انتهيت من إلقاء محاضرة عن الوقت وأهميته، نادانى قائلا أريدك فى حديث خاص، رحبت به فى مكتبى، وبدا النقاش الذى لم يقطعه إلا آذان الظهر هنا قلت له مازحا "المفروض بعد كل ده تتوضأ وتصلى معنا"، ضحك صديقى المسيحى وانصرف مبتسما بينما صلينا نحن، جلست أفكر فى حوارنا، وكيف سألنى عن الشريعة الإسلامية، ونقل تخوفه من بعض المسلمين الذين لا يفهمون ما أفهمه أنا على حد تعبيره، شرحت له مقاصد الشريعة قلت إن الشريعة الإسلامية كما يشرحها بن تيميه جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا، ودفع شر الشرين إذا لم يمكن أن يندفعا. ومن مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على الكليات الخمس التى تواترت رسل الله تعالى على وجوب المحافظة عليها، وهى الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، والعرض، انبهر صديقى بما كفلته له الشريعة الإسلامية، وهو على دينه من حفظ لحرية اعتقاده وعقله وعرضه ونفسه، أحس بالأمان عندما عرف أن الشريعة الإسلامية تحمى ابنته وزوجته من أن يؤذيهما صاحب قلب مريض أو أن يتعرض لهما بفاحش القول أو الفعل، نقل لى اطمئنانه على ماله إذا كان من يعتدى عليه سيعاقب عقوبة شديدة، نقل لى إحساسه بالكرامة عندما علم أنه بموجب الشريعة الإسلامية مكرم قال تعالى "ولقد كرمنا بنى آدم"، لم ينقل لى خلال ساعتين أى اعتراض على الشريعة الإسلامية، لم يكن بمكتبى "زيت أو سكر" كى أعطيه ليس إلا فنجان القهوة العربية، وتعلمون أن القهوة العربية بدون سكر.
ما أدهشنى هو أنه منذ أن تمت الدعوة إلى جمعة تطبيق الشريعة الإسلامية لم يسكت للإخوة العلمانيين والليبراليين لسان، ولم يهدأ لهم قلم، ولم تطفأ لهم شاشة، وهم يشنون هجوما على الشريعة وأصحابها ومحبيها وطلابها، وسؤالى لهم إلى هذا الحد تقلقكم الشريعة الإسلامية؟
تحاولون زيفا وزورا أن تشوهوا صورتها وتبغضوها وهى الحبيبة إلى النفوس والقلوب، ألا ساء فهمكم وهدفكم وخاب رميكم، كيف بكم الآن وأنتم ترون الأرض تميد تحت أقدام طلاب الشريعة أرأيتم الشعب محتشدا، لقد تأخر الإخوان والسلف لتروا من خلفهم ولتعلموا أن وراءهم مددا لا ينقطع إن شاء الله الشريعة الإسلامية ملاذ الجميع، وهى الملجأ، والمخرج فيها مكان لكم ولغيركم، يوما ستتفيأون ظلالها وستعرفون كم كنتم مخطئين، أدعوكم إلى مراجعة أنفسكم، إن أى ميدان يخلو من الصدق والشرف لا قيمة له ولا وزن حتى وإن كان ميدان السياسة.
أبو عبيدة صديق يكتب: مقاصد الشريعة وقهوة بلا سكر
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012 08:40 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
مصر
جزاكم الله خيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
بدون تعليق!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
منار
اسلامنا ...حياتنا
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد السلفى
الله أكبر وليخسأ المنافقون
الحمد لله الذى هدانا لهذا لولا أن هدانا الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Kawthar Alothman
رد على تعليق الأخت منار...
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد الشافعي
رائع كعادتك
بارك الله فيكم
عدد الردود 0
بواسطة:
حمادة
جزاك الله خيرا
هذا بعض ما عندكم زاداك الله علما وحكمة وبلاغة