أكرم القصاص - علا الشافعي

على درويش

هجرة قلبية

الإثنين، 12 نوفمبر 2012 10:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان القمر الكامل والكوكب الدرى يضىء مكة وأهلها بوجوده بينهم وبنشر نور الإسلام الذى يهدم الوثنية ويرد البصر إلى القلوب والعقول العمياء، ولكن أهل الكفر من قريش، ومن سار على دربهم حشدوا كل ما لديهم من إمكانيات مالية وبشرية لضرب كل من قال لا إله إلا الله وشهد بأن سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقامت النواة الإيمانية الأولى بالهجرة إلى الحبشة فرارا من الاضطاد اللإنسانى لهم، والذى استمر حتى فى مملكة الحبشة ذاتها، ولكن سرعان ما أتت بعدها الهجرة الكبرى بعد أن جاء الأمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة تاركا قريش فى غيها وعمى قلبها ولتكون بداية عصر جديد فى الدعوة للإسلام، ولكى يعلّم المعلم الأول والرسول الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أتباعه من المسلمين التدبير فى أمور الدنيا خطط عليه الصلاة والسلام ليقوم بالهجرة سرا فى صحبة صديقه الأول سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه، وفى نفس اليوم الذى اجتمعت فيه قريش وحلفاؤها بزعامة أبوجهل فى دار الندوة واتخذوا قرارهم الملعون باغتيال رسول الله عليه الصلاة والسلام والقضاء على النور الذى جاء به من الله سبحانه وتعالى، خرج سيدنا محمد خير خلق الله ورحمة العالمين من تحت اعينهم العمياء وهو يتلو آيات من سورة ياسين، فلم يروه، وعندما صفعتهم الصدمة فى الصباح ووجدوا أن الذى ينام مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيدنا على بن أبى طالب أول من آمن من الشباب والفارس الذى لا يشق له غبار رضى الله عنه، خرجوا كالمجانين يبحثون عنه فى كل كان ورصدوا جائزة لمن يدل على مكانه. ووسط حمى البحث عن رسول الله علية الصلاة والسلام وصديقه رضى الله عنه خرجت معجزة غار ثور، حيث آوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبوبكر وخشى الصديق أن يكتشف أهل قريش بقيادة إبليس اللعين الغار فبكى من شدة حبه لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام، فجاءه الرد المحمدى الربانى «لا تحزن إن الله معنا» وأعمى الله أبصارهم عنهما.

ودخل رسول الله صلى عليه وسلم المدينة التى استقبلته بـ«طلع البدر علينا»، وحقا غاب البدر عن قريش وطلع فى المدينة ليملأ نوره الكون كله. والمهاجرون مع رسول الله صلى عليه وسلم هجروا كل ما يغضب الله وهذه هجرة قلبية تبعتها هجرة مكانية، وهى الانتقال من مكة إلى المدينة المنورة حيث الرسول عليه الصلاة والسلام، وحيث يهبط الوحى، وهذا درس يجب أن تسير عليه الأمة كلها لتترك، أى تهجر، كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى وتقبل على النور المحمدى بكل قلبها فتنال السعادة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة