قال البروفيسور "مارفن كارلسون" الناقد المسرحى، إن أحداث ثورات الربيع العربى لفتت أنظار العالم حول منطقة الشضرق الأوسط بشكل أكبر، لافتا أن هذه الثورات أطاحت بالنظرة التى كان الغرب ينظرها للعرب على اعتبار أنهم أقل تعليم ومعرفة، وكذلك خبرة فى جميع المجالات، فالاتجاه الديمقراطى الذى اختارته هذه الشعوب وناضلت من أجله أسهم فى تغير الصورة النمطية التى أخذها الغرب عنا كعرب جهله، فالانتقال والتغير الفكرى من خلال المسرح يعد تغيرا كبيرا، ولكن ما زال هناك عدم فهم مسيطر على فكر هذه الشعوب حتى مع التغير السياسى والديمقراطى الذى تعيشه هذه الشعوب الآن.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها "كارلسون" مساء الأمس الاثنين فى قاعة المؤتمرات بكلية الآداب جامعة عين شمس تحت عنوان "المسرح العربى وتاريخه المضطرب على مسارح الغرب"، والتى أدارها كل من الدكتور مصطفى رياض نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب ووالدكتور حازم عزمى، بجامعة عين شمس.
وأضاف "كارلسون" أن المسرح عرف فى أواخر القرن التاسع عشر فى ألمانيا، حيث كانت المرة الأولى للمسرح كانت وقت المصرين القدماء، مشيرا إلى أن المسرح فى ذلك الوقت كان على شكل واحد لا يتغير ألا وهو المسرح الطقوسى والذى لم يتغير حتى قدوم المسرح الرومانى واليونانى، وبعد إنشاء المسرح الدرامى فى ألمنيا فسرعان ما تم فرضه على دول كثيرة، وذلك لجعله نموذجا ممتدا لإدراك الواقع السياسى والاجتماعى والحضارى.
كما أشار "كارلسون" إلى أن الاتحاد الدولى للبحوث المسرحية أنشئ عام 1957، حيث ظل المسرح كما هو عليه فى الدول الكبرى ولم يتغير، لافتا أن اجتماعات هذا الاتحاد فى ذلك الوقت لم يحضرها إلا اليابان، مشيرا إلى أنه فى بداية المسرح انحصر فى الدول الاستعمارية فقط.
وأوضح أنه فى نهاية العشرينيات من القرن الماضى بدء الاهتمام بالمسرح فى هذه المنطقة المستعمرة فى العالم، وذلك بعد العديد من سنين من الفشل فى تطوير العمل المسرحى، مشيرا إلى أن المصرين القدماء حافظوا على مدار 300 عام على نوع واحد من المسرح وهو المسرح الطقسى، حيث فشل المصرون القدماء فى تقديم ما هو جديد فى فن المسرح، كما شاركهم فى هذا الفشل شعوب الدول الأدنى مقارنة باليونان والرومان.
وأشار إلى أن الغرب يجهل المسرح الشرقى حيث يعتبروا أن الإسلام يكبح الحريات ويقيد الفن، وبالتالى يكبح المسرح ويعارض أن يقدم فى بلاد الإسلام على العكس من فهم الغسلام الصحيح للفن، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الكتاب المسرحين الذين تم تجاهلهم عن قصد تارة وعن جهل تارة أخرى، لافتا أن فى المقابل فهناك فى المسيحية كتاب رفضوا المسرح أيضا، وأوضح أن فى العالم الإسلامى شكل للمسرح، حيث نجد فى إيران مسرح "التعويذة" وهى الرواية ذات الأصل الدينى المختلط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة