محمد إبراهيم الدسوقى

المدافعون عن الشريعة الإسلامية

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صنفان يدافعان عن الشريعة الإسلامية فى عصرنا هذا، الصنف الأول أناس أفاء الله عليهم من فضله وكرمه، فمكنهم من فهم واستيعاب جوهر الشريعة ومراميها السامية، وما تشتمل عليه من نعم تحض على السماحة، والرقى، والعمل النافع، والاجتهاد، وصيانة الأوطان من الفتن، والسعى خلف العلم النافع المساعد على تقدم الوطن والارتقاء به وبأهله، وهؤلاء للأسف الشديد قلة قليلة من النادر العثور عليهم فى وسائل إعلامنا الباحثة عن الأصوات الزاعقة المتشددة. أما الصنف الثانى، وهم الكثرة، فإن مداركهم وملكاتهم توقفت عند القشور، ولا يرون فى شرع الله، إلا التشدد، والتزمت، وتطبيق الحدود فى التو واللحظة، وكأن الشعب المصرى كان بعيدًا عن الشريعة السمحة قبل ظهورهم فى الفضائيات وعلى منابر مساجد اغتصبوها عنوة بعد الثورة، ظنا بأنهم الأحق بالوقوف عليها، وتعليم الناس صحيح الدين، هذه الفئة تجدها حاضرة فى كل محفل، ويحدثونك بلسان العالمين ببواطن الأمور، وليتهم يكتفون بذلك، لكن غالبيتهم تضع مخالفيهم ومنتقديهم فى خانة الكفار الرافضين شرع الله، ومن ثم إهدار دمائهم.

بعضهم الآخر يتحفك بكلام ما أنزل الله به من سلطان من عينة تحطيم التماثيل فى بر مصر، وأن تكون البداية من أبو الهول والأهرامات، مثلما حطمت حركة طالبان تمثال بوذا، فهم لم يعثروا على نموذج للاقتداء به سوى طالبان، التى وفرت ملاذا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ورفاقه، وأعادت أفغانستان لظلام الجهل والتخلف، ومهدت السبيل لاحتلال هذا البلد البائس.

ولعل النقاش المثمر الهادف لحماية مصر من المتربصين بها يقتضى وضع مجموعة من النقاط فوق الحروف، لأن ما نتابعه من سلوكيات ودعوات المحسوبين على التيار الإسلامى يصيب القلب السليم بالحزن والغم والهم.

أولا: إن هناك حدًا فاصلا بين الشريعة وشخوص الداعين لتطبيقها، بمعنى أن ما يوجه من انتقاد ينصب على الأشخاص وليس المبدأ، فالشريعة فى جوهرها تحمل كل الخير والعزة، شريطة تهيئة الجو الملائم لها، وأن يستوعب مقاصدها العظيمة من يدعو لها.

ثانيا: من الذى أعطى قيادات الجماعات الدينية المكتظة بها بلادنا حاليا رخصة تبيح لهم تكفير وتشويه من يعارضهم، حينما يتحدث عن أن الظروف غير مهيأة لتطبيق الشريعة، إذ كيف يتسنى تطبيقها بينما شوارعنا وقرانا ومدننا مليئة بالجوعى، أليس الأولى توجيه طاقاتنا صوب إغاثة الاقتصاد وإخراجه من أزمته المستعصية؟
ثالثا: أيهما أجدى وأحق بالركض ناحيته، تقريب المسافات أم زيادة الانقسامات والخصومات؟ فما نراه ماثلا أمام عيوننا أن الجماعات الدينية تعمل على تعميق الخلافات وتوسيع الهوة بين فئات المصريين، بين المسلم وأخيه، وبين المسلمين والأقباط، فى وقت يلزمنا فيه الاصطفاف على خط واحد، لكى تعبر مصر بسلام محنتها الحالية بكل ما فيها من خطر داهم على مستقبل أجيالنا المقبلة.

رابعا: أليس التقدم وتوفير لقمة العيش والحياة الآدمية للمصريين مهمة ترضى الله ويثيب عليها فاعلها، الجواب سيكون بنعم، إن كان الحال هكذا، فلماذا تعرقلون ذلك بتصرفات ومواقف تسىء للإسلام قبل أن تسىء لذواتكم؟ وبعدها نشتكى من أن الغرب يسىء لإسلامنا الحنيف، الأوقع النظر لأفعالنا قبل التدقيق فيما يفعله الآخرون خارج حدودنا.

خامسا: لماذا لا تنظرون لنماذج لطالما حظيت بإشادتكم وإعجابكم، مثل رئيس الوزراء التركى طيب أردوغان، الذى سوف نستقبله بالقاهرة خلال أيام، ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، فالرجلين كانا لهما إسهاماتهما الجليلة فى بلديهما، وتظل حتى ساعتنا تلك مضرب الأمثال لمَنْ يرغب فى التقدم، أن عدت لتجربتهما فلن تجدهما طالبا فى مستهل اعتلائهما السلطة بالإسراع بتطبيق الشريعة، لكنهما اهتما بتحسين أحوال وبيئة شعبيهما، وانتشال بلادهما من أنياب التخلف والفقر والاعتماد على المساعدات والمعونات من الغرب وأمريكا.

سادسا: فى وضع مصر الراهن الدقيق، هل يصح ويحوز رفع أعلام غير العلم المصرى فى مليونية الشريعة الجمعة الماضية؟ والسلام ختام.





مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

رسالة

عدد الردود 0

بواسطة:

الزينى

مثال بسيط

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر

انت عايز شريعة ولا لأ

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

مغالطات

عدد الردود 0

بواسطة:

أسامة خلف

شرع الله صالح لكل زمان ومكان

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن عادي

هل كانت؟

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالحميد مصطفى

الاسلام الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

فيلسوف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة