حمدين صباحى: لا أتمنى أن يفشل الرئيس لأنه سيكون فشلا للثورة.. وأتخوف من الفكر الاقتصادى الإخوانى لأنه فكر "مبارك".. وطالبت "مرسى" بإعادة تشكيل التأسيسية لإحداث التوازن وإنهاء حالة الريبة

أعلن حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، عن تخوفه من الفكر الاقتصادى الإخوانى الذى يؤمن بالرأسمالية المسيطرة والمهيمنة، وهو نفس الفكر الذى حكم به نظام مبارك لعقود، والذى أحدث فجوة هائلة بين غالبية فقيرة وقلة من الأثرياء، ولم تنتج توزيعا عادلا للثروة يضمن عيش كريماً لأبناء الشعب، مؤكدا أن التحدى الأكبر أمام مصر هو مدى قدرتها على التوافق بين ألوان الطيف السياسى المصرى، والتوحد حول مشروع وطنى واحد يلبى احتياجات الشعب وطموحه المشروع.

جاءت تصريحات صباحى خلال استقباله وفداً نسائياً يمثل الجمعية المصرية للتنمية الشاملة، صباح اليوم الثلاثاء، بمقر التيار الشعبى، وشارك فى اللقاء وفود من تونس والمغرب وفرنسا والمكسيك، ودار الحوار حول وضع المرأة فى الدستور ومشاركتها فى الحياة السياسية.

وقال صباحى: "لست فى صف تقييم الرئيس فى مدى زمنى ضيق، على الرغم من عدم تحقيقه الوعود التى قطعها على نفسه فى المائة يوم الأولى، ولا أتمنى أن يفشل لأنه لو فشل سيكون فشلاً للثورة المصرية، فهو أول رئس جاء إلى الحكم بعد سقوط نظام فاسد"، مؤكداً على أهمية أن يكون هناك دستور مصرى يعبر عن مصر بكافة توجهاتها، ويجسد الحالة المصرية، وألا تنفرد جماعة أو حزب بوضع دستور لا يمثل مصر الحقيقية، مشيرا إلى لقائه مع الدكتور مرسى ومطالبته بأن يعيد تشكيل التأسيسية لإحداث توازن حقيقى لتنتج دستوراً مصرياً خالصاً، لإنهاء حالة الريبة وعدم الثقة من الشعب تجاه من ينتجون الدستور، طارحا رؤيته للأهمية أن يكون التصويت على الدستور بنسبة لا تقل عن 50% + 1 ممن لهم حق التصويت.

وعن الوضع فى سيناء، طالب صباحى بأن تكون هناك سيطرة حقيقية وسيادة تامة غير منقوصة على كامل التراب المصرى بما فيها سيناء، وطالب بمراجعة فورية للملاحق الأمنية باتفاقية السلام المكبلة للجيش فى سيناء.

وفيما يخص القضاء قال صباحى: "يجب أن نكون حاسمين أن تطهير القضاء يجب ألا يكون على يد السلطة التنفيذية، وإنما ينبع من داخل البيت القضائى المصرى نفسه فى إطار معايير يحددها القضاة أنفسهم".

وأضاف حمدين خلال اللقاء، أنه من المطالبين بأن يكون للمرأة دور فاعل فى الحراك الوطنى على أساس من المساواة، لافتا إلى أن هناك حاله من الريبة فيما يخص وضع المرأة فى الدستور الذى تنجزه جمعية الدستور الآن، والتى تحظى بأغلبية تمثل الفصيل الحاكم.

وأوضح صباحى، أن الدين الإسلامى هو أول من نادى وأعطى للمرأة حقوقا، ولا يستطيع أحد أن يحتكر الإسلام، ومن يفعل ذلك تكون حجة عليه وليس على الإسلام، وتابع: إننى فخور أنى أنتمى إلى ثقافة عربية قومية فيها المسلم والمسيحى، قائلا "أنا مؤمن بمقولة الراحل مكرم عبيد أنا مسيحى الديانة مسلم ثقافة وحضارة"، مضيفا أن الدين قائم على العدل والمحبة، كما شدد على أهمية ألا ينفصل الإنسان عن دينه مسلما أو مسيحيا.

وتحدث صباحى عن الثورة التونسية قائلا: "على الرغم من اختلاف الآليات التى قامت بها الثورات العربية، إلا أننى أرى أن ثورتى مصر وتونس نموذج يمثل إرادة الشعبين، لأنه لم يسمح للقوى الخارجية أن تضع يدها على ثورتهم، وهذا لا ينفى أن القوى الثورية فى البلدين لم تمثل فى السلطة إلى الآن"، متابعا "أن إتمام الثورات العربية صعب، ولكنها ستكتمل بإرادة ودافع وطنى من شعوب وقوى مؤمنة بما قامت به من إنجاز عظيم".