إكمالا للدعوة التى بدأتها سابقاً، لنقرأ الدستور أولا، أتابع مقالاتى فى هذا الإطار، مختصاً فى مقالى هذا إلقاء الضوء على أولئك المتصارعين الذين أطلقوا على أنفسهم أحزاب أو تيارات سياسية، وجعلوا من أنفسهم متحدثين باسم مصر وشعبها، والتى أرى أن الكثير منها إن لم يكن جميعهم، قد ضلوا الطريق، وانزلقوا إلى صراعات وفتن لكل منها أهدافا خاصة، ومصلحة شخصية وضعوها فوق مصلحة الوطن والشعب، وجعلوا لغة لى الذراع، هى لغتهم فى وقت كان يجب على الجميع التكاتف والتماسك، وأن تكون لغة الحوار والنقاش، هى اللغة السائدة بين الجميع وأن تكون مصلحة مصر أولا، ولكن وللأسف الشديد لم يكونوا أبدا على قدر المسئولية، وسعى كل منهم إلى استقطاب الشعب، وإشعال المظاهرات من وقت لأخر، رغم علمهم جميعا أن المرحلة الحالية هى نهاية المرحلة الانتقالية التى يجب أن تنتهى بإعلان دستور البلاد، والذى يشهد مخاضا عسيرا، بسبب عدم توافق تلك الأحزاب والتيارات السياسية الذى يجب عليهم أن ينهوا كافة مشاحناتهم واختلافاتهم، أوجه دعوتى إلى كل أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور، وأذكرهم بأن الشعب حملهم أمانة كتابة دستور البلاد، دستورا يجب أن يشهد اتفاقا لا اختلافاً، دستورا يجب أن يليق بمكانة مصر وشعبها، دستوراً يعطى للشعب حقوقهم فى وطنهم، ويلزمهم بأداء واجباتهم، دستورا يبنى مصر الحلم التى هى فى مخيلة كل منا، أوجه دعوتى إلى الأحزاب كافة، وأطالبهم بأن يخرسوا ألسنتهم، وأن يكفوا عن دعواهم التى يطلقوها بالموافقة على الدستور، أو رفضه، وأن يتركوا الشعب يقرأ ويختار، وليعلموا أن الدستور هو دستور وطنا وشعبا، لا دستور أحزابا وأطيافا، الشعب المصرى لا يحتاج منكم توجيها أو إرشادا لأن الشعب بأكمله، أصبح يعرف جيدا مصلحة الوطن فقط، اتركوا للشعب فرصة ليقرأ ويعى ويفهم ما تم وضعه بالدستور، وهو بنفسه سيختار مصيره ومصير وطنه، الشعب وحده هو من يرفع شعار مصر أولا وأخيراً، أيها الشعب المصرى لا تستمعون لأحد، ولتقرؤوا الدستور أولا، قبل "نعم أو لا"، واعلموا أن مصرنا مصيرنا.
أيمن جمال مشيمش يكتب: لنقرأ الدستور أولا (3)
الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 12:47 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة