيمتها 3 ملايين جنيه.. وراتبى 500 جنيه ورفضت 2 مليون جنيه "عشان مأكلش أبنائى حرام"
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 03:09 م
موظف البريد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن كفرالشيخ
الله يبارك فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
محاسب بيقلك كنت خدتهم احسن
عدد الردود 0
بواسطة:
آدم محمد خليل
مصري بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن المنصورة==مصباح عبد الفتاح على
ستعيش عزيزا ولو قتلوك ستكون شهيدا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جعفر عبد الجواد
انت ابن حلال