طالبت بضمانات واسعة للبحث العلمى والحريات..

المبادرة المصرية تندد بإحالة أستاذ جامعى للتحقيق بالمنيا

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012 10:16 م
المبادرة المصرية تندد بإحالة أستاذ جامعى للتحقيق بالمنيا جامعة المنيا
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اليوم الثلاثاء فى بيان لها إحالة الدكتور يونس خضرى محمود الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية كلية الآداب بجامعة المنيا للتحقيق، واستبعاده من التدريس بسبب اعتراضات عدد من طلاب قسمى اللغة العربية والدراسات الإسلامية على المحتوى التعليمى الذى يقوم الأستاذ الجامعى بتدريسه للطلبة ضمن مادة التاريخ الإسلامى.

وقالت المبادرة المصرية، إن ما حدث يعد انتهاكا صارخا لجملة من الحقوق والحريات، تأتى فى مقدمتها حريات الفكر والرأى والتعبير والبحث العلمى، كما يتعارض مع استقلال الجامعات وحرية البحث العلمى، ويهدر حقوقا أساسية ترسخت عبر نضال مجتمعى ودولى طويل.

وقال إسحق إبراهيم، مسئول ملف حرية الدين والمعتقد: "إن استجابة مسئولى الجامعة لمطالب الطلبة تفتح الباب على مصراعيه لأى جماعة أو تيار للاحتجاج لرفض الأفكار التى لا تتفق معه والمطالبة بفرض التفسير السائد لدى المحتجين على الكل، ما يزيد من الانشقاق فى المجتمع ويعمق من مخاطر التحول للاستبداد الدينى الذى يعيد قراءة التاريخ وفقا للأهواء ويحجر على قراءة الحاضر بموضوعية ومصداقية".

يذكر أن الحادث يجرى فى سياق تصاعد الهجوم على الشيعة والفكر الشيعى خلال الفترة الأخيرة، خصوصا من قيادات الأزهر والمؤسسات التابعة له، وكان الأزهر قد شكل لجنة خاصة لمواجهة ما أسماه بـ"المد الشيعى فى مصر"، كما طبع ووزع كتاب "الخطوط العريضة لدين الشيعة" لمحب الدين الخطيب مع مجلة الدعوة الصادرة عنه فى أكتوبر الماضى لمهاجمة الشيعة.

وطالبت المبادرة المصرية بإلغاء قرار عميد كلية الآداب بجامعة المنيا باستبعاد د. يونس خضرى من التدريس، وعودته للقيام بدوره فى الجامعة. وكذلك طالبت المبادرة المصرية اللجنة التأسيسية للدستور بوضع الضمانات الكافية لحرية البحث العلمى، بما يضمن المساهمة الفعالة فى المعرفة الإنسانية، وأكدت أن فرض قيود على حرية البحث العلمى قد تفتح بابا خلفيا لعودة قضايا الحسبة ضد أصحاب الرأى وأساتذة الجامعات.

وكان طلاب كلية الآداب بقسمى اللغة العربية والدارسات الإسلامية قد نظموا الأربعاء 7 نوفمبر الجارى وقفة احتجاجية أمام الكلية، طالبوا خلالها بطرد د. يونس خضرى محمود من الجامعة، وردد الطلبة هتافات مناصرة للرسول، وقدموا مذكرة لعميد الكلية بما أسموه قيام الدكتور المشكو ضده بنشر التشيع والإساءة للصحابة والسيدة عائشة بمحاضراته ومذكراته، وهو الأمر الذى ينكره تماما الدكتور خضرى.

وقد اعترض الطلاب على بعض أجزاء من كتاب الدكتور يونس خضرى "دراسات فى تاريخ الدول العربية"، والذى كان يدرس خلال العام الماضى، ولم يتم توزيعه على الطلبة هذا العام، ومن أبرز النقاط التى اعترض عليها الطلبة معركة الجمل فى التاريخ الإسلامى، والتى قامت بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان، وكانت أساس قيام الدولة الأموية حيث تناول الأستاذ الجامعى مؤيدى معاوية، وكانت منهم السيدة عائشة وطلحة والزبير، قال إن عددا من المؤرخين من مراجع وكتب موثقة قالت إن السيدة عائشة كانت تؤدى عمرة فى مكة وقت مقتل عثمان بن عفان، وعندما عادت للمدينة سارعت باتهام على ابن أبى طالب لأنه كان له موقف من حادثة الإفك، وإن الرسول صلى الله عليه وسلّم فشل من وجهة نظرهم فى رحلته للطائف، وهو ما لا يصح شرعا من وجه نظر المحتجين، وأن بعض الصحابة غضبوا من قيام عثمان بن عفان بجمع القرآن فى مصحف واحد، ومنهم الصحابى عبد الله بن مسعود والذى اعتبروه خروجا عن الدين.

بينما نفى الدكتور يونس خضرى فى إفادته للمبادرة المصرية قيامه بالإساءة للرسول والصحابة أو قيامه بنشر التشيع، مؤكداً أنه يتبع المذهب السنى، ويقوم منذ عام 2001 بتدريس مادة التاريخ الإسلامى لطلاب قسمى اللغة العربية والتاريخ والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، وأن تخصصه يتناول ثلاث مراحل من التاريخ الإسلامى: دولة النبى، ودولة الخلفاء الراشدين، والدولة الأموية.

وأضاف أنه استند إلى مراجع علمية قوية منها كتاب الطبرى وهو مفسر للقرآن قبل أن يكون كاتبا للتاريخ، كما وضح أن الطلبة يريدون تغيير التاريخ وإنكار الحقائق وتحديد المادة العلمية وفقا لأهوائهم وما يتفق مع أفكارهم، مشيراً إلى وجود دور لأستاذ جامعى يسعى لشغل منصب وكيل الكلية لشئون التعليم، وهو منصب شاغر منذ 25 أكتوبر الماضى، فى إثارة الطلبة لاستغلال الواقعة لصالحه.

وأضاف أن رئيس جامعة المنيا وعميد كلية الآداب خضعا لمطالب الطلبة، لتسكين الأوضاع وتهدئتها فقط.

كما قرر الدكتور محمد أحمد شريف رئيس جامعة المنيا، وفقا لما نشره الموقع الإلكترونى الرسمى لجامعة المنيا، فى 8 نوفمبر الجارى بتشكيل لجنة لفحص كتاب مادة التاريخ الخاص بالفرقة الثانية بالدراسات الإسلامية واللغة العربية، والتى يقوم بتدريسها الدكتور يونس خضرى وذلك لفحص ما به من معلومات علمية وتاريخية وما إذا كانت خارجة عن القواعد والأصول المتعارف عليها فى التدريس الجامعى، وذلك أيضا استجابة لمطالب عدد من الطلبة وأساتذة الكلية.

ونظم طلبة قسم التاريخ بكلية الآداب اليوم وقفة احتجاجية أمام مكتب عميد الكلية يطالبون فيها باستبعاد الأستاذ الجامعى من تدريس مادة "نصوص تاريخية" للفرقة الثانية بحجة قيامه بالإساءة للرسول العام الماضى، وذلك بالرغم من أن المادة لا تتضمن محتوى دينيا وتركز على الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند والأندلس.
وقد أبلغ الدكتور يونس خضرى تليفونيا بإحالته للتحقيق، ومنعه من التدريس فى مختلف أقسام كلية الآداب قبل إتمام التحقيق معه، بالمخالفة لقانون تنظيم الجامعات الذى لا يتيح لإدارة الجامعة توقيع الجزاء دون انتهاء التحقيقات مع عضو هيئة التدريس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة