لن أتحدث اليوم عن الليبراليين أو المسيحيين أو غيرهم وإنما سأتحدث عن المتدينين أنفسهم وسأقارن بين مشهدين.
الجمعة 29 يوليو 2011 جمعة تطبيق الشريعة المعروفة إعلاميا بجمعة قندهار الأولى، والتى كان من أبرز هتافاتها "يا مشير أنت الأمير وإحنا ولادك فى التحرير"، طالب فيها المتأسلمون بتطبيق الشريعة باعتبارها حلا لمشاكل المسلمين وفيها نجاتهم يوم الدين، وأغلب هؤلاء المطالبين بذلك هم جماعات التبعية السلفية أو الإخوانية تبعهم بعد ذلك الأعضاء، فالأتباع رافعين أعلام السعودية ورايات سوداء عليها شهادة التوحيد، وبالطبع هذه الدعوات مدغدغة لمشاعر المتدينين المسلمين والباحثين عن التدين، وقطعا لن نجد أفضل من كتاب الله ليحكم بين الناس فى دنياهم.
ثم كانت جمعة قندهار الثانية 9 نوفمبر 2012 والتى وقفت فى مواجهة الرئيس الإسلامى والذى غاب حزبه الحرية والعدالة وغاب حليفه حزب النور عنها، وكنت هتافاتها والتى صدرت على لسان الشيخ أبو إسماعيل "إن الثورة ليست وصية على الأمة.. ونريد "عيش.. حرية.. شريعة إسلامية"، وقد رفعوا نفس أعلام السعودية ونفس الرايات السوداء عليها شهادة التوحيد!!.
وظهرت جماعات أكثر أصولية تمارس حقها فى التعبير عن رغبتهم فى تطبيق شرع الله فى بلد غالبيته من المسلمين به المادة الثانية اتفق الجميع عليها وبالمصادفة رئيسها من الإسلاميين بل وقاموا بحرق علم حزب النور!!
ليس من نزل فى الأولى هو من نزل فى الثانية والجمعتان كانتا من أجل نفس الشريعة!!
والسؤال الآن هو أى شريعة تحديدا يريدون؟
ألا يعلمون أن مُجمَل المعتقدات مختلفة بين كل فصيل وآخر؟
ألا يعلمون أن ما يعتقده الإخوان يختلف عنه عند السلفيين عنه عند الجهاديين ويختلف كثيرا عند الصوفيين؟
ألا يعلمون أن الدين الإسلامى يتنوع فى معتقداته فى الفروع وهى كثيرة؟
ألا يعلمون أن كل المتنوعين يتفقون فقط فى المبادئ ويختلفون كثيرا فى الفروع؟
يتفق الجميع على وجود الخالق والملائكة والكتب والرسل والدنيا والآخرة والخير والشر والموت والحساب والجنة والنار، بل وأيضا وجود حسد ولكن يعتقد البعض فى عذاب القبر وشفاعة الأولياء وفى الطب النبوى وصلاح الأولين ومن الممكن لأى جماعة أن تعتقد فى بعض أو كل ما سبق ولكن ليس بالضرورة أن يتفقوا فى كل ما سبق، فمثلا نجد الإخوانى لا يعتقد فى ضرورة فهم السلف الصالح التى يتبعها السلفيون وإلا كان وقتها سلفيا ولا يعتقد السلفى فى شفاعة الأولياء وإلا كان وقتها صوفيا.. يقودنا ذلك إلى أن حرية الاعتقاد يجب أن تظل مكفولة لضمان التعايش بين المتدينين على اختلاف معتقداتهم، وأن نضع فى دستورنا الحد الأدنى لما نتفق عليه، وهو مبادئ الشريعة وندع لكل فريق مساحة الحرية التى تمكنه من ممارسة حرية معتقدة، والتى هى فى الواقع حقيقة داخل الإنسان لا نعلمها مهما أظهر من أمور كاللحية أو الجلباب أو ارتياد المساجد، فكل هذا ظاهر لا يعلم بواطنه إلا الله فإن أقررنا أن نحكم على الناس من ظواهرهم لتحولنا وبشكل دستورى لمجموعة من المرائين والمدعين بل والمنافقين فى زى رموز الدين، وهو ما لا يليق بالصورة التى يجب أن يكون عليها الدين نفسه.. وقتها لن نملك القدرة على منع الخلط بين الصورتين لدى العامة صورة الدين المثالية وصورة المتدينين التى لم ولن نتفق عليها.
وإن قرأنا قول الله تعالى (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (سبأ 24) ستكون قاعدة شرعية للتعايش بين مختلف الفصائل الإسلامية بل ستكون أيضا فرصا للتعايش الشامل بين المسلمين وغيرهم من أصحاب المعتقدات الأخرى.
لذلك أرى أن كلمة مبادئ الشريعة الإسلامية، كما هى فى المادة الثانية هى الإطار الأضمن للتعايش بين المتدينين أنفسهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
فكر البدا وة
عدد الردود 0
بواسطة:
amr sherif
تحليل رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh attia selwanes
اتقى الله
الصوفيين اصلا حرام يا أخ حسام
عدد الردود 0
بواسطة:
sadx55
إلى رقم 3
عدد الردود 0
بواسطة:
ثائر
مفارقات
عدد الردود 0
بواسطة:
بهدووووووء
لن أتحدث اليوم عن الليبراليين أو غيرهم وإنما سأتحدث عن المتدينين-أقرأ تعليقى وتعلم يا مثقف