انتشر فى السنوات الأخيرة استخدام الأسبرين كمضاد لتجلط الدم فى مرضى القلب والأوعية الدماغية، حيث يستخدم فى مرضى الذبحة الصدرية بجرعات بسيطة يوميا لمنع التجلط، كذلك فى الوقاية الأولية والثانوية لمرضى الجلطات الدماغية، وقد يستمر استخدامها لسنوات طويلة فهل تمثل هذه الادويه أضرارا على المعدة؟
يجيب الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس قائلا: "أثبتت الدراسات الحديثة أن هؤلاء المرضى معرضون لحدوث قرح فى المعدة والإثنى عشر وحتى فى الأمعاء الدقيقة، وقد تسبب هذه القرح مضاعفات لدى المريض، حيث من الممكن أن تؤدى إلى نزيف بالجهاز الهضمى العلوى والسفلى، وإذا تكرر هذا النزيف بصورة بسيطة مزمنة يؤدى إلى حدوث أنيميا، وفى حال حدوثه بصورة حادة مزمنة وبكمية كبيرة قد يعرض حياة المريض للخطر، وقد تحدث هذه القرح أيضا لدى المرضى الذين يتناولون العقاقير المضادة للأمراض الروماتيزمية ومضادات الالتهاب وبالذات الذين يتناولونها لفترات طويلة، وهم مرضى التهابات المفاصل المزمنة وأمراض العمود الفقرى ومرضى الروماتويد ومرضى آلام التهابات العضلات تصل لعدة أشهر أو بدون استشارة الطبيب، حيث إن هؤلاء المرضى يجب أن يخضعوا لمتابعة طبية مستمرة ويجب التنبيه على المريض إبلاغ طبيبه فى حال وجود أعراض مستمرة بالجهاز الهضمى بوجود حموضة وآلام فى أعلى البطن أو غثيان أو رغبة فى القىء أو فى حالة تعرضه لنزيف من الفم "قىء دموى " أو نزيف من الشرج، حيث يأتى صورة دم أحمر فاتح أو غامق أو حتى براز أسود سائل، حيث إن هذه الأعراض تمثل نزيفا مع الإحساس بزيادة ضربات القلب أو عرق غزير والشعور بالإحساس بالإغماء، حيث ينخفض ضغط الدم لهؤلاء المرضى المصابين بالنزيف الحاد مع تغير لون الوجه إلى الأصفر الشاحب.
ويؤكد الدكتور رضا على ضرورة نقل المريض إلى أقرب مستشفى إذا أصيب بنوبة من نوبات النزيف، حيث يجرى التعامل مع الحالة بسرعة لتلافى حدوث مضاعفات، وذلك بإعطاء الأدوية والمحاليل التى ترفع ضغط الدم ونقل الدم إذا تطلب ذلك، مع عمل غسيل معدة عن طريق أنبوبة من الأنف للمعدة، للتأكد من وجود دم من عدمه ولإتاحة الفرصة لرؤية جيدة أثناء عمل المنظار، ويجب علاج هذه الحالات فى مراكز كبيرة بها إمكانيات للتعامل السريع مع مثل هذه الحالات، لأن معظمها لكبار السن وصحتهم العامة لا تحتمل انخفاض الضغط لفترة طويلة، مع التأكيد على إيقاف الأدوية المسببة للنزيف وإعطاء الأدوية المضادة للحموضة مثل مثبطات مضخة البروتون مثل نكسيم أو كونترلوك أو باريت، وأمثالهم من هذه المجموعة والتى تخفض نسبة الحموضة لدرجة كبيرة، مما يتيح فرصة لحدوث تجلط فى الوعاء الدموى الذى حدث منه النزيف مع استمرار العلاج لفترة كافية والتى تؤدى إلى التئام هذه القرح ويجب التأكيد فى هذا المجال أن المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية المضادة للالتهاب وأدوية الروماتزم والأسبرين حتى إذا لم يصاحبها أعراض يجب أن يتعاطوا الأدوية المضادة للحموضة بصفة دائمة خلال استخدامهم للعلاج حتى إذا امتد لشهور طويلة أو سنوات، مع العلم بأن هذه الأدوية لا يوجد لها أعراض جانبية خطيرة أو مضاعفات للعلاج بها لمدة طويلة.