قالت الكاتبة مى التلمسانى أن روايتها "أكابيلا" إنه كان مقدر لها أن يكون اسمها هو "يوميات عايدة" ولكن تغير الاسم إلى "أكابيلا" بسبب موقف شخصى حدث لها، حيث إن الرواية نشرت من قبل ولكن بشكل آخر عندما تم نشرها فى جريدة "روزا اليوسف" فى 15 حلقة، وإضافة أنها عندما تعرضت لموقف حياتى شخصى قررت إعادة كتابة رواية "يوميات عايدة"، ولكن بشكل آخر بعد أن أضفت على الشخصيات الذكورية فى الرواية بعض التعديلات التى غيرت الرواية بشكل ملحوظ.
وأضافت التلمسانى خلال الندوة التى نظمتها ورشة الزيتون الثقافية لمناقشة رواية "أكابيلا" مساء الأمس الاثنين وأدارتها الدكتورة حنان الديناصورى وحضررها كل من الشاعر شعبان يوسف والكاتب محمد إبراهيم طه، أنها عندما كتبت هذه الرواية قبل الثورة ونشرها فى "روزا اليوسف" كانت تقصد من خلالها أن تناوئ الخطاب الدينى فى ذلك الوقت، مشيرة إلى أنها مستخدمة نفس طريقة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس فى توازنه فى الكتابة بين الحب والسياسة، حيث سعت الكاتبة من خلال الرواية أن تسرد فى الكتابة وصف امرأة كاذبة وسارقة وحالتها مع الآخرين من ردود أفعال ومشاعرها.
وأضحت التلمسانى أن هذه السيدة التى كتبت عنها الرواية ظهرت مرة أخرى فى حياتها، وهذا ما دفعها إلى إعادة كتابة الرواية مرة أخرى، لافتة أنها لعبت على أكثر من محور فى الرواية بداية من الغلاف والاسم، وأنه لا يوجد خط فى الكتابة واضح، كما لا توجد أى شخصية من شخصيات الرواية له صله بالواقع.
ويقول الشاعر شعبان يوسف إن هذه الرواية ليست من نوع الكتابة التى تهدف للاستعراض الثقافى، بل إن هذه الرواية كتبت بطريقة سلسة حيث إن هذه الرواية لها بعد نسوى مناصر للمرأة، مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر يوجد تهميش للرجال فى الرواية، لافتا أن الرواية يوجد بها نظرة مناصرة لفكرة الصداقة، بالإضافة إلى الإبداع الانتقائى فى الرواية، موضحا أن الكاتبة تعمدت عدم مسك أى شىء ملموس فى الرواية، كما ركزت الكاتبة على مناقشة عدة أفكار متحررة إلى أقصى حد.
بينما يقول الكاتب والروائى محمد إبراهيم طه أنه من البداية يبدو الهم الرئيسى لهذه الرواية منصبا على صراع داخلى ينتاب الكاتبة بشأن تخليها إراديا عن بعض القيم الاجتماعية والدينية والعادات التى ورثتها بحكم انتمائها إلى الطبقة الاجتماعية، حيث تشكك المؤلفة بناء على خبرتها فى الحياة، وكذلك معرفتها بقصص من حولها فى أن هناك حبا واحدا كبيرا مكتملا لا تعترضه قصص حب أخرى، لافتا أن الكاتبة كادت تكفر فى الرواية بجميع ما ورد فى قصص الروايات الرومانسية، حيث تكاد تؤمن بأن الحب لا يمكن أن يستمر واحدا ثابتا رافضة فكرة الاكتمال فى الحب، وذلك لندرتها الفعلية، ويشير طه إلى أن الساردة تناولت على مدار الرواية شخصية "عايدة" حيث إنها وضعتها تحت عدسة مجهر توضح فيه الاختلافات الطبقية الشخصية والأخلاقية، مشيرا إلى أنه فى المقابل تظهر فكرة الاعتقاد فى الأخت من الجان لدى عائلة عايدة والقادمة من الطبقة الفقيرة وإيمانهم بفكرة السحر والأحجة وجميع أعمال الشعوذة، موضحا أن هذه العائلة تعتبر أن المرض النفسى جنونا، حيث يخجلون منه ولا يصرحون به، فى مقابل الطبقة الوسطى التى تنتمى إليها السارة والتى تؤمن بالمرض النفسى وتعترف به، موضحا أنه من خلال قراءته للرواية شعر بأنه لا يجوز للقارئ الخروج بنظره إلى مكان خارج الديكور الذى ارتضته الكاتبة حيث لا مكان لممارسة إطلاق العنان من خلال التخيل أثناء القراءة إلا ما ارتضته الكاتبة، حيث يشير طه إلى أن هذه الرواية جاءت فقيرة وخالية من أى شىء يدل ويشير إلى مكان بعينه، لافتا أن الساردة بدى وأنها تتعمد إخفاء معالم المكان.