كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، أنه منشغل مع مساعديه بالحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال فى تهيئة الرأى العالم العالمى للحرب على قطاع غزة وسوريا، موضحين أنه من المقرر أن يلتقى اليوم، الاثنين، بعدد من السفراء الأجانب ليقدم لهم شرحاً مفصلاً ويناقشهم بتطورات الأوضاع الأمنية فى غزة وسوريا وموقف إسرائيل من هذه التطورات.
وأوضحت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى، الجنرال بينى جانتس، ورؤساء هيئة الأركان العامة فى الجيش الإسرائيلى، وضعوا صورة تفصيلية لرئيس الحكومة الإسرائيلية حول الوضع الأمنى المتدهور مع قطاع غزة فى الجنوب وسوريا فى الشمال.
وعقب الاجتماع، قالت المصادر نفسها للصحيفة العبرية، "إن على العالم إدراك أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين أمام تطورات الأحداث فى الجنوب مع قطاع غزة وفى الشمال مع سوريا"، مضيفين، "نحن مستعدون للرد على هذه التطورات".
فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء أمس الأحد، أنها علمت من مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن المخابرات المصرية نجحت فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل.
وفى المقابل، أغارت طائرات سلاح الجو الإسرائيلى الليلة الماضية على 3 أهداف فلسطينية فى قطاع غزة، عبارة عن نفق ومخزن للوسائل القتالية فى شمال القطاع وموقع لإطلاق القذائف الصاروخية فى الجنوب، مشيرة إلى أنه تم رصد إصابة الأهداف بدقة، بالرغم من الهدنة.
وأشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى أن 3 قذائف صاروخية كانت قد سقطت فى وقت سابق فى أرض فضاء بالنقب الغربى، رغم إعلان بعض وسائل الإعلام الفلسطينية بغزة التابعة للجهاد الإسلامى عن دخول التهدئة حيز التنفيذ بفضل وساطة جهاز المخابرات المصرية.
وأوضحت يديعوت، أن الجهات الرسمية الإسرائيلية رفضت تأكيد نبأ الهدنة بالوساطة المصرية، مشيرة إلى أن الاتفاق تضمن فى أحد بنوده غض الطرف من جانب إسرائيل عن الصواريخ والقذائف المتفرقة فى الوقت القريب، طالما لم تسفر عن وقوع إصابات فى الأرواح.
وفى سياق آخر، أجرى الجيش الإسرائيلى، صباح اليوم الاثنين، تدريباً كبيراً لإطلاق صواريخ للدفاع الجوى فى المنطقة الساحلية المطلة على البحر المتوسط والمدن المركزية، وعلى رأسها تل أبيب، فى سياق التمرين المشترك الذى يجريه مع القوات الأمريكية منذ 3 أسابيع.
وأوضح راديو إسرائيل، أن التجمعات الاستيطانية فى جنوب إسرائيل كانت قد تعرضت منذ بدء جولة العنف الحالية أول أمس لإطلاق نحو 140 قذيفة صاروخية فلسطينية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك قد أوضح أنه أصدر توجيهاته إلى قيادة الجيش بدراسة الاحتمالات لتشديد الرد الإسرائيلى ضد حماس، فى ظل استمرار إطلاق القذائف الصاروخية على الجنوب.
وأكد باراك أن الانتخابات المزمع إجراؤها فى إسرائيل لن تشكل مصدر حصانة لحماس، وأن تل أبيب لن تتردد فى دخول القطاع مرة أخرى لاستهداف حماس إذا اضطررت للقيام بذلك.
وزعم باراك أن حركة حماس تتحمل المسئولية عن القصف على التجمعات السكنية ومحاولات الاعتداء على قوات عسكرية إسرائيلية، موضحاً خلال ندوة عقدت فى جامعة تل أبيب مساء أمس، الأحد، أن إسرائيل لن تقبل، بأى حال من الأحوال، القواعد التى تريد حماس تغييرها على حدود قطاع غزة.
وعن الوضع على الحدود الإسرائيلية مع سوريا قال وزير الدفاع الإسرائيلى، إنه أمر الجيش بالرد على أى قصف من الجانب السورى، موضحاً أن تل أبيب لن تحتمل استمرار إطلاق النار باتجاهها.
فيما أصدر الجيش الإسرائيلى تعليماته، مساء أمس الأحد، لكافة الجهات المعنية، بالتأكد من استعداد الملاجئ فى المناطق الشمالية للعمل فى حالات الطوارئ، تحسباً لتصعيد محتمل على الحدود مع سوريا والدخول فى حرب معها.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن تلك التعليمات جاءت عقب إطلاق الجيش الإسرائيلى، بعد ظهر أمس الأحد، قذائف مدفعية باتجاه مواقع عسكرية سورية فى هضبة الجولان، رداً على سقوط قذائف هاون قالت إسرائيل إنها أطلقت من الأراضى السورية.
وكان مسئولون وعسكريون إسرائيليون حذروا النظام السورى من استمرار سقوط قذائف من سوريا على إسرائيل، مهددين برد شديد على مثل هذا الأمر. فيما أوضحت يديعوت أن حالة من القلق الشديد انتابت الإسرائيليين الذى يقيمون بالقرب من الحدود الشمالية، بعد قرار الجيش تهيئة الملاجئ للعمل.
نتانياهو يهيئ العالم لشن الحرب على غزة وسوريا.. والجيش الإسرائيلى يبدأ تجهيز الملاجئ تحسباً للمعركة المقبلة.. والمخابرات المصرية تتدخل للتوصل إلى هدنة وتل أبيب تخرقها
الإثنين، 12 نوفمبر 2012 11:44 ص